أول سطر

هنا الحياة القديمة للأرض

طاهر قابيل
طاهر قابيل

تزخر مصر بموارد طبيعية فريدة ومتنوعة على سواحلها وفى صحارها ووديانها وبين جبالها مع طقس معتدل طوال العام مع توفير نماذج للتنوع البيولوجى فلدينا محميات طبيعية فى كل المحافظات منها محميتان فى قاهرة المعز ومع الأيام سينضم غيرهما إلى القائمة البديعة.   

فعلي بعد 18 كيلومتراً من مدينة المعادي تقع محمية الغابة المتحجرة أو»جبل الخشب» والتي تكونت عبر ملايين السنين من الزمن الثالث للعصرالكاينوزوى وهى أثر جيولوجى نادر لايوجد له مثيل فى العالم ..

محمية الغابة المتحجرة عبارة عن هضبة تكاد تكون مستوية بها بعض الجروف والتلال ويغطى معظم أجزائها جبل الخشب التابع لعصر الأوليجوسين  منذ 35 مليون سنة ويتألف من طبقات رملية وحصى وخشب متحجر يتراوح سمكه ما بين 70و100 متر ويوجد بها كثافة من السيقان وجذوع الأشجارالضخمة المتحجرة تأخذ أشكال قطع صخرية سليسية ذات مقاطع أسطوانية من سنتيمترات إلى أمتار وتبلغ مساحتها 7 كيلومترات مربعة وتم إعلانها محمية طبيعية فى عام 1989..

ويقال إنها تعود لوجود أحد أفرع نهر النيل القديم بالمكان منذ العصور الجيولوجية السحيقة والذى حمل هذه الأشجار من مسافات طويلة وألقاها فى هذا المكان ثم تحجرت.

  الغابة المتحجرة متحف مفتوح يحكى تاريخ الحفريات وأثر نادر لا يوجد له مثيل فى العالم  ويمنح الجيولوجيين فرصة لدراسة وتسجيل الحياة القديمة على سطح الأرض ..

تركت «جبل الأخشاب» وذهبت بالقرب منها إلى محمية «وادي دجلة» والتى تبلغ مساحتها 60 كيلو متراً مربعاً وتعتبر من الأودية المهمة التي تمتد من الشرق إلى الغرب وتمر بصخور الحجر الجيرى الذي ترسب في البيئة البحرية من 60 مليون سنة الغنية بالحفريات..

فالمحمية جزء من الهضبة الشمالية لصخور العصر الإيوسينى وتبدأ علي هيئة روافد صغيرة تصب مياه الأمطار علي التلال ويحاط بالوادي بتكوينات من الحجر الجيرى الغني بالحفريات والذى يبلغ ارتفاعه 50 متراً.. ويكسو وادى دجلة غطاء من النباتات الحولية والدائمة تبلغ 64 نوعاً وبه ايضا آثار للغزال الحفرى مما يدل علي وجود التيتل النوبى بالمنطقة و20 نوعاً من الزواحف والسلاحف المصرية المهددة بالانقراض وطيور الصحراء الشرقية والأنواع المهاجرة والزائرة والمقيمة .

 كانت زيارتى إلى محمية وادى دجلة والغابة المتحجرة فرصة للتخيم فى أفضل الأماكن فهو عبارة عن وادى تجمع السيول وبه تنوع بيئى متميز وحيوانات نادرة من بينها الأرانب البرية والثعلب الأحمر والماعز الجبلى والطيور فالمحميتان تصلحان لعشاق الطبيعة والمشاهد الجذابة والهدوء والاسترخاء .. فعلاً بلدنا عظيمة واكرمنا الله بكنوزعديدة على ضفاف نهر النيل وبوديانها وبين وفوق جبالها..تحيا مصر وللحديث بقية.