بدون تردد

الموقف المصرى الثابت «2/2»

محمد بركات
محمد بركات

طوال الخمسين عاما الماضية.. منذ حرب أكتوبر المجيدة وحتى الآن، وفى ظلال النصر الكبير الذى حققته قواتنا المسلحة الباسلة، بعد العبور العظيم وتدمير وهزيمة قوات العدو، واستعادتنا لسيناء الغالية ودمجها الطبيعى فى جسد الوطن المصرى، التى هى جزء أصيل وعزيز منه،...، لم تكف مصر يوما عن دعمها القوى والمستمر للقضية الفلسطينية، ولم تتوقف عن مساندتها اللا محدودة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

وعلى مدى تلك السنوات، وفى كل المواقف وعلى كل المنابر السياسية الإقليمية والدولية، وآخرها «قمة القاهرة للسلام»، كانت تأكيدات مصر واضحة ومعلنة للكل دون استثناء، بأن التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، هى الطريق الصحيح المؤدى للسلام والاستقرار فى المنطقة العربية والشرق أوسطية.
وفى هذا السياق كانت مصر واضحة كل الوضوح خلال هذه القمة، وهى تعلن موقفها الثابت ورؤيتها المحددة والشاملة لتحقيق السلام بالمنطقة،..، ووضع حد للأوضاع المشتعلة والمتفجرة فى قطاع غزة.

لذلك كان تأكيده على أن مصر ترفض استهداف جميع المدنيين المسالمين، كما ترفض سياسات العقاب الجماعى والتهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم، مع ضرورة العمل الجاد لوقف التصعيد الراهن، والسعى الفورى لتكثيف التنسيق بين كل الأطراف الفاعلة للدفع نحو التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية.
وفى ذلك السياق كانت مصر واضحة فى تأكيدها أن السلام الشامل والعادل للقضية الفلسطينية، هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمى فى المنطقة، وأن هذا السلام يتأسس على استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة للشعب الفلسطينى،..، وفى مقدمتها حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفى ظل ذلك تتأكد الحقيقة الواضحة، بأن الموقف المبدئى المصرى تجاه القضية الفلسطينية، كان ولايزال ثابتا وراسخا طوال فترة الصراع وحتى الآن، رغم كل المتغيرات والتحولات التى طرأت على الساحة السياسية بالمنطقة، وما ظهر من خلال تغير مواقف البعض من الدول الشقيقة للأسف.

وفى هذا الاطار تبذل مصر جهودا مكثفة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، فى السلام العادل والدائم والعيش فى أمن وسلام داخل دولته المستقلة ذات السيادة، فى اطار المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن، وعلى أساس حل الدولتين طبقا للمبادرة العربية.