وجع قلب

حين يصبح العالم أعمى

هبة عمر
هبة عمر

«اثبتوا لنا أنه ليس هناك دولة فوق القانون حتى لو كانت إسرائيل»  هذا ما طالب به محمد عوض الحسان سفير سلطنة عمان بالأمم المتحدة فى كلمته ممثلا لدول مجلس التعاون الخليجى، وذكر ما كشفه تقرير المرصد الأورمتوسطى لحقوق الإنسان، الذى أكد أن ما أسقطه جيش اسرائيل على غزه يوازى فى شدته ربع قنبلة نووية، أدى الى تدمير ١٧ ألف مبنى سكنى و٨٧ ألف وحدة سكنية ونحو٧٣ مدرسة و٦١ مركزاً إعلامياً و١٦٥ منشأة صناعية وأن جيش الاحتلال يقتل ١٤ فلسطينيا كل ساعة قائلا «نحمل إسرائيل المسئولية الكاملة ولابد من موقف حازم ضد ما تفعل اسرائيل من حصار وتجويع وإبادة وتهجير لأن التغاضى عن صوت الحق والعدل يهز الثقة فى هذا المجلس، فمتى يتحرك المجتمع الدولى لحماية الفلسطينيين؟ «الحقيقة الواضحة طوال ٧٥ عاما من عمر الصراع ضد احتلال الأراضى العربية فى فلسطين هى أن العالم أعمى وعاجز عن التفريق بين المغتصب والضحية، فهو لا يرى عمليات الإبادة المستمرة والتهجير القصرى لآلاف الفلسطينين والتى تجرى يوميا، ولا يرى استهداف الصحفيين والمصورين بالقتل فى محاولاتهم لإظهار حقيقة ما يحدث أمام العالم، ولكنه يرى أى رد فعل فلسطينى برفض الاحتلال أو مقاومته بكل السبل المتاحة هو نوع من الإرهاب فيستيقظ ضميره الغائب فورا ويدين ويستنكر ويسخر عشرات البرامج التليفزيونية لاستضافة متحدثين من الجانبين كل المطلوب منهم هو إدانة الهجوم المفاجئ على المحتل، وإبداء التعاطف مع الضحايا من المدنيين فى جانبه، وحين يحاول متحدثون عرب إظهار ما يحدث على الأرض للفلسطينيين يوميا يتم قطع الحوار أو التشويش عليه. لذلك كانت كلمة السفير العمانى فى الأمم المتحده قوية ومباشرة وشديدة الوضوح فى رسالتها للعالم الأعمى ولكل متعام عن الحقيقة.