..نفس المشهد يتكرر منذ 75 عامًا .. نفس الجراح مازالت تنزف بغزارة دون أن تجد من يوقف نزيفها أو يضمدها .
إسرائيل ترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل والعالم يكتفي بمصمصة الشفايف والبكاء على أطفال فلسطين وإصدار بيانات الشجب والتنديد بجرائم الاحتلال دون أن يرفع أحدهم يده للدفاع عنهم إو إجبار الصهاينة على احترام القانون الانساني أولا قبل القوانين الدولية.
نفس المشهد يتكرر بنفس الادوات الغاشمة والعالم يتعامل بنفس ردود الافعال الفاترة.
إسرائيل تقصف بكل همجية ووحشية دون أن تفرق بين مدني وعسكري ودون أن تشغل بالها بعدد الضحايا.
وفي المقابل صمت عجيب من المجتمع الدولي ووقاحة أمريكية معتادة بفرملة أي قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن.
معركة غير متكافئة بين آلة عسكرية جبارة تضم أحدث ما أنتجته مصانع الاسلحة في الولايات المتحدة وتدخل إلى الخدمة مباشرة في الجيش الإسرائيلي ربما قبل أن تصل إلى مخازن الجيش الامريكي نفسه.
وعلى الجانب الآخر شعب أعزل يواجه رصاصات قوات الاحتلال بصدور عارية وعزيمة لا تلين وايمان بعدالة قضيتهم وحقهم في الحياة على أرضهم.
لذلك ليس عجيبًا أن ترى جندي صهيوني يفر مدبرا وهو مدجج بالاسلحة أمام صبي فلسطيني شجاع لا يحمل في يده سوى حجر يلقيه على كلاب النار.
وهذا السلوك من الطرفين ليس غريبًا فالجندي الإسرائيلي يعلم في قرارة نفسه أنه مجرد لص يسلب حقوق الآخرين ويسرق أرضهم ، بينما الصبي الصغير يعلم أنه صاحب البيت وصاحب الارض وصاحب القضية العادلة.
السؤال هنا .. إلى متى يستمر هذا الظلم والهوان؟!
إسرائيل مازالت هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتل أراضي الغير بالقوة العسكرية.
إسرائيل هي الصورة القميئة الوحيدة المتبقية من الحقبة الاستعمارية البغيضة.
إسرائيل مازالت تحتل أجزاءً من جنوب لبنان ومرتفعات الجولان في سوريا ومازالت ترفض الحق الطبيعي والشرعي للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
قادة إسرائيل يتحدثون عن رغبتهم في السلام وحقهم في الدفاع الشرعي عن النفس في نفس الوقت الذي يبادر فيه طيرانهم بقتل الاطفال والمدنيين العزل وإزالة تجمعات سكنية كاملة من الوجود وقصف المستشفيات والمدارس .
قادة إسرائيل يطلقون على جيشهم مصطلح جيش الدفاع بالرغم من أنه مجرد جيش استعماري استيطاني .
قادة إسرائيل يطلقون على المقاومة الشرعية للشعب الفلسطيني مصطلح الارهاب ويجدون من يدعم وجهة النظر هذه في الاعلام الغربي بصفاقة لدرجة أن بعض الشعوب الأوروبية تؤمن فعلا أن إسرائيل تدافع عن أمنها ضد تنظيمات إرهابية.
هل رأيتم كيف اختلت المعايير وكيف ارتدى الباطل ثوب الحق .. هل رأيتم كيف تحول القاتل إلى مجني عليه وكيف صار اغتصاب الارض دفاعًا شرعيًا عن النفس.
المجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن الجرائم الوحشية والمذابح الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 75 سنة انتفض غضبا بعد نجاح حماس في توجيه ضربة موجعة للعمق الإسرائيلي.
لم يعد أمام أطفال غزة سوى اللجوء إلى السماء بعد أن عجزت حلول الارض ، وكلي ثقة وايمان أن المولى عز وجل لن يخذلهم وسيجبرهم بالنصر المبين.