عاجل

الاحتلال يتبع إستراتيجية «حرب نفسية».. تفاصيل المنشورات الإسرائيلية لشمال غزة

المنشورات الإسرائيلية التي يبقيها جيش الاحتلال الإسرائيلي على شمال غزة
المنشورات الإسرائيلية التي يبقيها جيش الاحتلال الإسرائيلي على شمال غزة

في ظل الهجمات القوية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على شمال غزة منذ أكثر من أسبوعين متتاليين، يبرز جانبًا آخرًا من الصراع الذي يشهده هذا القطاع، فبالإضافة إلى القصف المدمر الذي يستهدف المنازل والبنية التحتية، يتبع الاحتلال أيضًا استراتيجية حرب نفسية متمثلة في إلقاء منشورات ورقية على مناطق محددة في شمال قطاع غزة.

وبينما يواجه سكان الجزء الشمالي من غزة غمرة الحرب والتدمير، تبقى مساعي الاحتلال للتأثير على عقولهم ومشاعرهم قائمة، فماذا تقول هذه المنشورات؟

هذه المنشورات تحمل في طياتها مطالب متعددة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، تتراوح بين مساعدتهم لإخبارم عن معلومات تفيد بمكان الرهائن الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة ومحاولة لإجبار السكان على ترك منازلهم وترهيبهم للتهجير، فهذا النوع من الحرب النفسية يجسد ضغطًا نفسيًا إضافيًا على السكان المدنيين الذين يعيشون في منطقة الصراع.


«حربٌ نفسية».. تتنوع اللهجات وتتكرر والهدف واحد

ووسط جو من التوتر الدائر في قطاع غزة، تبرز حملات الإسرائيليين بإلقاء منشورات ورقية بواسطة الطائرات الإسرائيلية، كلها تهدف إلى استهداف الجبهة الداخلية في القطاع، وعلى الرغم من تنوع لهجة الكلمات في هذه المنشورات، يظل الهدف الرئيسي هو ترهيب وتأثير السكان بكلامهم.

وفي رد فعل شجاع، يقف السكان الفلسطينيون في غزة ضد هذه المحاولات ويتجاهلون تلك المنشورات، متمسكين بمنازلهم وأمانهم على الرغم من التهديدات المتواصلة الصادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فلديهم إصرار قوي على البقاء في منازلهم وعلى عدم الاستسلام للضغوط والتهديدات.

وتظهر هذه الأحداث الواقعية حجم قوة الإرادة والمقاومة لدى السكان الفلسطينيين في غزة، وتظهر كذلك أن التهديدات والوعود بالمكافآت لن تُفتت الروح المقاومة داخل هذا القطاع المحاصر، وتظل الإرادة الفلسطينية حاضرة وقوية في وجه كل تحدي يواجههم.

وبينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسته القائمة وتكرار إرسال المنشورات من السماء بواسطة الطائرات وإسقاطها على شمال القطاع، فإن جميع مناطق غزة تعيش تحت وطأة القصف والتهديد، والسكان يتعرضون لمخاطر يومية، ولا يزال الاحتلال يستهدف المنازل والممتلكات.

وفي ذات السياق، أكدت حركة حماس، على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يترك أرضه، حتى وسط الضغوط الشديدة والتهديدات بإخلاء المنازل، وقالوا في وقت سابق، إن "هذا هو تحدٍ معركي للبقاء على أرض الأجداد والمضي قدمًا في مواجهة التهديدات".


المنشورات الإسرائيلية.. رسائل من عشرات السنين

وبالطبع المنشورات التي تلقيها الطائرات الإسرائيلية ليست جديدة على الفلسطينيين، فعلى مر السنين، اعتاد السكان في شمال القطاع على مشاهدتها وقراءتها، كانت ومازالت رسائل باللغة العربية تهدف إلى التواصل مع السكان والتأثير فيهم تحت  إمضاء "جيش الدفاع الإسرائيلي"، بكلمات كلها أوامر وتهديدات ومغريات في محاولة يائسة لإخضاع أهالي غزة.

ولكن في وسط هذا الصراع القاسي، يظل الفلسطينيون واثقين وصامدين على أرضهم أمام مختلف التحديات.

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى الآلاف في حصيلة تزداد بشكل كبير يوميا، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين والمستشفيات والكنائس وأي مكان يمكن أن يحتمي به سكان القطاع.

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصف مكثف على القطاع.

 وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

 وأشار نتنياهو إلى أن حركة حماس مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

 وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها مئات الشهداء من الجانب الفلسطيني.