أُسر الرهائن الإسرائيليين يشنون حملة غضب ضد «نتنياهو»

 حملة غضب ضد «نتنياهو»
حملة غضب ضد «نتنياهو»

تتزايد حدة الغضب بين أهالي الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية مع تصاعد التوتر في قطاع غزة بشأن الهجمات الإسرائيلية والتوغل البري الذي بدأ يوم الجمعة الماضية.

وفي شوارع تل أبيب، الداخل الإسرائيلي ينتابه موجة من القلق والتوتر، حيث تجمع المئات من ذوي الرهائن الإسرائيليين حاملين صور أقاربهم الذين تم اختطافهم بعملية طوفان الأقصى، الذي نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية في مناطق بغلاف غزة في 7 أكتوبر، وقدم المتظاهرون لافتات تنادي بإطلاق سراح أفراد عائلاتهم رافعين شعار "حرروا الرهائن، وأوقفوا إطلاق النار" .


غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين في وجه «نتينياهو»

قالت سيدة قريبة لأحد الجنود الإسرائيليين المحتجزين: "إننا متأثرون جدًا بوضع الجندي المخطوف، حيث شاهدنا فيديو له وهو مختطف، وكان وضعه الصحي جيدًا وكان في غزة، ثم انقطعت أخباره ولا نعلم ما حدث له، ونطالب من الحكومة أن تعيد جنودنا إلى بلدنا، إذا كانوا قد تعرضوا لإصابات وتم علاجهم، فلنعلم مكانهم ووضعهم، نحن لا نعلم ما إذا كانت هناك منظمات إنسانية مثل الصليب الأحمر هناك قدمت لهم العناية الطبية أم لا، ونحن نعيش بحالة من القلق والتوتر بسبب عدم معرفتنا بما يحدث لأفراد عائلاتنا"، وذلك حسبما أفادت "فرانس برس" الفرنسية.

وروت منى هانوك، التي تبلغ من العمر 58 عامًا، بقلق شديد حيال الرهائن الإسرائيليين وقالت: "جميع هؤلاء الرهائن يجب أن يعودوا إلى ديارهم، ولقد فشلت هذه الحكومة فشلاً ذريعًا في القيام بواجبها تجاههم، الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل". 

بينما أشارت سيندي كوهين، البالغة من العمر 65 عامًا، إلى ضرورة رحيل نتنياهو قائلةً: "يجب على نتنياهو أن يرحل بالتأكيد، كان يجب عليه أن يفعل ذلك قبل هذا الحين، لقد تخلى عن بلاده وشعبه في هذا الوقت الحرج".

ومن جانبه، أعرب يائير ديكمان، البالغ 63 عامًا، عن عدم رضاه واستيائه من وضع البلاد قائلًا: "لا أستطيع تقبل فكرة أن رجلًا يواجه 3 محاكمات "بتهم فساد" هو المسؤول عن شؤون الدولة، لقد تمت سرقة بلادنا من جانب حكومة غير شرعية، ولن أشعر بالاطمئنان حتى يتم استبدال هذا النظام".

وفي هذا السياق، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أزمة ثقة شعبية، ويواجه ضغوطًا متزايدة من قبل أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة الذين يتطلعون إلى إجراءات حاسمة وسريعة، كما تزايدت المطالب بتحمل المسئولية واتخاذ إجراءات فورية من قبل حكومته.

وشهدت مظاهرات حاشدة تجمع المئات من أسر المحتجزين الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو جنوب مدينة حيفا، حيث طالبوا مجلس الحرب بعقد اجتماع عاجل لمناقشة الأزمة، وعبر المتظاهرون عن تضامنهم مع عائلات الأسرى وتأكيد مطالبهم برحيل نتنياهو فورًا.

وقام المتظاهرون بتصوير صور الأسرى وعرضها على شبكات الحديد كرمز لاحتجاز أحبائهم في السجون الفلسطينية، كما أضاءوا مئات الشموع كنوع من التضامن والاحتجاج، ورددوا هتافات تندد بسياسات نتنياهو وتطالب بتحقيق العدالة.

تمت هذه الفعاليات في ليلة السبت الماضية، وشهدت تنظيم مظاهرات في مدن متعددة بما في ذلك حيفا والقدس وقيسارية وتل أبيب وإيلات، وشارك في هذه المظاهرات سكان منطقة غلاف غزة الذين تم إخلائهم وإيوائهم في فنادق مدينة تل أبيب ومناطق أخرى.

وبعد ذلك، عُقد اجتماع مهم بين عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، هذا الحضور أثار الاهتمام والتساؤلات لدى العائلات، بالإضافة إلى أن حضور سارة نتنياهو قد بدا مفيدًا وإيجابيًا للعائلات، إذ تعرف على أنها كانت لها دور مؤثر في إقناع زوجها بضرورة تحقيق صفقة تبادل أسرى خلال الأزمة مع فصائل المقاومة الفلسطينية وخلال ذلك، كانت العائلات تنتظر اللقاء مع نتنياهو بشغف.


«نتنياهو»: يجب الحفاظ على القضية الأسرية بسرية تامة لعدم استغلال الفصائل لها

وبعد اللقاء، أخذت بعض المستشارين والمساعدين لنتنياهو مهمة توجيه حوار مع العائلات، وقد أوضحوا لهم مخاوف نتنياهو بشأن احتمال استغلال الفصائل لقضيتهم للضغط على إسرائيل، وكذلك التأكيد على إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وفي محاولة لتهدئة مخاوفهم، أكد نتنياهو أنه يفهم قلق العائلات وقلق الشعب الإسرائيلي بشكل عام، ولكنه حذر من تجلي هذا القلق علنيًا، وشدد على أهمية الحفاظ على القضية الأسرية بأقصى درجات الحذر والسرية.

وأبدى نتنياهو استياءه من موقف فصائل المقاومة بشأن إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ورفض إعطاء تفاصيل أكثر بسبب الأمور الأمنية، وأعرب نتنياهو عن مخاوفه بشأن تصاعد الوضع ومحاولات فصائل المقاومة استغلال قضية الأسرى كوسيلة للضغط على إسرائيل.

وفي ذات السياق، كان حضور وزيرة المواصلات ميري ريجف خلال الاجتماع موضوعًا مشبوهًا بالنسبة للعائلات، حيث صرحت مرارًا وتكرارًا خلال النزاع الحالي برفضها التام لأي صفقة تبادل أسرى مع فصائل المقاومة، حتى لو كان الثمن التضحية ببعض المخطوفين، وكانت هذه التصريحات قد أثرت على الاستقرار والثقة بالحكومة ومدى التزامها تجاه قضية الأسرى الإسرائيليين.


العائلات تطرح أسئلة لـ«نتنياهو».. والآخر «يغير الحديث ولا يُجيب»

وطرحت العائلات أسئلة محددة تتعلق بأوضاع أبنائهم وظروف احتجازهم، وأعربوا عن مخاوفهم من تأثير العمليات البرية على سلامة الأسرى الإسرائيليين، واستفسروا عما إذا كان هناك خطر على حياتهم جراء هذه العمليات وتصاعد الوضع بشكل عام.

ومع ذلك، لم يقم نتنياهو بالرد على أي من الأسئلة التي طرحوها، وأظهر تحفظه في الإفصاح عن تفاصيل حياة الأسرى وظروف احتجازهم، بل كان يتدخل عندما تأتي أسئلة صعبة، حيث قاطع المتحدث وطلب تفاصيل عن الأسير وظروف اعتقاله، مما جعل العائلات يغادرون الاجتماع بخيبة أمل، واستنتجوا أنهم بحاجة إلى التمسك بشعار "الكل مقابل الكل وفوراً" لزيادة الضغط على الحكومة والمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم.

وحيال ذلك، أطلقت العائلات حملة لزيادة الضغط من أجل إطلاق سراح أبنائهم، من خلال تنظيم 8 مظاهرات في عدة مدن إسرائيلية، بما في ذلك حيفا والقدس وقيسارية وتل أبيب وإيلات، وشارك فيها سكان مناطق غلاف غزة الذين نُقلوا إلى الداخل.

وقد جاءت هذه الحملة بعد رؤية العائلات أن نتنياهو يُفضل التركيز على التوسع البري في قطاع غزة بدلاً من التفاوض حول صفقة تبادل أسرى، كما أن هذا التركيز أثار استياء العائلات وجعلهم يطالبون بتغيير موقف الحكومة الإسرائيلية بشأن قضية الأسرى.

كما بدى للعائلات بعد اللقاء مع نتنياهو، أن الحكومة الإسرائيلية تعرقل المفاوضات، مما دفعهم إلى المطالبة بتغيير موقف الحكومة والتأكيد على أهمية إطلاق سراح الأسرى بغض النظر عن الثمن، وهذا يشمل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وبالرغم من عدم كبر حجم المظاهرات بالمعايير السابقة، نظرًا لغياب القادة الذين عادة ما يحضرون تلك المظاهرات بسبب خدمتهم في الجيش، إلا أن شعار "الكل مقابل الكل وفوراً" وربط الاجتياح البري بحياة الأسرى أضفى على هذه الاحتجاجات طابعًا استثنائيًا، حيث تضمنت المظاهرات مطالب بالتنديد ببنيامين نتنياهو ومطالبة بإقالته أو استقالته، هذا التصعيد لم يشهد مثيلًا في السابق.

وعلى الرغم من عدم موافقة بعض العائلات الإسرائيلية على هذا التصعيد واختلاف وجهات نظرهم، إلا أن من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على الساحة الجماهيرية وربما يؤثر حتى على أولئك الذين يخدمون في الجيش ويعارضون تصعيد الحكومة.

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى الآلاف في حصيلة تزداد بشكل كبير يوميا، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين والمستشفيات والكنائس وأي مكان يمكن أن يحتمي به سكان القطاع.

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصف مكثف على القطاع

 وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

 وأشار نتنياهو إلى أن فصائل المقاومة مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

 وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها مئات الشهداء من الجانب الفلسطيني.