جرائم قتل عائلية تحمل تفاصيل عديدة ومتنوعة، تعكس مدى سيطرة المال على عقول بعض الازواج ممن يعتقدون أن الجريمة هى الطريق الآمن للوصول إلى الثراء والاستقرار، يخططون لجرائمهم طويلا وبمجرد تنفيذها سرعان ما تنتهي بكشف مخططهم بأكمله.
الشهرة والمال دفعا زوج امريكي إلى قتل زوجته في ولاية فلوريدا الامريكية لأنها ببساطة لم تتجاوب مع رغبته في الحصول على المال والكسب السريع بالظهور في برنامج عقارات شهير؛ لتعرض تفاصيل منزلهما وحياتهما في بث مباشر طوال الوقت، فضلت الزوجة العيش في هدوء وسلام بينما يضغط عليها الزوج للظهور برفقته مقابل الثراء المضمون.
ضحية التليفزيون
تحولت رغبة الحياة على الهواء عبر البرنامج الشهير الذي يعرض صراع الأزواج لحياة مالية افضل لدى الامريكي ديفيد ترونيس، 55 عاما، إلى جريمة قتل انهى بها حياة زوجته شانتي كوبر ترونيس، 39 عاما، بعد رفضها فرصة إنقاذ حياتهما من الديون والفقر، وبالفعل بدأت محاكمات الزوج القاتل بعد العثور على جثة زوجته داخل منزلهما في أورلاندو بفلوريدا، وادعى ترون انها سقطت أثناء دخولها الحمام وأُغمى عليها في حوض الاستحمام، وهو ما وصفته تحقيقات الشرطة؛ بأنه استخفاف بعقول الآخرين، لتشير إلى أن كوبر ضحية «هجوم عنيف» وأصيبت بجروح متعددة في وجهها وكدمات في الرقبة؛حيث تعرضت لضربات عنيفة في رأسها ثم خنقها.
كشفت التحقيقات وقوع الحادث بعد اسبوع واحد من لقاء الزوجين مع إدارة برنامج تليفزيوني شهير يديره مقاولون حول المنازل أو مايعرف باسم تقليب العقارات وهى استراتيجية مستخدمة حول شراء المنازل وتجديدها ومن ثم بيعها لتحقيق ربح سريع، واكد المدعي العام مايكل سميث أن البرنامج التلفزيوني عرض على الزوجين مبالغ طائلة مقابل المشاركة؛ ليصبح بمثابة «شريان حياة» كانوا يعتمدون عليه لإنقاذ منزلهم، واشتبهت المحكمة في إصابة الزوج بمرض نفسي وهو الفصام؛ حيث اشار ضابط الشرطة ستيفن ويلسون انه أول من استجاب لمكان الحادث وألقى القبض على الزوج القاتل الذي لم يشعر بالندم أو البكاء حين القاء القبض عليه بعد إبلاغه عن وفاة زوجته.
الجثة المفقودة
يظل مكان جثة الضحايا هو الدليل القاطع؛ لإدانة القتلة والمجرمين وتظل هى الامر الغامض في العديد من القضايا في الخارج لتصبح وسيلة تلاعب المجرمين لإخفاء ادلة إدانتهم واستغلال الثغرات القانونية، وهو ما تحمله قضية الزوج البريطاني جلين رازيل، 64 عاما، المتهم بقتل زوجته ليندا رازيل، 41 عاما؛حيث تمت إدانته في السابق وحصل على حكم بالسجن مدى الحياة بمدة لا تقل عن 16 عامًا في السجن في عام 2003 بعد وفاة زوجته وهي أم لأربعة أطفال، اختفت وهي في طريقها إلى العمل في كلية سويندون، ويلتشاير، منذ مارس 2002 ولم يعثر على أي أثر لجثتها، وحينها تمت ادانة الزوج بسبب العثور على بقع دماء الزوجة في حقيبة سيارته، لكنه أصر على براءته، بل وشارك في مناشدات المطالبة بعودتها إلى المنزل، وكشفت التحقيقات أن رازيل وزوجته متورطين في إجراءات الطلاق عندما اختفت وحينها كان يواجه أزمة مالية كبيرة دفعته الى رفض إجراءات الطلاق والتسوية المالية لانه لم يكن مستعدًا لها على الاطلاق، أما المشاهد الاخيرة للزوجة فشهدت اختفاءها برفقة اطفالها وفوجئ الجميع باختفائها حين ظل الابناء داخل المدرسة دون أن تحضرهم في الوقت المحدد لانصرافهم لتختفي تمامًا عن الانظار.
قانون هيلين
منذ ايام قليلة تقدم الزوج بطلب للحصول على الافراج عنه لغياب الدليل الحاسم وراء ارتكابه جريمة القتل واختفاء جثة زوجته إلا انه أصبح أول سجين بريطاني يُرفض الإفراج المشروط عنه بموجب ما يسمى بقانون «هيلين» البريطاني في عام 2021، وهو قانون الإفصاح عن المعلومات عن الضحايا، وتم تسمية القانون على اسم موظفة التأمين هيلين ماكورت، التي اختفت في طريقها إلى المنزل من العمل وتعرضت للقتل وإخفاء جثتها مع رفض الجاني الافصاح عن مكانها، ويهدف القانون الى التصدي لمراوغات القتلة ورفض الإفراج المشروط عنهم؛ بسبب رفضهم الكشف عن المكان الذي أخفوا فيه جثة ضحيتهم وسيطبق القانون أيضًا على المتحرشين بالأطفال الذين يرفضون تحديد هوية الأشخاص الذين أساءوا إليهم، وبالفعل حددت المحكمة جلسة استماع عقدت منذ ايام قليلة؛ لتستمر مفاوضات الزوج رازيل ويصر امام لجنة مجلس الإفراج المشروط على عدم قدرته على تحديد مكان رفات زوجته لأنه لا يعرف ما إذا كانت ماتت ام لا.
تأمين وإعدام
واقعة اخرى تنظرها المحاكم الهندية؛ حيث تنتظر زوجة بريطانية اقصى عقوبة وهى الاعدام لقتل زوجها حيث قدمت له وجبته المفضلة مليئة بالمهدئات ثم ذبحته للحصول على التأمين على حياته بقيمة مليوني جنيه إسترليني واستمعت المحكمة إلى المتهمة رامانديب كور مان، 38 عاما، من ديربي، بقتل زوجها سوكجيت سينغ، 34 عاما، بينما كانا يقضيان إجازتهما السنوية في منزل والدته في الهند على امل استكمال باقى خطتها والحصول على بوليصة التأمين الخاصة بزوجها بعد عودتها لبريطانيا، إلا أن الشرطة ألقت القبض عليه، واكتملت التحقيقات بشهادة ابنهما الأكبر أرجون وعمره 9 سنوات في ذلك الوقت وقدم أدلة أمام المحكمة ضد والدته؛ لتكشف التحقيقات ان الام خلطت الحبوب المنومة في وجبة البرياني المفضلة لعائلتها لضمان نوم الزوج وابنيهما لتكمل جريمتها، وتناول الزوج وابنه الاصغر الطعام ليغرقا في النوم إلا أن الابن الاكبر ظل مستيقظا ليشهد الجريمة، وتلقت الأم البريطانية رامانديب كورمان حكمًا بالإعدام في الهند لقتلها زوجها وخططت الزوجة لقتل زوجها برفقة صديقه المقرب حيث كانت على علاقة به وخططا للجريمة في بريطانيا وانتظرت عودتهم إلى الهند حتى تتسع دائرة الشكوك نحو المقربين من الزوج بعد ذبحه وبالفعل عثرت الشرطة على سلاح الجريمة، السكين، الذي يحمل بصمات الزوجة وأخفتها في حديقة بجوار منزلهما.
اقرأ أيضا : نفذتها السلطات الأسبانية.. اعتقال 197 مشتبهًا من 34 جنسية في حملة دولية لمكافحة المخدرات المتهمة رامانديب وزوجها وصديقهما