خبراء: الغرب يتنفس كذبا بشأن حقوق الإنسان

«طوفان الأقصى» يكشف انحياز الغرب الأعمى

■ فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار لإنقاذ غزة
■ فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار لإنقاذ غزة

اليوم يدخل العالم من جديد فى عصور الجاهلية والظلام، وهو يرى ويصمت على جريمة الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة، اليوم يشهد العالم الظالم المصاب بالشلل قتل الأطفال وإحراق أجسادهم بالمئات، وقتل النساء والشيوخ، بألف طن من المُتفجرات تلقيها إسرائيل على الأحياء السكنية الفلسطينية يوميًاً، اليوم يرى المجتمع الدولى الأعور الأحمق المُخدر بالرواية الإسرائيلية الكاذبة، تهجيرا قسريا لمليونين وثلاثمائة ألف إنسان فلسطينى من شمال غزة إلى جنوبها، يُجبرون على النزوح إلى أماكن غير آمنة، لا بل تقصفهم إسرائيل فى رحلة النزوح وفى الأماكن التى هُجّروا إليها دون أدنى رحمة أو إنسانية.

الكلمات السابقة، كانت توصيفًا بسيطًا من السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، عما يحدث من جرائم إسرائيلية بحق الفلسطينيين المدنيين، وهى الجرائم التى يغُض الغرب النظر عنها ولا يراها، مستمرًا فى انحيازه الأعمى لإسرائيل الفاشية، فى تحدٍ سافر لأبسط قوانين وقواعد الإنسانية وحقوقها، وهو ما يقودنا للبحث عن الأسباب التى تدفع دول العالم الغربى للانحياز للجانب المُحتل الظالم رغم كل ما يُحدثه من جرائم لا يتصورها عقل.

خبير العلاقات الدولية، طارق البرديسى، قال إن العالم شاهد الصور المروعة والجرائم التى ترتكب فى قطاع غزة من جانب الاحتلال الإسرائيلى، لكن أحدًا لم يتساءل: «أين حقوق الإنسان التى ينادى بها الغرب؟!»، والحقيقة أن هذه الحقوق لديهم كاذبة والغرض منها التدخل فى شئون الدول الأخرى فقط، لسرقة ثرواتها، وتحقيق مصالح الدول الغربية تحت فكرة حقوق الإنسان، مؤكدًا أن كذب الغرب وتدليسه كان واضحًا من خلال انحيازه الأعمى لجانب الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، وغض بصره عن الظلم والاستيلاء الذى يحدث على حقوق المواطن الفلسطينى، فالأمر واضح لكل متابع منصف يرى الحقيقة، الغرب يكذب ويتنفس الكذب فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ويستثمر فى هذا الكذب من أجل تحقيق مصالحه، مُشددًا على أن الغرب الذى يدعى أنه فى حالة حرب ضد الإرهاب، هو الذى يرعى الإرهاب ويشارك فيه ويصمت بشكل كامل عن الأعمال الوحشية والبربرية فى قطاع غزة.

◄ اقرأ أيضًا | «قراءات في الإعلام العبري».. ندوة بنقابة الصحفيين السبت المقبل

أضاف البرديسي، أن العلاقات بين إسرائيل ودول الغرب مُتشابكة ومُعقدة وعميقة، وهناك عدة قواسم مُشتركة بينهم، ودوافع العلاقة بين الغرب وإسرائيل تتنوع بين المصالح والتاريخ المتعلق بموروث الحقبة الاستعمارية، والحروب الصليبية، وهوية دولة مثل أمريكا «المسيحية البروتستانتية» المتأثرة بـ«اليهودية»، لدرجة ظهور مصطلح «المسيحية الصهيونية»، والتى يؤمن أتباعها بإقامة كيان يهودى بفلسطين، تمهيدًا لعودة ثانية للمسيح وتأسيس مملكة الـ1000 عام، علاوة على دوافع أخرى منها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، مضيفًا أن بنيامين نيتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، قال أمام العالم: «شكرًا لأمريكا لوقوفها معنا اليوم وغدًا ودائمًا»، تعقيبًا على تصريحات رئيس أمريكا، جو بايدن، المؤيدة بقوة للحرب العدوانية التى تشنها الدولة العبرية على غزة، وإرساله حاملة الطائرات الأضخم «جيرالد فورد» لشواطئ إسرائيل، فى تناقض مع كافة قيم حقوق الإنسان التى تنادى بها واشنطن فى سياساتها الخارجية، بل وفى تناقض مع المصلحة الأمريكية المفترضة مع الدول العربية والإسلامية.

وتؤكد الدكتورة منى سليمان، الخبيرة فى العلاقات الاستراتيجية، أن الانحياز الأمريكى السافر لإسرائيل ليس جديدًا، فهو موجود منذ إعلان تأسيس إسرائيل 14 مايو 1948، حينما اعترف الرئيس الأمريكى هارى ترومان بالدولة الجديدة، ومن يومها لم تتوان واشنطن عن تقديم الدعم للدولة اليهودية، وهناك مقولة كاشفة لإسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق: «الدعم الأمريكى لبلادنا لا يُمكن مُقارنته بأى دعم آخر فى التاريخ الحديث، فنحن نتلقى أكبر دعم عسكرى واقتصادى أمريكي»، مشيرة إلى وجود دعم أمريكى مُطلق لإسرائيل، وإنكار لكل جرائمها بحق الفلسطينيين، لافتة إلى وصف بايدن للهجوم الذى شنته حماس على إسرائيل بأنه «من أعمال الشر المطلق»، وتشبيهه ممارسات الحركة بممارسات داعش، فالموقف الأمريكي منحاز بشكل غير مسبوق للجانب الإسرائيلي مما يؤدى لتأجيج الصراع، ويصعب من مسألة قيام واشنطن بدور الوسيط لحل الصراع، موضحة أن بايدن لم يُلمِّح فى خطاباته للجرائم الإسرائيلية مما يؤكد هذا الانحياز الشديد للجانب المحتل.

وأوضحت أن الغرب الآن يعانى ازدواجية فى المعايير فبينما يهاجمون وينتقدون ما يحدث من عدوان روسى على أوكرانيا، يصمتون أمام العدوان الإسرائيلى على غزة، بل ويدعمونه ويؤيدونه بشكل غير منطقى على الإطلاق. 

الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بشير عبدالفتاح، ألقى بمسئولية الدعم الغربى منقطع النظير لإسرائيل على عاتق قادة الدول الغربية، وليس الشعوب الغربية، مؤكدًا أنه لا ضمير فى السياسة، وأن كل مسئول أمريكى أو غربى يخرج ليؤكد دعم إسرائيل يعلم من الأساس أنه يخطئ فى حق نفسه وفى حق إنسانيته، والحقيقة أن الرأى العام العالمى ينتقد ويتظاهر ويدين لكن القادة السياسيين لهم رأيهم ومواقفهم المخالفة لذلك، مضيفًا أن تحركات جو بايدن بالمنطقة يجب عدم التعويل عليها، والعرب مطالَبون باستثمار ركائز قوتهم الحالية بالشرق الأوسط، مُشددًا على أن أى حرب لها أبعادها السياسية، وأن الحرب عمومًا هى سياسة لكن بأدوات ومعدات عسكرية.