بدون تردد

تصور خاطئ

محمد بركات
محمد بركات

فى ظل التطورات الجارية على ساحة القتل والدمار وحرب الإبادة المشتعلة فى غزة،  من الخطأ أن يتصور البعض، أن العدوان الإسرائيلى الوحشى يستمد قدرته على الاستمرار والتصاعد، نتيجة الحماية الأمريكية له والموافقة عليه، من خلال التصريح المعلن بحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، الذى سارع الرئيس الأمريكى «بايدن» بالتأكيد عليه مع بداية الهجوم الإسرائيلى على غزة.


 ذلك تصور خاطئ وليس دقيقا على الإطلاق، نظرا لكونه لا يعبر بصدق عن الحقيقة القائمة على أرض الواقع، والتى تقول بأن هذا العدوان المتصاعد، وتلك الجرائم البشعة والمستمرة دون توقف أو هوادة طوال الأسابيع الثلاثة الماضية وحتى الآن، تتم بمشاركة أمريكية واضحة ومعلنة منذ بدايتها وحتى اليوم.
وإذا كان العالم يشهد ويتابع الآن وطوال الأسابيع الثلاثة الماضية، ما يقوم به جيش العدوان والاحتلال الإسرائيلى من جرائم وحشية، وحرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى فى عمومه وأهالى غزة على وجه الخصوص،...، فإن على الكل أن يدرك بكل الوضوح، أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مجرد مؤيد أو داعم لهذه الجرائم، بل هى شريك فاعل بها.


ونظرة فاحصة ومدققة لمجريات الأحداث وتطوراتها فى ساحة الحرب فى غزة، تؤكد هذه الحقيقة، من خلال الحشد الأمريكى لقواتها الضاربة البحرية، وتحريكها لأكبر حاملة طائرات فى الأسطول الأمريكى جيرالد فورد لكى تستقر فى موقع الأحداث بالبحر الأبيض، لتقديم المساندة والدعم والحماية لإسرائيل.
بالإضافة إلى مطالبتها كل القوى الدولية بالوقوف مع إسرائيل ودعمها بالكامل، ورفضها التام السماح بتمرير أو إصدار قرار من مجلس الأمن الدولى بوقف إطلاق النار، وتوقف العدوان الإسرائيلى على غزة.
كل ذلك وغيره كثير ابتداء من مد إسرائيل بالقنابل الخارقة للأعماق والصواريخ الارتجاجية وغيرها يؤكد الحقيقة الواضحة وهى أن أمريكا شريك فى العدوان على غزة وليست مجرد داعم أو مساند لإسرائيل فى عدوانها الإجرامى البشع .