رٌكن الحواديت

لن يصالح

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

ظل الصبى يمشى بجوار أشلاء جسد أمه الغارق فى الدم بردهة مستشفى امتلأت طرقاته بصرخات الفقد، وطواقم طبية تهرول فى زعرٍ بكل اتجاه، بينما يدوى صوت انفجار قنابل تدك بنايات مجاورة. 

لم ينتبه الصبى الفلسطينى لشىء سوى إطالة النظرة الأخيرة لما تبقى من ملامح وجه أمه التى كان عظيم جرمها أنها امرأة حرة، صاحبة حق، فى عالمٍ تسوده قوى الباطل الزائفة، فلاقت -هى والآلاف فى غزة- أهوال الموت والدمار، أمام أعين مجتمع دولى مصابة بالعمى أمام جرائم الكيان الصهيونى برعاية أمريكا وذيولها من الدول الغربية ومن خان القضية من الدول العربية.

وهنا السؤال: كيف لهذا الولد وآلاف مثله -من الفلسطينيين- أن يرتضوا خنوعًا أمام هذا الإجرام؟ 

ورغم المشاهد المأساوية- التى تؤلمنا عبر الشاشات- إلا أن ما نراه من عزيمةٍ وإصرارٍ فى عيون أهل  فلسطين عامة وبمختلف فئاتهم العمرية ينذر بأن المقاومة لن تموت أبدًا.

ما حدث من إجرام صهيونى على أرض غزة كان تدريبًا قاسيا لجيلٍ من الفلسطينيين على تحمل أصعب ظروف معيشية يمكن أن يواجهها إنسان على وجه الأرض.

وبذلك يعيد الكيان الصهيونى- بجهل وغطرسة القوة- إنتاج أجيالٍ من المقاومين سيكونون كعادتهم أولى بأسٍ شديد، ولا يضرهم من خذلهم أبدا، وحتما سيأتى النصر من السماء كما وعد الحق، والله لا يخلف موعدًا أبدًا.