صمم لفلاحة مصرية .. قصة تمثال الحرية العملاق في نيويورك

تمثال الحرية  صمم  لفلاحة مصرية
تمثال الحرية صمم  لفلاحة مصرية

 مصر أم الدنيا ومنبع الحضارات ليس هذا عبثا أو تفاخر ولكن جميع الحضارات مرت من خلال تلك الأرض

المقدسة التي ذكرها الله في القرآن الكريم مرات عديدة وأوصى خاتم النبيين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بها وأهلها .

 

تمثال الحرية :

وتحل اليوم ذكرى إزاحة الستار عن تمثال الحرية بالولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك في الثامن والعشرين من اكتوبر 1884

 بعد إتمام صناعته في ورش العاصمة الفرنسية باريس.

 

الفكرة مصرية:

وتمثال الحرية بالولايات المتحدة الأمريكية ماهو إلا فكرة مصرية بأيادي فرنسية .

وتعود أحداث القصة إلى عام 1869 حين أعربت الحكومة المصرية عن اهتمامها بتصميم منارة لقناة السويس. فصمم بارتولدي تمثالا ضخما على شكل امرأة ترتدي وشاحا وتحمل شعلة، وسماها مصر.

 

كما قال ريجيه أوبير، مدير متحف بارتولدي في مدينة كولمار مسقط رأس بارتولدي في فرنسا، في تقرير نشرته بي بي سي في عام 2005 إنه من اللافت للنظر أن النسخة الأولى من تمثال الحرية كانت من المفترض أن تكون في قناة السويس في مصر، وليس عند مدخل نيويورك في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من تشجيع الخديوي إسماعيل للمشروع في بادئ الأمر، إلا أنه عاد بعد فترة وتراجع عنه، وانتهى الأمر بأن المشروع الأول لفكرة تمثال الحرية لم ير النور ذلك أنه عندما حضر بارتولدي حفل افتتاح القناة تم إبلاغه بصرف النظر عن المشروع حيث أن إفلاس الخديوي إسماعيل حاكم مصر حينئذ حال دون إكماله.

 

وتقول دائرة المعارف البريطانية إن التصميم الذي قدمه بارتولدي للخديوي كان على شكل فلاحة مصرية، 

مستوحاة من ملامح فلاحة من مصر لا تعبر بشكل من الأشكال عن الملامح الغربية لذلك التصميم ولسوء الحظ لم يترك بارتولدي أي سجلات تشير إلى قصتها الشخصية.

 

وعلى الرغم من ذلك، لم يكن اختيار امرأة من قبيل الصدفة حيث كان بارتولدي مدركا للتقليد الفني الأوروبي الممتد لقرون من الزمن في تجسيد القيم والأفكار وحتى البلدان في أشكال النساء.

 

وكان من المقرر وضع هذا التمثال الضخم في وسط قناة السويس فوق قاعدة ضخمة. بحسب دائرة المعارف البريطانية.

 

كما تقول دائرة المعارف البريطانية أيضا إن ذلك التمثال كان سيشكل مصدر فخر للمصريين من جميع الطبقات الاجتماعية، فقد كانت منارة في شكل فلاحة مصرية تحمل شعلة عالية ويشع النور من رأسها عندما تمر سفن من دول لا حصر لها من تحتها، فقد كان يُنظر إلى هذه المرأة على أنها التجسيد المادي لمصر وتقدمها.

 

تراجع الخديوي إسماعيل:

 رغم إعجاب الخديوي إسماعيل بالتصميم إلا أن الوضع الاقتصادي في مصر آنذاك أدى لإلغاء المشروع.

 

إلا أن الفكرة ظلت حاضرة في ذهن بارتولدي يبحث عن طريقة لتنفيذها. وفي ذلك الوقت اقترحت مجموعة من المفكرين الفرنسيين تقديم تمثال يعبر عن فكرة الاستقلال والحرية كهدية من فرنسا إلى الشعب الأمريكي، وكرمز للمساعدة التي قدمتها فرنسا للأمريكيين خلال حرب الاستقلال المزعومة.

 

تصميم التمثال:

ويشار إلى أن التمثال الضخم المصنوع من النحاس قام بتصميمه فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي غوستاف إيفل.

 

وقرر الرئيس الأمريكي وقتها غروفر كليفيلاند قبول تمثال الحرية بالنيابة عن الشعب الأمريكي كهدية من فرنسا للتعبير عن الصداقة بين الشعبين.

 

ويبلغ ارتفاع التمثال 46 متراً من قاعدته وحتى الشعلة، وينتصب على قاعدة حجرية ارتفاعها 27 مترا مثبتة على أساس بارتفاع 20 مترا على شكل نجمة.

 

ويقول مسؤولو الحدائق الوطنية الأمريكية، التي تشرف على التمثال، إن 3.5 مليون شخص يزورون جزيرة الحرية، المقام بها التمثال، في ميناء نيويورك سنويا.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم