حروف ثائرة

«الإخبارية - الوثائقية» وميلاد الأمل

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

لاشك أن مصر رائدة بالمنطقة فى مجالات عديدة وأهمها الإعلام ،ومعظمنا يعلم أن الإعلام ـ بمعظم وربما كل الدول العربية ـ قوى عوده واشتدت شوكته بسواعد وفكر مصرى ، لكن وعلى مدار حوالى عقدين من الزمان لم ينطفئ وهج إعلامنا محليا وإقليميا.


وشهدت المنطقة ميلاد قنوات بعينها تعملقت فى ساحة ظلت خالية أمامها مع تركيز إعلامنا على الأحداث الداخلية بمصر وله بذلك عذره ، فمصر بحجمها ومكانتها واحداثها تستوعب هذا الإنخراط واكثر ، ثم بدأت تلك القنوات وبعد أن حققت جماهيرية كبيرة فى توجيه تغطيتها للأحداث المحلية والإقليمية والدولية بما يخدم مصالح وأهداف واستراتيجيات بعينها.


وبشكل مواز نشأت وترعرعت كذلك قنوات وثائقية توفرت لها كذلك الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق نفس التعملق والجماهيرية.
ووسط كل هذا ظل السكون يسيطر على المشهد المصرى ، حتى كدنا نفقد الأمل فى المنافسة فى المجالين السابقين والاكتفاء بإنتشار البرامج الحوارية والفنية والرياضية وكذلك الترفيهية المصرية رغم المنافسة الشرسة بكل تلك المجالات.
لكن أخيرا حدث ما تمنيناه طويلا وخلناه حلما مستحيلا ليولد الأمل من جديد وبقوة ، وجاءت الانطلاقة مزدوجة وقوية ، وهنا أتحدث بداية بالطبع عن قناة «القاهرة الإخبارية» التى لم تسلم من هجوم المشككين عند انطلاقها ، لكن أعتقد أن أزمة العدوان على غزة أظهرت نقطتين مهمتين ، الأولى قدرتنا كإعلام مصرى على المنافسة وبقوة فى التغطية المتميزة للأحداث الكبرى ، وثانيا مدى اهمية أن تكون لدينا قناة بهذا القدر من المهنية والتميز


لقد تميزت القاهرة الإخبارية بالسرعة والحيادية فى نقل الأحداث لتنقل عنها كبرى وسائل الإعلام أخبار وانفرادات عديدة منسوبة لقناة تحمل إسم عاصمة المعز ، بجانب الكوادر البشرية المتميزة من الإعلاميين المخضرمين وشباب واعد متمكن ، والتزام القناة بمعايير أخلاقية فى تغطيتها لتنال ثقة الجميع، ونجحت أيما نجاح فى التعبير عن الموقف المصرى والوصول للطبقات الشعبية قبل النخبوية ، وقدمت خدمات متميزة مضمونا وإخراجا وبمواصفات عالمية من جودة ونقاء الصورة وتقسيمها وألوانها والجرافيكس،
وفى توقيت متزامن لميلاد القاهرة الإخبارية بزغت القناة الوثائقية التى ولدت متميزة والدليل جهدها فى تغطية اليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر المجيدة وما بثته من لقطات وتقارير وبرامج رائعة مثل « من أرشيف الجبهة» و «هوامش على دفتر النصر» و «أنا حاربت إسرائيل» ، وكل هذا مطلوب أن يذاع على مدار العام وليس بذكرى النصر فقط .
ولعل أهم ما حققته القناتان-خاصة الإخبارية - بعد كل هذا فرضها الرؤية المصرية للأحداث ودحر محاولات الإعلام المغرض وعودة الريادة الإعلامية ،ومن كل قلب وطنى مخلص نقول «برافو. وبانتظار المزيد».