أسر جرحى غزة يروون ل «الأخبار» فظائع جرائم الاحتلال:حكايات تدمى القلب وتفتت الصخر وتصيب المشاعر بصدمة

محافظ شمال سيناء خلال زيارته للمصابين
محافظ شمال سيناء خلال زيارته للمصابين

روايات الفلسطينيين تدمى القلب وتقشعر لها الأبدان.. مشاهد تفتت الصخر قبل أن تصيب المشاعر بصدمة.. هكذا نقل  الفلسطينيون المشهد عندما دخلوا الأراضى المصرية لتلقى العلاج فى المستشفيات.

هربوا من جحيم الحرب إلا أن  قلوبهم متعلقة بالأهل والأبناء الذين تركوهم فى رعاية الله، معتبرين أنهم مشاريع شهداء، ورغم كل ذلك فهم مازالوا يتحلون بصبر لا ينفد، متمسكين بالأمل فى الحياة دفاعا عن أرضهم.

اقرأ ايضاً| تعاون مصرى تركى فى الصناعات الدفاعية

وأكدوا أنهم لم ولن ينسوا دور مصر قلب الأمة العربية ودور القيادة السياسية بشأن ما يحدث فى غزة والذى يظهر الإنسانية فى كامل صورها، وقدموا الشكر ل الرئيس السيسى على موقفه بشأن القضية الفلسطينية وقيامه بالضغط على المجتمع الدولى لوقف التصعيد وخروج الجرحى للعلاج وإدخال المساعدات التى تمثل مقومات الحياة بعد أحداث الدمار وتضييق الخناق وقطع الكهرباء والاتصالات.

 وروى عدد من المرافقين للجرحى والذين هم بمثابة شهود عيان على جرائم إسرائيل ل «الأخبار» حجم المتاعب والمأساة التى يعيشها الفلسطينيون، حيث شاهدوا بأعينهم المجازر التى تعرضوا إليها، فالبعض منهم فقدوا عائلاتهم بالكامل، كما كانت معظم حالات الجرحى الذين وصلوا من الأطفال والسيدات والتى تحتاج إلى عمليات عاجلة.

قالت أم عدنان، وهى ترافق ابنها الجريح: إن العناية الإلهية أنقذتنى من الموت، بعدما أصاب صاروخ منزلا مجاورا لسكنها وإنها رأت حجم الدمار وعدد الشهداء والجرحى، مؤكدة أن المشهد لا يوصف، ولا يمكن أن ينسى وسيظل محفورا فى الذاكرة.

وأضافت أنه رغم الألم والحزن الذى ألم بنا بسبب الشهداء الذين راحوا ضحية القصف الإسرائيلى على قطاع غزة الا انهم مازالوا يتمسكون بالأمل والكل يحمد الله  مؤكدين أن كل واحد منهم مشروع شهيد.

وقدمت الشكر للشعب المصرى حكومة وشعبا وفى مقدمتهم الرئيس السيسى الذى يدعم القضية الفلسطينية ويحافظ على حقوق الفلسطينيين .

وأكدت أم عوض، التى ترافق ابنها الطفل، أن إسرائيل تنتقم من الأبرياء ولا تعبأ بأن يكون الشهيد طفلا كان أو سيدة أو رجل مسنا .. فهى لا تريد أن تهدأ، ولم يقلل الدمار الذى حل بالقطاع والذى تسبب فى وقوع آلاف الشهداء والجرحى، رغم ذلك تصر على مواصلة القصف كى تشفى غليلها.

تقول كنا نعيش حياة مستقرة قبل أن تشن إسرائيل هجماتها الوحشية على القطاع لتقتل الأطفال والنساء وكبار السن فى مذابح جماعية لم يشهدها قطاع غزة حتى وقت أن كانت تحتل قطاع غزة.

وشددت: نحن نمتلك العزيمة والصبر، علَّ الله أن يزيح الغمة وتنتهى الحرب على خير.. وردت  كفاية شهداء .. كفاية جرحي.. نحن نريد السلام ليس لنا أى ذنب فيما يشهده قطاع غزة.

أما والدة الجريح الفلسطينى محمد صقر شاب 24 سنة خريج العام الماضى فتحكى والصدمة مازالت على وجهها أن ابنها كان ينوى  الزواج، لكنه أصيب أثر انفجار قذيفة صاروخية على منزل مستهدف بجواره، حيث أصيب فى صدره وكتفه وبطنه  بشظايا  فى مختلف أنحاء جسمه، وكسر فى اليد اليمنى وإصابة فى الجمجمة.

وأكدت أن الأمر مأساوى بالنسبة لها بعد أن رأت أقاربها وهم تحت الأنقاض قائلة: إسرائيل لم ترحم أحدا والقصف مستمر من كل اتجاه، والهدم طال معظم البنايات العالية والمنازل.

وأضافت أنها شاهدت بعينها، ما يحدث فى غزة، وهناك أعداد كبيرة من الجثث من  الأهل والجيران، وهناك أسر بأكملها لقت مصرعها تحت الأنقاض إثر اطلاق الصواريخ على بيوتهم التى تهدمت فوق رؤوسهم.

 أما أبو داوود فهو من معسكر البريج  بغزة، وهو يرافق شقيقه الذى أصيب بصاروخ أثناء مروره بجوار أحد المنازل التى تم استهدافها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصيب فى رأسه وصدره ومفصل يده اليمنى، لدرجة أنه لا يشعر بالنصف السفلى من جسمه.

ويتذكر داوود أنه أصيب فى رأسه بطلق نارى وقت أن كان عمره 9 سنوات، ولكن إصابة شقيقه واستشهاد آخر، ذكره بالجرح القديم وكيف كان يعانى من الإصابة.

أبو داوود كان حريصًا على إقامة ملجأ أسفل منزله بعد عدة حروب سابقة، ليكون ملاذًا للمواطنين الذين نزحوا من أماكن أخرى حيث يسع نحو 800 فرد، تم استضافتهم فى هذا الملجأ، موضحا أن الكل يتعاون من أجل خدمة الفلسطينيين خاصة أن هناك أزمة يعانى منها أهالى القطاع جميعا.

يؤكد أبو داود أن هذه المعركة شديدة عليهم وصعبة لم يعتادوا عليها من قبل ..حيث استشهد  شقيقه فى اليوم الثالث من الحرب على غزة، وقد أخفينا خبر استشهاده عن والدتى لمدة 21 يوما.

 ويصف المشهد المأساوى حيث مناطق أبيدت بالكامل بسبب القصف الإسرائيلى وقد دخل مستشفى شهداء الأقصى بمعسكر البرى نحو 200 جريح خلال يوم واحد .. حيث لم يسع الأعداد التى تتواجد كل ساعة، وقد أصبح العلاج فى مصر هو الحل لاستيعاب مئات الآلاف من الجرحى والمصابين.

وقدم الشكر لمصر حكومة وشعبا على موقفها المشرف تجاه الفلسطينيين، وإصرار مصر على عبور الجرحى الفلسطينيين للعلاج فى المستشفيات المصرية.

وأكد أن جهود مصر جاءت نجدة للفلسطينيين من أجل السماح بالعلاج فى المستشفيات والمعاهد الطبية المصرية وأننا نشعر أننا بين أهلنا وأن الشدائد  تظهر معادن الرجال.

 ويقول أبو محمد من «خان يونس» وهو مرافق لوالدته، التى أصيبت فى عمليات قصف أصاب منزلهم: إن إسرائيل استهدفت مخابز أيضا كانت توفر العيش للأهالي، وإن الغارات الجوية لم تتوقف على المناطق فى شمال غزة وكذلك جنوب القطاع برفح وخان يونس ، والأمر غير آمن تماما.

وأضاف أن موقف مصر برفض مطلب إسرائيل بتهجير الفلسطينيين فى سيناء موقف بطولى يؤكد حفاظا على أسس القضية الفلسطينية من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، والحفاظ على أرضه والبقاء فيها.

وتفقد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشه محافظ شمال سيناء يرافقه اللواء هشام الخولى نائب المحافظ الجرحى الفلسطينيين اثناء تلقيهم العلاج فى مستشفى العريش العام.

وأكد المحافظ، على أن طاقة مستشفيات المحافظة 300 سرير وإنه سيتم استقبال ضعف هذا العدد من خلال توفير غرف إضافية خارج المستشفى.