بعد قصف الاحتلال مخيم جباليا في غزة.. حي كامل يتحول إلى مكب للمفقودين والشهداء

أثار قصف الاحتلال مخيم جباليا
أثار قصف الاحتلال مخيم جباليا

27 يوم من الحرب على قطاع غزة، دمار تلو الآخر يومًا بعد يوم يُخلفه الاحتلال الإسرائيلي بجرائمه الغاشمة، مجزرة كارثية أخرى تُضاف إلى سجل طويل من الأحداث الوحشية التي عانى منها السكان على مر السنين لتجلب مزيدًا من الألم والمعاناة لأهل القطاع.

في لحظة مروعة وبدون سابق إنذار في 31 أكتوبر الماضي، قصفت طائرات الجيش الإسرائيلي مربعًا سكنيًا مكتظًا بالسكان الأبرياء، مما أدى إلى تحول هذه الباحة السكنية الهادئة إلى بؤرة من الدمار والخراب، فعشرات المنازل التي كانت موطنًا للعائلات في المخيم تم تدميرها بالكامل، وأصبحت الأشلاء متناثرة في كل مكان بالمخيم.

فاجعة مخيم جباليا، لا تستطيع وصفها كل الكلمات والعبارات الإنسانية، فالجريمة البشعة التي خلفها الاحتلال في هذا المخيم الذي كان يسكنه الآلاف، تُرى بالعين وكافية لِتروي المشهد الأليم.

تعرّض المخيم لقصف إسرائيلي عنيف باستخدام 6 قنابل، وزن كل منها حوالي طن من المتفجرات، ما أسفر عن تدمير الحيّ وتحوله إلى أنقاض مُتراصة جنبًا إلى جنب في لحظة واحدة، ليصبح هذا الحي مكب للمفقودين والشهداء.

وفي هذه المجزرة، خلف العدوان الإسرائيلي دمارًا هائلًا تاركًا عددًا كبيرًا من القتلى والمصابين الأبرياء، كانت حصيلة الضحايا الأولية 400 شخص بين قتيل وجريح، ولكن من المؤكد، بعد انتشال باقي الجثث من تحت الأنقاض، ستكون حصيلة القتلى كارثية.

وبعدما قصف الاحتلال المخيم، عاش أهالي الضحايا لحظات في حالة صدمة عميقة مما حدث في دقائق، فمن نجا من الكارثة، بات يتنقل بين الأنقاض بحثًا عن ذويه المفقود، أو ينتشل بقايا أجزاء جسد أسرته الأشلاء، فيهم من فقد ولده أو أمه أو أباه، وآخرين فقدوا أفراد عائلتهم جميعا، وعلى الرغم من ضخامة الفاجعة التي جرت في المخيم، وتسليط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها القطاع، إلا أن الكارثة الحقيقية هي أن الاحتلال مستمر في عدوانه على قطاع غزة.

كان مخيم جباليا، ملاذًا آمنًا للعائلات التي نزحت إليه من عدة مناطق في غزة، ولكن لم يترك الاحتلال مكانًا آمنًا في القطاع، حتى أصبحت كل غزة مستهدفة بالغارات الإسرائيلية، فلا مخيم آمن ولا مدرسة ولا مسجدًا ولا كنيسة ولا مستشفى.

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى الآلاف في حصيلة تزداد بشكل كبير يوميا، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين والمستشفيات والكنائس وأي مكان يمكن أن يحتمي به سكان القطاع.

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصف مكثف على القطاع

 وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

 وأشار نتنياهو إلى أن حركة حماس مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

 وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها مئات الشهداء من الجانب الفلسطيني.