تقرير| بعد تدمير الاحتلال 5500 مبني بغزة.. الأحياء المُدمرة «عائق» أمام فرق الإنقاذ

صورة من الدمار في غزة
صورة من الدمار في غزة

22 يومًا من الخراب والدمار الذي تسبب فيه القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وفي مواجهة كل هذا الدمار والخطر الذي يحيط بالقطاع، تنطلق فرق الإغاثة بشجاعة لإنقاذ المصابين والبحث تحت الأنقاض عن الناجين والمفقودين، ولكن الدمار الهائل يعيقهم من الوصول بسرعة إلى مناطق الحوادث يومًا بعد يوم بسبب الركام الذي يغطي الشوارع والطرق،  مما ينذر ذلك بمزيد من الكوارث.

فكل دقيقة تمر تعني الكثير والكثير بالنسبة للأبرياء العالقين من رجال ونساء وأطفال الذين ينتظرون بفارغ الصبر تحت الأنقاض أن تُمد لهم يد العون والإغاثة.

فالأيام تمر وتأتي معها ضربات القصف العنيفة على المباني السكنية، والمستشفيات، والمدارس، والمساجد والكنائس، وغيرها، حيث يبدو أن كل شبر من أرضها هدفًا للقصف الغاشم.

أما الشوارع، فهي مليئة الآن بالركام والأحجار المتناثرة في كل مكان، والمنازل المهدمة أصبحت مشهدًا واضحًا في كل زاوية في القطع، ولا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل هجماتها بكل قوتها وعتادها وأسلحتها حتى اللحظة.


سكان غزة ينقبون بأيديهم عن ذويهم تحت الأنقاض إلى أن تصل فرق الإنقاذ

خلف الاحتلال الإسرائيلي ورائه دمارًا هائلًا منذ أن بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الجاري، حيث دمر أكثر من 5500 مبنى بالكامل وأكثر من 133 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي، وباتت هناك أحياء كاملة في حالة من الخراب والدمار التام. 

فسكان هذه المناطق أصبحوا يبحثون بين الأنقاض عن ذويهم بأنفسهم، وينقبون بكل جهدهم تحت الركام بأيديهم، يبحثون عن أولادهم وأبنائهم وأزواجهم وجيرانهم، بل وعن ممتلكاتهم القليلة التي قد تكون ما تبقت من منزلهم، إلى أن تصل فرق الإنقاذ المتخصصة إلى مناطق الكارثة.

فكل شخص منهم سواء كانوا رجالًا أو شيوخًا كبارًا أو حتى نساء وأطفال، يعمل بجد وشغف لمساعدة الناس والبحث عن الناجين في وسط هذا الدمار.

ومع كل ذلك، مازال هناك العديد من الأشخاص المفقودين تحت الأنقاض بسبب الدمار الهائل الذي نتج عن القصف الإسرائيلي العنيف.


عدد المفقودين تحت الأنقاض في غزة منذ بدء العدوان

ويشير المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، إياد البزم، إلى أن عدد المفقودين في القطاع تحت الأنقاض، وصل إلى 1950 شخصًا منذ بداية العدوان حتى الآن.

أما الطواقم الإنسانية وفرق الإغاثة، فلم تتوقف عن البحث والجهود المضنية من أجل إنقاذ هؤلاء المفقودين، لكن مع مرور الوقت، بالطبع يصبح الأمر أكثر تعقيدًا. 

وقال البزم، إنه "من المتوقع أن تحتاج جهود الإنقاذ والبحث إلى أسبوع تقريبًا لتحقيق إخراج جميع المفقودين من تحت الركام".


الداخلية في غزة: تعمُّد الاحتلال قصفه للمنازل في الليل يصعب من جهود فرق الإنقاذ

تابع المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، أن " هناك صعوبات إضافية تشكل عوائق كبيرة في مهمة عمليات الإنقاذ التي تجري في القطاع باستمرار، حيث يقوم الاحتلال الإسرائيلي بقصف المناطق في الليل، مما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا وخطورة، وهذا بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي خلال القصف، الأمر الذي يُصعب البحث تحت الأنقاض في هذا الوقت تحديدًا".

ومع ذلك، يظل الأمل حيًا في أن يتم العثور على الناجين وإعادتهم إلى أحضان أسرهم رغم جميع التحديات التي تواجهها فرق الإنقاذ.


كما أظهرت الصور التي التقطتها ونشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأمريكية المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الصناعية، المعاناة الهائلة التي ألمت ببعض مناطق قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف والأضرار الناجمة عنه، حسبما أفادت وكالة "سكاي نيوز" البريطانية.

هذه الصور ليست مجرد صور بل هي شهادات على المأساة التي يمر بها أهل غزة، وتُبين الصور فرقًا هائلة بين المشهد قبل القصف وبعده، حيث كانت المدن والأحياء الفلسطينية في شمال قطاع غزة تعج بالحياة والنشاط والبسمة قبل القصف، ولكنها تحولت بعد استهداف المناطق بالغارات، إلى مشهد من الدمار والخراب والحزن. 

تظهر إحدى الصور مناطق مدينة بيت حانون، التي كانت في السابق مليئة بالحياة والنشاط، ولكن اليوم، باتت مشهدًا للدمار الشبه الكامل، وتعكس هذه الصور واقعًا مؤلمًا يعيشه سكان تلك المناطق الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وتعرضوا للخطر.

ومن جهة أخرى، تسجل صورة أخرى مدى الدمار الذي حل بمناطق حيي العطاطرة والكرامة شمال قطاع غزة، والبنايات والأماكن الخضراء التي كانت تزهو بالحياة والجمال، واليوم تبدو مدمرة ومحطمة.

ومنذ صباح يوم السبت 7 أكتوبر، شنت المقاومة الفلسطينية هجمات استهدفت الداخل الإسرائيلي، كما قصف المقاومة مستوطنات غلاف غزة بآلاف الصواريخ التي استهدفت مواقع عديدة في المستوطنات الإسرائيلية، ورد الاحتلال الإسرائيلي بقصف قطاع غزة، والذي تم بشكل واسع ومكثف.

وسقط مئات القتلى في إسرائيل جراء هجمات المقاومة الفلسطينية، وقال هيئة البث الإسرائيلية.

وقال موقع "واللا" العبري، في وقتٍ سابقٍ، نقلًا عن العاملين في المستشفيات الإسرائيلية، "ما يحدث حاليًا لا يمكن وصفه بالفوضى العارمة بل أسوأ من ذلك بكثير".

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصق مكثف على القطاع

وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

وأشار نتنياهو إلى أن فصائل المقاومة مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الإحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها آلاف الشهداء من الجانب الفلسطيني.