إنها مصر

الرئيس.. القوة والحكمة

كرم جبر
كرم جبر

رغم العرض العسكرى الهائل للفرقة الرابعة مدرعات إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان حريصاً فى "تفتيش حرب الفرقة" أمس بمقر الجيش الثالث فى السويس على ما يلى:

أولاً: التسلح بقوة ومسايرة أحدث النظم والمعدات، وأن تكون القوات المسلحة على أهبة الاستعداد دائماً للدفاع عن الأمن القومى المصرى وحماية ممتلكات الدولة والذود عن أراضيها، وتوفير أقصى درجات الأمان والطمأنينة للشعب المصرى.

ثانياً: عدم الاغترار بأوهام القوة، التى قد تدفع باتخاذ قرارات وإجراءات لم تكن مدروسة، قال الرئيس "أوعى غضبك يخليك تتصرف بشكل فيه تجاوز"، فمصر تتعامل مع الأزمات بحكمة وعقلانية، خصوصاً فى موضوع غزة، وتقوم بدور كبير لاحتواء التصعيد ووقف إراقة الدماء بالتعاون مع الأصدقاء والشركاء.

مصر تبذل كل الجهد لتقليل معاناة أهالى غزة، وتعمل ليل نهار على إدخال المساعدات الإنسانية، مع الوضع فى الاعتبار أن الصراع الإسرائيلى فى هذه المنطقة وصل إلى خمس جولات خلال العشرين سنة الأخيرة، وكانت مصر تؤكد دائماً أن الحل هو إقامة الدولتين، وإعطاء الأمل للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق الأمن الإسرائيلى.

القوة الرشيدة والحكيمة تبنى ولا تهدم، تصون ولا تبدد، تحمى ولا تعتدى، القوة التى تتسلح بالإيمان والخلق والنزاهة والشرف وعدم الخيانة هى مفتاح النصر الذى تحقق فى حرب أكتوبر المجيدة.

"تفتيش الحرب" الذى قدمته الفرقة الرابعة مدرعات أمس، نموذج للقوة المصرية الحكيمة التى تستهدف حماية السلام وتحقيق مصالح الدولة، والسلام بالنسبة لمصر خيار استراتيجى، وليس معناه عدم تنظيم إمكانيات وقدرات القوات المسلحة، فالذى يحمى السلام هو التأهب والاستعداد لتلبية نداء الوطن متى تطلبت الضرورة ذلك.

دروس التاريخ تؤكد أن من يمتلك القوة لا يستطيع أحد أن يهدد مصالحه أو يعتدى على قدراته فى منطقة شديدة التوتر والاضطراب، ويبدو ذلك واضحاً من استعراض الأسلحة التى شاركت فى حرب أكتوبر، ثم العرض الكبير لمنظومة الأسلحة المصرية بعد تنويع مصادر التسليح من مختلف دول العالم.

حرب أكتوبر المجيدة أكدت أن "سيمفونية النيران" تحمى الأمن القومى، ليس باستخدامها وإنما بالردع المعنوى لمن تسول له نفسه فى المساس بمصر.

والفرقة الرابعة لها سجل بطولات حافل، فهى التى منعت دخول القوات الإسرائيلية مدينة السويس الباسلة، وكبدت العدو خسائر فادحة، وعندما سأل الرئيس السادات قائد الفرقة فى الحرب "هل احتلت إسرائيل السويس؟"، فرد القائد فخراً: لم يتمكن العدو من دخول السويس وظلت صامدة وقوية.

قال الرئيس السادات عن الفرقة الرابعة درة المدرعات فى الجيش المصرى؛ هؤلاء الأبطال هم الذين قاموا بحماية السويس وضربوا أروع أمثلة البطولة والفداء والصمود ولهم كل التقدير على دورهم الوطنى العظيم، وكان لهذه الفرقة دور كبير فى تحرير الكويت سنة 1991.
الفرقة الرابعة واحدة من تشكيلات القوات المسلحة، سواء فى الجيشين الثانى والثالث أو المنطقة الشمالية أو الجنوبية أو الغربية، وتمتلك هذه التشكيلات قدرات تسلحية على أحدث النظم العالمية واستعدادات قتالية دائمة تليق بدورها ومكانتها.