وداعًا جوليا.. حدث سودانى ضخم يجوب مهرجانات العالم

ايمان يوسف: كنا نضع جداول تصوير الفيلم بعد مراجعة خريطة المظاهرات فى السودان

لقطة من فيلم «وداعًا جوليا»
لقطة من فيلم «وداعًا جوليا»

لم يكتف صناع الفيلم السودانى «وداعا جوليا» بإشادات النقاد وصناع السينما فى مصر والعالم، لم يكتفوا بالجوائز الهامة التى حصدها الفيلم مرارا وتكرار طوال العام الجارى، بل سعوا للجمهور وكأن امتلاء قاعات العرض هو فقط ما سيرضى غرورهم الفنى، وبالفعل حصل المخرج محمد كردفانى على ما أراد هو وصناع فيلمه حيث زادت السينمات التى تعرض العمل إلى 17 قاعة عرض ومن ثم ارتفعت مرة أخرى لتصبح 23 قاعة تحتضن وداعا جوليا ليحقق حضورا جماهيريا لافتا وإيرادات جيدة على مدار أسبوع عرضه فى السينمات المصرية.

ربما ما يحدث فى غزة من قصف وإبادة وظلم يتشابه كثيرا مع ما يحدث فى السودان وهو الأمر الذى جعل طرح العمل الآن فى قاعات العرض مقبولا ولم يعرضه للنقد، وربما هو نفس الأمر الذى جعل الإقبال الجماهيرى كثيفا إلى هذا الحد.

وحضر صناع العمل العرض الخاص للفيلم فى مصر الأسبوع الماضى ولم يكن بينهم المخرج محمد كردفان الذى تخلف بسبب صعوبة التنقل فى السودان، إلا أنه استطاع حضور الندوة التى أقيمت فى سينما زاوية بوسط البلد احتفاء بالفيلم.

ومن بين الحضور كانت بطلة العمل الفنانة إيمان يوسف والتى قالت: صعوبات جمة واجهتنا أثناء تصوير العمل فقد تزامن التصوير مع المظاهرات التى انطلقت فى السودان وحينها كنا نضع جداول التصوير بناء على جداول المظاهرات، وأضافت حتى عندما أختير الفيلم للعرض فى مهرجان كان السينمائى كانت الحرب قد بدأت فى السودان وكان على أن أترك السودان وصولا إلى القاهرة ومنها إلى باريس وكأن الفيلم كان شاهدا أثناء تصويره وعرضه على معاناتنا نحن السودانيين

وأضافت منذ اللحظة الأولى التى رشحنى فيها المخرج محمد كردفانى للعمل وأنا أدركت أن هذا الفيلم سيكون له شأن آخر وتوقعت له النجاح ولكننى لم أكن أدرك أنه سيصل حتى مهرجان كان بل وسيتم اختياره ليكون الفيلم السودانى الذى سيعرض فى الأوسكار العام الماضى.

وعن تفاصيل الشخصية قالت أجسد دور منى والتى تحب الغناء ولكنها تصطدم برفض زوجها وهو ما تعانيه المرأة فى ربوع كبيرة داخل الوطن العربى، فالعادات والتقاليد تحكمنا فى كثير من الأحيان.

وشخصية منى هى شخصية مركبة فهى تعانى من تضارب فى المشاعر والأحاسيس ولهذا منذ اللحظة الأولى التى رشحنى بها المخرج محمد كردفان للعمل وأنا أعمل معه على تطوير الشخصية والوقوف عليها.

وأخيرا قالت إيمان إن النجاح الذى حققه العمل ناتج من طاقة الحب التى كنا نعمل بها وبعيدا عن النجاح الذى حققه وداعا جوليا فى المهرجانات الدولية إلا أن نجاح الفيلم جماهيريا بين السودانيين والمصريين له مذاق خاص.

وكان قد حضر العرض الخاص لفيلم وداعا جوليا والذى أقيم الأسبوع الماضى بأحد سينمات الزمالك عدد كبير من صناع العمل ومنهم المنتجون أمجد أبو العلاء ومحمد العمدة والأبطال إيمان يوسف ونزار جمعة إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الإعلامية بمصر والسودان حيث لقى الفيلم إشادات النقاد وصناع السينما فى مصر.

وكان وداعًا جوليا قد حصل على عرضه الأول فى المملكة المتحدة فى مهرجان لندن السينمائى، حيث نال إشادة كبيرة حيث إن جميع تذاكر عروضه قد نفدت قبل شهر من انطلاقة المهرجان. وفى الآونة الأخيرة حظى الفيلم بنجاحات دولية عديدة، إذ وصل عدد الجوائز الدولية فى رصيده إلى 8، حيث فاز بجائزة روجر إيبرت فى مهرجان شيكاغو السينمائى الدولى، وبجائزتين من مهرجان الحرب على الشاشة فى فرنسا، وهما جائزة الجمهور وجائزة الصحافة، وحصد أيضًا 3 جوائز دولية فى مهرجان Paysages de Cinéastes وهى جائزة لجنة تحكيم الصاعدين، وجائزة الجمهور، وجائزة لجنة تحكيم المرأة.

كما فاز بجائزة أفضل فيلم إفريقى فى جوائز سبتيموس الدولية، والجدير بالذكر أن مسيرة الفيلم مع الجوائز قد انطلقت من مهرجان كان السينمائى الدولى حيث فاز بجائزة الحرية وشهد عرضه العالمى الأول. كما وقع اختيار السودان عليه لتمثيلها فى الحفل الـ 96 من جوائز الأوسكار للمنافسة على أفضل فيلم دولى لعام 2024.

وكان الفيلم قد شارك فى مهرجان كارلو فى فارى السينمائى الدولى، ومهرجان ملبورن السينمائى الدولى.

تدور أحداث وداعًا جوليا فى الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التى تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبى، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التى تبحث عنه كخادمة فى منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.