« شَبَق» قصة قصيرة للكاتبة درية توكل

الكاتبة درية توكل
الكاتبة درية توكل

 

تزوجت بالرجل الذي اختارتهُ عن اقْتنَاع، وبعد فترة أخبرها الطبيب إنَّها ستصبحُ أمَّا، تَطايَرتْ فرحاً وغِبْطَة، انتظرت زوجها حين عودته من العمل لتبشره بالخبر السعيد، لكنُهُ فاجأها بخبر آخر كان لصداه وقع الحيرة والتردد في نفسها، حين أعلمها بان اسمها قد أُدْرِجَ بين أسماء المرشحين للإعارة هذا العام.

 

هذا الخبر قد أوقعها بين دفتيِّ الحيرة فإما  السفر، أو البقاء، تراجعت الزوجة عن إعلام  الزوج بأمر الحمل حتى لا يُجبرها عن التنازلِ عن السفر، وبعد أيام قررتْ التخلصَ من الجنين،  دون إعلام الزوج، الذي كان يحلم باليوم الذي يكون فيه أب، ورغم أنها لم تكن أقل منه رغبة في أن تكون أمَّا،  إلا إنها فضلتْ الطريق الذي يضمن لها  يُسرَ الحياة، عن الطريق الذي يحقق رغبة طبيعة كل أم في الإنجاب.

 

سافرتْ الزَّوجة، ولم تتوانَى بُرهةً عن التفكير في سوءِ ما فَعلتْ ولاسيما أن الرَّغبَة كانت تراوِدُها بشكل غير منقطع النظر، إلي حد ملحوظ بين أقرانِها من الزملاء.

 بعد فترة لحق بها الزوج،  كانت شديدة الحرص علي  ألاَّ تعاودها فكرة التفكير في الحمل حتي تدبر أمورها.

توَالتْ الأيامُ، عاودَتْ الزَّوجةُ التفكيرَ في الأمومة وأعَدتْ نفسها لذلك.

وذات صباح فاقتْ الزوجةُ من نومها علي إثر تقلصاتٍ حادة وفقدان شَهيِّة، نُقلَتْ علي أثرِها المشْفى، وبعد عرضها علي الأطباء تَبين لهم وجود ورم علي الرحم، قد تشكك الأطباء في أمرِه، وبعد الفحْصِ الدقيق قَرَرَ الأطباء التخلص من الرَّحِم لأن الورم لم يكُن حميداً، أخذتْ تصَرَخُ بأعلى صوتها، اترُكُوني أموتُ اترُكُوني أموتُ.