اقترض كاميرا.. وأصبح أول مصور صحفي في مصر

المصور الصحفي محمد يوسف
المصور الصحفي محمد يوسف

كان أمله أن يجيئ اليوم الذي يستطيع فيه أن يمسك بين يديه بآلة تصوير.

وكان مقتنعا في قرارة نفسه انه سيلتقط صورا جميلة.. وانه يستطيع أن يبدع في فن التصوير، لكن الظروف لم تسمح له بأن يدفع ثمن الآلة ويشتريها.. ليحقق أملا كبيرا في نفسه.

وكانت الظروف أيضا هي التي دفعته إلى أن يلتحق بوظيفة في دار الهلال، فيعمل في قسم التصوير الفني (أحد أقسام الطباعة بالروتوغرافور).

وفي هذا القسم عثر على من يقرضه آلة التصوير الخاصة به كلما احتاج اليها.

وبدأ يجرب التصوير في أخواته، وفي المناظر الطبيعية على النيل، وعند الاهرامات، وفى الحدائق.

واكتشف انه بالفعل يستطيع أن يلتقط صورا جميلة، وإذا به يقرر فجأة أن يشتغل مصورا صحفيا. 


ولم يكن آنذاك يعلم شيئا عن ألف باء التصوير الصحفي.

وفي اول يوم عمل له كمصور صحفي، قالوا له أن يذهب لتصوير مظاهرة في ميدان الازهر.

وذهب للتصوير، ووجد أن المظاهر قد انفضت، وخجل أن يعود بلا صورة، فصعد فوق سطح أحد المنازل المطلة على ميدان الازهر، والتقط صورة عامة للميدان، كان فيها رجال الشرطة الذين وقفوا يحرسون الشوارع، والطرقات المحيطة بالازهر.

وحسب بعد أن التقط الصورة انه حصل على نصر صحفي، وكانت مفاجأة عندما رأى زملاءه المصورين في نفس الجريدة يقدمون صورا للمظاهرة نفسها.

ومن يومها علم بأن المسألة ليست "لعبا" وخصوصا اذا كانت تتصل "بأكل العيش"!

وبعد مرور ٢٣ عاما أصبح كبير مصوري دار أخبار اليوم، انه المصور الصحفي محمد يوسف، المصور الصحفي الاول في مصر، بعد أن نجح نجاحا رائعا في تصوير المحافل الدولية، وكان في مجلس الامن موضع إعجاب المصورين العالميين.

وكان اول مصري يذهب إلى فلسطين ويصور المعارك من خط النار، وسافر إلى اليونان، وتركيا، وايران، بعد أن وقف أمام عدسته عدد كبير من الملوك ورؤساء الجمهوريات، والزعماء في العالم.

مركز معلومات أخبار اليوم