إنها مصر

عندما تنتهى المهمة!

كرم جبر
كرم جبر

عندما تنتهى المهمة ويحين وقت التخلص من العميل يكون السؤال: هل هو مطلوب حياً أم ميتاً؟.. والفارق هو أن الجاسوس الحى يكون له قبر، والمطلوب ميتاً إما بتمزيق جسده أشلاء صغيرة مثل أبو بكر البغدادى، أو فى البحر مثل أسامة بن لادن.

بن لادن كان قاتلاً، صنعته أمريكا ليكون ذراع الحرب ضد السوفيت فى أفغانستان، تحت شعار حماية الإسلام من زحف الشيوعية، فجمع المقاتلين من كل بقاع الأرض، للجهاد فى مستنقعات وجبال وكهوف أفغانستان.

سربت أجهزة المخابرات الغربية، تقارير تفيد أن بن لادن عميل تم تجنيده مبكراً تحت اسم «تيم عثمان»، بقصد حرقه عندما انتهت مهمته حان وقت قتله.
كانت أجهزة التخابر الأمريكية تعتقد أنها تستطيع أن تصرف العفريت الذى حضّرته، مع أن دروس التاريخ تقول إن من يحضّر العفريت هو آخر من يستطيع أن يصرفه، وتحقق ذلك عندما استخدم الإرهابيون الطائرات المدنية مثل الصواريخ فى أحداث 11 سبتمبر.

وحدة المارينز التى تمكنت من اصطياد بن لادن، بطلقة فى الرأس فى وكره الحصين قرب إسلام أباد وبعد ساعة واحدة حملته إحدى المروحيات إلى قبره فى مياه المحيط العميقة، وقال البيان الصادر وقتها إن وحدة المارينز الأمريكية دفنت بن لادن فى البحر، وفقاً للشريعة الإسلامية التى تشترط إكرام الميت بدفنه بعد ساعة من وفاته، ورتلوا على جثمانه دعوات الرحمة باللغتين الإنجليزية والعربية.

ودارت الدوائر على أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش، العراقى الجنسية الذى أذاق العراقيين عذاباً لم يعرفوه، والذى فجّر نفسه قبل أن تقتله غارة أمريكية فى منطقة صحراوية على الحدود السورية العراقية، وكان قبل ذلك كائنا يُستعصى على الاغتيال.

وقبل قتل البغدادى سربت أجهزة المخابرات الغربية تقارير لحرقه، تقول إن الموساد جنده مبكراً تحت اسم «سايمون»، لتنفيذ مخطط الحرب الأهلية فى العراق والشام لصالح إسرائيل.

لا نستبعد شيئاً.. والمؤكد أن من انتهت مهمته يتم اختيار الطريقة المثلى للتخلص منه، ومن أعمالكم سلط عليكم، وتلك عدالة السماء، لينال من قتل وفجر وتآمر نفس صنوف العذاب التى أذاقها للآخرين.

لن يكونا - بن لادن والبغدادى - آخر من يتم التمثيل بهما عند انتهاء المهمة، مادامت الأرض العربية تنبت «مخالب الشيطان»، العشبة التى يتناولها البعض للتخلص من الصداع، فتسمم أجسادهم وتصيبهم بالشلل.

 الخلاصة: اصنع العميل وزوده بالخيانة، واجعل منه بندقية للقتل، وعندما تنتهى مهمته اجعله مثل خيل الحكومة وأطلق عليه رصاصة الرحمة، ولكن قبل قتله لابد من اغتياله معنوياً ليكون الموت مرتين.