«القناع» الذى سقط فى غزة

النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

كشفت الحرب الدموية التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، والمذابح المروعة التى شاهدها العالم عن الوجه القبيح للذين يدّعون أنهم أنصار «حقوق الإنسان» فى أمريكا وأوروبا. 

أظهرت هذه الحرب مدى زيف هؤلاء الذين يصدّعون رءوسنا، ببيانات نارية عما يسمونه «انتهاكات حقوقية» فى منطقتنا العربية، بينما هم الآن يغضون الطرف عن مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، خلال المجازر الإسرائيلية المستمرة على القطاع، والتى أسقطت حتى الآن 8796 شهيدًا، منهم 3648 طفلًا، فضلًا عن آلاف الجرحى والمصابين.

كما كشف العدوان الإسرائيلى أكاذيب الغربيين من المتشدقين بحقوق الإنسان، والذين أعلنوا - بكل صفاقة- دعمهم الكامل للاحتلال الإسرائيلى بالأسلحة والخبرات القتالية! 

هذا الانحياز الأعمى لإسرائيل، وتجاهل حقوق الإنسان الفلسطينى دفع بعدد كبير من النشطاء الحقوقيين الأجانب إلى رفع شعار «ازدواجية المعايير» مؤكدين أن هذا الأمر سيكون بمثابة «وصمة عار» فى جبين الحضارة الغربية إلى الأبد.

وأجرى العديد منهم مقارنات بين أسلوب تعاطى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى مع الحرب الروسية- الأوكرانية، واتهام موسكو بارتكاب «جرائم حرب» فى أوكرانيا، والضغط من أجل إعلاء معايير حقوق الإنسان واحترام القانون الدولى. وكيف أنهم يغضون الطرف اليوم عن كل الانتهاكات الإسرائيلية فى قطاع غزة.

وعلى النقيض من المواقف الرسمية المخزية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، فإن هناك تنديدًا شعبيًا واضحًا فى العديد من دول الغرب بالانتهاكات الصارخة لحقوق ومصائر سكان غزة المحاصرين.

ولقد كانت استقالة مدير مكتب نيويورك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، كريج مخيبر، كاشفة للتناقض الصارخ فى موقف دول الغرب من المأساة الفلسطينية المستمرة منذ 75 عامًا، ومن القضايا العربية بشكل عام.

ولذلك، لم تكن عملية «طوفان الأقصى» مجرد هجوم فلسطينى هو الأول من نوعه منذ عام 1948، بل إن هذه العملية أسقطت قناع حقوق الإنسان، الذى تتغنى به دول الغرب.

ولا جدال أن ما يحدث حاليًا من إجرام فى غزة، فاق تأثيره حجم الدمار الناتج عن قنبلة «هيروشيما»، ويثبت أن حقوق الإنسان بالنسبة للغرب إنما هى مجرد شعارات للاستهلاك السياسى والإعلامى فقط، يخوّفون بها أى دولة ترفض الانصياع لإرادتهم.

وكان موقف الرئيس السيسى، مما يحدث فى غزة صلبًا وتاريخيًا، لا يُحسب له فقط، بل يُحسب لمصر الداعم العربى الأكبر للقضية الفلسطينية والتى قدمت نحو 100 ألف شهيد دفاعًا عن هذه القضية القومية العادلة.

كشف الرئيس السيسى للعالم مخططات الصهاينة وحلفائهم، وكيف أنهم بدعوتهم الشيطانية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء يريدون تصفية القضية لحساب إسرائيل، مؤكدًا أن مصر لم ولن تقبل أبدًا بتصفية قضية العرب الأولى.

وشاهدنا بأعيننا بطولة الرئيس، وصموده أمام الدول التى تدّعى حقوق الإنسان، وهم أصلًا صهاينة محتلين قتلة أطفال ونساء، يمارسون الكذب والتدليس علنًا على مرأى ومسمع من الرأى العام العالمى، الذى لم تعد تنطلى عليه هذه الأكاذيب المفضوحة.

هذا الموقف البطولى من الرئيس السيسى، إنما هو دليل جديد على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، ويؤكد أن العبرة فى مقدرات الدول ليست بالغنى أو الفقر، بل بثبات الدول على مبادئها الإنسانية، وشعورها بأخوتها العربية.