تقرير| نفاد الوقود يضعف جهود العلاج في غزة.. والمستشفيات تُنذر بالكارثة

نفاد الوقود يضعف جهود العلاج في غزة
نفاد الوقود يضعف جهود العلاج في غزة

مع مرور أكثر من أسبوعين من القصف العنيف على قطاع غزة الذي بدأ في السابع من أكتوبر الجاري، أصبح الوقود أحد أكبر التحديات التي يواجهها سكان القطاع، حيث يشمل الحصار الإسرائيلي على القطاع قطع المياه والكهرباء والوقود، وهذا يهدد بشكل كبير الخدمات الطبية في المستشفيات.

أما الأطباء فيعملون بجهد للتعامل مع الحالات الطارئة ولكنهم يجدون صعوبة كبيرة في تقديم الرعاية الصحية الروتينية والعمليات الجراحية بسبب نقص الوقود، وبالطبع هذا الوضع يهدد الخدمات الطبية وقد يعرض حياة المرضى للخطر.

فالمستشفيات في قطاع غزة أصبحت تحاول التركيز على استقبال الحالات الطارئة فقط، وهذا يعني أن العديد من المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الروتيني والرعاية الدورية يواجهون صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة في القطاع، والمخاوف تتزايد من نفاد إمدادات الوقود في الساعات القليلة المقبلة، حسبما حذرت الأمم المتحدة.


بسبب شُح الوقود.. الأطباء يجرون عمليات جراحية «بدون تخدير»

وخلال المؤتمر الصحفي الدوري لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، قدمت منظمة الصحة العالمية معلومات مثيرة حول الأوضاع الصحية الصعبة في غزة. 

وأكدت المنظمة، أن الأطباء هناك يضطرون إلى إجراء عمليات جراحية بدون تخدير وبدون الإمدادات الجراحية الأساسية، وهذا يعني 
أن المرضى يعانون من الألم والمخاطر التي تصاحب عمليات الجراحة في هذه الظروف الصعبة.

وفي هذا السياق، أشارت المنظمة إلى أن، الوقود أصبح يمثل "السلعة الأكثر حيوية" في غزة، فعمل المستشفيات ومعظم المرافق الحيوية في القطاع يعتمد على الوقود لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل الأجهزة الطبية وضمان استمرار الخدمات الحيوية، وبدون الوقود، لا يمكن توفير الخدمات الطبية وتشغيل المستشفيات، ما يجعل الوضع أكثر صعوبة وخطورة على الصحة العامة في القطاع.


لجنة الصليب الأحمر بغزة: المستشفيات تخرج عن الخدمة يومًا بعد يوم بالتوازي مع سيارات الإسعاف 

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، عبر قناة "العربية" الإخبارية: "إننا نشهد زيادة في عدد المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية التي تخرج عن الخدمة يومًا بعد يوم".

وأضاف مهنا، أن عدد سيارات الإسعاف التي تم توقفها عن العمل يزداد أيضًا، وهذا الارتفاع يأتي في توازن مع الزيادة الملحوظة في عدد الجرحى والمصابين الذين يحتاجون إلى النقل إلى المستشفيات.


تداعيات نقص الوقود في القطاع على المرضى

وتابع، أن المستلزمات الطبية والأدوية والأدوات التي يحتاجها الأطباء في عمليات الإسعاف وتوفير الأكسجين أصبحت معرضة للخطر بسبب ارتباطها بمصادر الطاقة والوقود، ويتعلق الأمر هنا بأكثر من تشغيل المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية، حيث يكون الوقود أيضًا ضروريًا لتشغيل مضخات المياه والصرف الصحي التي يعتمد عليها المواطنون في منازلهم.

وأشار هشام، إلى وجود آلاف الأشخاص من ذوي الإعاقات والنساء الحوامل وأصحاب مرضى مزمنين ومرضى السرطان الذين لم يتلقوا بعد العلاج أو الخدمة الطبية التي يحتاجونها، والبعض منهم يعتمد بشكل حيوي على هذه الخدمة لبقائهم، ومع ذلك، فإنهم غير قادرين على الوصول إلى المستشفيات، حيث أصبحت مكتظة تمامًا وغير قادرة على تلبية التزاماتها أو أداء واجباتها الإنسانية تجاه المرضى الذين يتواجدون فيها. 

ولذلك، فإن هؤلاء الأشخاص أيضًا يواجهون خطرًا حقيقيًا إذا توقفت المستشفيات عن العمل، وإذا لم يتم توفير المواد الإغاثية والأدوات الطبية لقطاع غزة باستمرار.

وأكد أهمية امتداد دخول الشحنات الإغاثية إلى قطاع غزة بطريقة آمنة، مما يضمن وصولها في الوقت المناسب لتلبية الاحتياجات الإنسانية.

كما رحب مهنا، بكافة الجهود التي تم بذلها لإدخال بعض الشحنات إلى القطاع.

وأوضحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن قطاع غزة بحاجة يوميًا إلى نحو 200 شاحنة من المساعدات والإمدادات الطبية.

ومنذ صباح يوم السبت 7 أكتوبر، شنت المقاومة الفلسطينية هجمات استهدفت الداخل الإسرائيلي، كما قصف المقاومة مستوطنات غلاف غزة بآلاف الصواريخ التي استهدفت مواقع عديدة في المستوطنات الإسرائيلية، ورد الاحتلال الإسرائيلي بقصف قطاع غزة، والذي تم بشكل واسع ومكثف.

وسقط مئات القتلى في إسرائيل جراء هجمات المقاومة الفلسطينية، وقال هيئة البث الإسرائيلية.

وقال موقع "واللا" العبري، في وقتٍ سابقٍ، نقلًا عن العاملين في المستشفيات الإسرائيلية، "ما يحدث حاليًا لا يمكن وصفه بالفوضى العارمة بل أسوأ من ذلك بكثير".

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصق مكثف على القطاع

وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

وأشار نتنياهو إلى أن فصائل المقاومة مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الإحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها آلاف الشهداء من الجانب الفلسطيني.