قريباً من السياسة

نرفض سياسات فرض الأمر الواقع

محمد الشماع
محمد الشماع

لازالت الإدارات الأمريكية المختلفة والمتعاقبة على اختيارها المستحيل وهو الإجراء الأقل عدوانية تجاه مصر استجابة للضغوط الإسرائيلية وهو ما يعرف بمخطط «صفقة القرن» الذى نعلمه ونعلم أبعاده وهو باختصار استيعاب الفلسطينيين فى سيناء تحت زعم أن سيناء أرض واسعة وفارغة من السكان.

وذلك مغالطة وتكرار لنفس الحجج الإجرامية التى احتلوا بها أرض فلسطين ونحن نؤكد ونكرر أن أرض مصر ليست للاحتلال أو الإيجار وهو ما رفضته القيادة المصرية أمام العالم من أنها لن تقبل هذا الخداع أو محاولة فرض الأمر الواقع على الشعب المصرى بمقابل أموال الدنيا وكنوزها! والعبرة هنا ليست فى المبلغ ولكن فى المبدأ!

مصر غاضبة من هذا الهراء الغربى الذى كشفته وأعلنت عنه منذ سنوات، ولا توجد قوة وطنية ترضى بأن تملى أية دولة أو أية جهة شروطها على مصر أو تتدخل فى شئونها الداخلية. وهذا ما حسمه الرئيس عبد الفتاح السيسى بكل وضوح فى مؤتمره الصحفى مع مستشار ألمانيا أولاف شولتز وفى مؤتمر القاهرة الدولى للسلام.

هذه الإغراءات المادية التى يعتقد الأمريكيون والإسرائيليون أنها يمكن أن تؤثر على القرار المصرى وعلى التزامات مصر القومية فى قضايا أو ملفات إقليمية.

إن مصر لا تقبل أن يملى عليها أحد كيف تتصرف مع الفلسطينيين، فى المعابر، ولا فى كيف تتدخل بين القوى الفلسطينية المختلفة. فقرار مصر لا يمكن المساومة عليه بملايين أو مليارات أمريكا والعالم، وعلى الأمريكيين أن يدركوا أن مصر اختارت السلام لصالح شعبها وأنها تمثل دور العقل فى هذه المنطقة من العالم لأن هذا هو التزامها الذاتى وتصرفها فى كل قضية وفى كل أزمة تظهر فى المنطقة ينبع من خياراتها الذاتية والأمن القومى العربى.

الإسرائيليون هم الذين ساهموا بالاغتيالات واستهداف المدنيين فى تقوية حركة حماس، وبعد أن تسببوا فى شرخ الصف الفلسطينى، عادوا ليتفاوضوا معهم، وليتهم يتعلمون الدرس لأن إسرائيل لا تتعلم أن الأمور تعود دائما إلى نقطة الصفر. وكان من الممكن ألا يحدث ما يحدث الآن فى غزة من قتل للأبرياء لو أن إسرائيل وحماس استمعا لصوت مصر واستجابا لدعوات التهدئة، والتوقف عن الجنون والحماقة.