محمد علي السيد يكتب: الحاكم العسكري للسويس

محمد علي السيد
محمد علي السيد

منتصف الليل
31-12-1973
86 يوما من عبور العبور 
68 يوما حصار السويس 
••
حالة روحانية خاصة يتفهمها المصريين..
أجراس كنائس رأس السنة الميلادية 1974 
وأذان المساجد 
أكتظت كنيسة السويس بالمشاركين أمتدوا خارجها 
 ضباط الطوارئ الدولية النمساوية يسألون ويشاركون. 
معظم الحاضرين مسلمون وقسيس (عسكرى مطافىء)
أحضروا له رداء أسود 
ضابط صغير وبعض المدنيين.
نردد جميعا كلمات الكتاب المقدس وأدعية النصر ننتهى كلنا فى المسجد صلاة ودعاء..
*
كيف لا نحتفل بأعيادنا ؟!
الكنائس دقت أجراسها صباح عيدى الفطر والأضحى 
صلينا (كلنا )فى الخلاء عند مدرسة السويس الثانوية..
وفى الحصار معاً)24 أكتوبر .)
ذهل الأسرائيليون لفشل دعاويهم للاهالى 
والتعرض للاديان.. وإظهار إنسانيتهم أمام الاعلم العالمى مياه للمحاصرين ••أمامهم أسلناها على الأرض
إنها مصر .. و النيل 
*
فى جنح الظلام .العميد أركان حرب محمد أمين الكنزى يبحث عن منزل بقال (محمد على )بشارع الزقازيقى -حى الأربعين به تليفون.والمحافظ والقيادات التنفيذية يعلنهم توليه حاكماً عسكرياً ••عائداً من الشرق
لبى الجميع
 -كلنا تحت القيادة .
تم تنظيم العمل ••تقسيم المدينة  قطاعات •لكل منها قائد عسكرى 
الدفاع  لآخر طلقة و جندى
والتجهيز الهندسى  ••مواد بناء.. شكاير رمل
أجولة دقيق فارغة ••هياكل عربات محترقة.
••
سمير عرفات.. مسئول الشئون الاجتماعية.
وفر أدوات حفر من مخازن البلدية.
••
 السويس قلعة  قادرة على الدفاع عن نفسها، 
 تعميق الدفاع بنطاق دفاعى خارجها 
••
فتح ترعة الإسماعيلية.أغلقها الإسرائيليون هجمنا أبعدناهم  
كتيبة المياه تشغل أحواض محطة المياه.
للمدينة وللفرقتين 7 و 19 
القبطان ( صبرى متولى ) هيئة قناة السويس 
وصل المواسير للشرق، بمعدات الهيئة.
••
أنصهر العسكريون والمدنيون 
••..
أبلغنى مهندس ( فوزى ) خزانات مياه بمصانع السماد تحت سيطرة الإسرائيليين.
أرسلته مع دورية قتال اشتبكت وفتحها ووصلها  
لأحواض شركة (جركو) للثلج فى حى الأربعين.. 
تكيفنا مع المياه القليلة 
لا أزمات ولا أمراض 
••
وفر علاء الخولى ••مفتش التموين دقيق وسكر 
من مخازنه
قيدنا الاستهلاك وفرنا أحتياجاتنا فى الحصار.
شغلنا مخابز عيش لتموين الشرق والمدينة
••
منطقة الكرنتينا.تحت سيطرة الإسرائيليين 
بها مواشى ملك جزار(محمد عبد العزيز البلبوشى) 
نظمنا دوريات لتغذيتها.وإحضار بعضها  نذبحها 
وتشتبك الدوريات معهم وتكبدهم خسائر 
ليلة عيد الأضحى. أحضرنا عدداً كبيراً، وقتلنا الكثير.
صباحا جاءنا قائد الطوارئ الدولية..بالمتبقى من الأبقار. حتى لا نهاجمهم ثانية .
••
 سريةصيد من الخليج والقناة.وجبة سمك أسبوعية
 أخترقت دورياتنا خطوطهم بالقطاع الريفى للخضراوات•• 
م •محمود عامر.. مدير المواصلات السلكية واللاسلكية  وفر خطوط أتصال  بقطاعات المدينة...
د  محمد أيوب مدير الشئون الصحية أقام فى التحويلة (حجرة تليفونات المستشفى )
يرد على أى إغاثة ومعه الأطباء والممرضين.. 
لم تحدث أوبئة..أستمر عمله المضنى حتى فك الحصار فوجئنا به (شهيداً فى مكتبه).. نظمنا له جنازة مهيبة.

فى زيارة اللواء أحمد بدوى للمستشفى لم يعجبه عامل ينظيف أرض العنبر نهره بشدة.. 
همست إنه طبيب. وتعارف جميل بالأحضان.
• ذكريات يصعب حصرها .
• .. 
سألنى  قائد القوات الدولية 
-لماذا تحاربون؟!
-نحارب علشان نعيش
••
 نداءات جنودهم من بلكونات مساكن المثلث 
الكف قتالهم.فهم ليسوا فى كفاءتنا،
 (يفتنون)عن الموقع الذى أطلق علينا النيران بالليل.
نأدبه ونبعد عنهم
••
اتفقت مع الحلوانى (سوسو) على صنع كعك العيد للمدينة وقوات الشرق رفض أخذ  دقيق
قال (ألست وطنياً مثلك) ونفذه من مخزونه 
••
صباح العيد الكبير أرتدت الممرضات الزى الأبيض.
وورود من مشتل الأربعين.وزرن مقابر الشهداء 
••
تمام باللاسلكى يوميا للمشير أحمد اسماعيل. بلا  شفرة.
-كله تمام يا فندم  
••
بعد مباحثات الكيلو 101جائت أمداداتنا بقوات الطوارئ
تمر وسط قوات العدو شكوا  فناطيس المياه بها وقود.
أمر أحمد بدوى بفتح الفنطاس فى الشارع 
وسط ذهولهم ومسئولوا الأمم المتحدة
و بالحرف الواحد قلنا :
الجندى المصرى لايسمح لكرامته أن تهان 
مهما كانت الظروف 
لن نسمح للإسرائيليين بالاستعراض أمام الإعلام  العالمى 
لدينا ما يكفينا من مياه وصمودنا دائم.
••
يصمت اللواء الكنزى.
 بكينا يوم 29 يناير 74 •• وحدة منصهرة.
 بكائنا فرحة النصر.. أم لأبتعادنا عن بعضنا بعد التحدى.
••
أعرف كل واحد فى حصار السويس.
بالأسم
أحبهم جداً.
 أسعد كلما دعونى لزيارة السويس 
والسهر معهم وزيارة أماكن الحصار.
••
أيام جميلة ..