صحيفة «ذا هيل» الأمريكية: مصر لن تكون جزءًا من أي حل يقضي بنقل الفلسطينيين لسيناء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أكدت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن مصر لا يمكن أن تكون جزءًا من أي حل يقضي بنقل الفلسطينيين إلى سيناء.

وقالت صحيفة "ذا هيل" في مقال رأي للكاتب معتز زهران، "في هذه الأوقات العصيبة، والأحداث المضطربة في غزة وإسرائيل، يشهد المجتمع العالمي تذكيرًا مؤثرًا بأن الرخاء الدائم لا يمكن تحقيقه على حساب بؤس الآخرين".

وأضافت الصحيفة: "في مصر، شهدنا دائرة العنف التي سيطرت على الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأجيال عديدة. ورغم التغاضي عن تحذيراتنا السابقة بشأن عدم الاستقرار الناجم عن الافتقار إلى حل سياسي مستدام للإسرائيليين والفلسطينيين، فإن السؤال يظل قائما: كيف إذًا يمكننا أن ننظر إلى ما هو أبعد من اللحظة الحالية، ونبني سلاما عادلا ودائما للجميع".

وتابعت قائلةً: "إن دورة العنف تتغذى على مشاعر عميقة بالانتقام، لكن يجب على القادة المسؤولين أن يتذكروا أن التزامات الدول بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يجب التمسك بها واحترامها في جميع الأوقات، وذلك لحماية المدنيين الأبرياء من ويلات الحرب".

ومضت الصحيفة قائلةً: "على هذا النحو، فإن دعوة إسرائيل لإجلاء أكثر من مليون من سكان غزة ليست غير عملية فحسب، بل تتعارض أيضًا مع هذه الالتزامات القانونية لقوة الاحتلال، ومن شأنها أن تعجل بحدوث كارثة إنسانية. إن دعوة الإخلاء هذه تتحدى أيضًا فكرة حل الدولتين القائم على الإنصاف والعدالة".

وقالت أيضًا: "إن تجريد المواطنين من وطنهم وتحويلهم إلى لاجئين دائمين لا يقربنا من الحل السياسي الدائم، بل يصد ويغذي مشاعر الألم وبالتالي ردود أفعال على شكل عنف بدافع الانتقام، إلى أن نتمكن من تنفيذ وقف مبكر لإطلاق النار، يجب أن تكون سلامة المدنيين على رأس أولوياتنا. وينبغي تمكين الأمم المتحدة من تخصيص ملاذات إنسانية داخل غزة، وتوفير الملاذ والرعاية اللازمة لأولئك الذين وقعوا في مرمى النيران وحماية المدنيين الأبرياء".

وأردفت: "وفي ظل تطورات و استمرار الصراع في غزة، كانت هناك ادعاءات كاذبة تربط مصر بفرض الحصار علي غزة. في الوقت نفسه، هناك أصوات تطالب بفتح مصر حدودها، والسماح للاجئين الفلسطينيين بالبحث عن ملاذ في سيناء".

وأوضحت الصحيفة قائلة: "دعونا نحلل الوضع بعمق. ولابد من النظر إلى الدور الذي تلعبه مصر في معبر رفح، الذي يعد مجرد واحد من سبع نقاط دخول إلى غزة، بينما ترتبط بقية المعابر بإسرائيل. الحقيقة أن مصر لم تغلق معبر رفح، وظل يعمل حتى أدت الغارات الجوية الإسرائيلية على الجانب الغزاوي إلى تعطله. ومرة أخرى، ما زلنا منخرطين بشكل كامل مع محاورين متعددين لضمان مرور آمن للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة".

وتابعت: "موقف مصر واضح: لا يمكن أن تكون جزءًا من أي حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء. إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى نكبة ثانية، وهي مأساة لا يمكن تصورها لشعب صامد لديه رابط غير قابل للكسر مع أرض أجداده".

وأشارت الصحيفة إلى أن الدبلوماسية النشطة القادرة على خلق أفق سياسي من خلال عملية سلمية، مستلهمة من مؤتمر مدريد في عام 1991، والتي تؤدي إلى حل سياسي عادل، قادرة على إنهاء هذا المستنقع التاريخي.

ولفتت إلى أن مصر تعمل بنشاط مع جميع الأطراف المعنية لضمان حماية المواطنين الفلسطينيين، وضمان سلامة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى المدنيين الإسرائيليين والأمريكيين والدوليين، وكذلك المعتقلين الفلسطينيين، الذين وقعوا ضحايا لدوامة لا نهاية لها من العنف.