بينى وبينك

طه حسين.. مشروع قومي

زينب عفيفى
زينب عفيفى

 منذ أيام قليلة حلت الذكرى الخمسين لرحيل د. طه حسن عميد الأدب العربي، الذى أثرى الحياة الثقافية المصرية والعربية، بكتاباته ومقالاته ومعاركه الأدبية التى ظلت بمثابة أحياء للفكر العربى المستنير، على مدى حياته التى امتدت حتى عمر الرابع والثمانين، فقد ولد فى عام 1919 ورحل عن عالمنا فى عام 1973، بعد رحلة فكرية أنتجت أكثر من خمسة وعشرين كتابا فكريا وثقافيا وروائيا، جعلته قائدا للفكر التنويري.

دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، وقد أثارت آراؤه الكثيرين، كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبال بهذه المعارضات القوية، استمر فى دعوته للتجديد والتحديث، حيث قديم العديد من الآراء التى تميزت بالجرأة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية فى تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس فى المدارس الحكومية، كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، وطالب بأهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونوا على قدر كبير من التمكن والثقافة بالإضافة لاتباع المنهج التجديدي، وعدم التمسك بالشكل التقليدى فى التدريس.

د. طه حسين منهج ثقافى قومي، لابد أن يعاد تدريس أفكاره فى مدارسنا. ومن هنا كان لابد من إعادة نشر أعماله فى طبعات جديدة تلائم العصر الحالي، والتى قدمها الناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب كمشروع قومى مثلما قدم من قبل سلسلة الكلاسيكيات لعمالقة الفكر والأدب التى أسس لها من خلال مشروعه الضخم فى النشر، بإضافة دراسات قيمة عن عميد الأدب العربى من خلال شرح وتوضيح بعض الألفاظ والكلمات الصعبة وتعريف العالم والأماكن بشكل جديد لتقديم طه حسين بصورة مختلفة وجديدة.