بالبلدى

أوهام القوة ورسائل الرئيس

مصطفى يونس
مصطفى يونس

.. والعبرة يا صديقى ليست بالتصريحات العنترية ولا القرارات الفورية غير المدروسة، فهؤلاء لا يسمون قادة، ولا يطلق عليهم زعماء.. إنما العبرة يا صديقى تكمن فى رجاحة العقل، وحسن قراءة المشهد، والقوة التى تستند عليها، وكيفية حماية بلدك وشعبك وتمسكك بدينك وقوميتك.. بالتأكيد يا عزيزى،  الأزمات وحدها، هى التى تكشف معادن الرجال، وتظهر لنا من القوى الأمين على الأرض والعرض ومن يفرط فيها ويعقد صفقات لبيعها ويتحالف مع الشيطان إن لزم الأمر.. أنا لا أملك خبرة التحليل ولاحتى فراسة المؤمن ولست متمرسا فى التسليح والحرب، لكنى أجيد قراءة الزعماء وأفهم نظرات القادة وأحب المحنكين والمخضرمين أصحاب المواقف.. ما شاهدناه أمس فى عرض اصطفاف حرب تفتيش الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميدانى، لم يكن إلا رسائل واضحة، لا تحتاج إلى تأويل أو حتى تكهنات، فالإستعداد واضح والقوة موجودة، والتدريب على أعلى مستوى، سبقنا عقول غيرنا بخطوات، ونجحنا فى قراءة المشهد المعقد، بل كنا على دراية بفكر عدونا، طورنا جيشنا، وأمددناه بالعتاد والعدة، زرعوا لنا الألغام فى صورة الإرهابيين، ونشروا سمومهم فى وقت انفلتت فيه الأمور، حاولوا تخريبها بشتى الطرق، فجعل الله كيدهم فى نحورهم، كنا الأكثر وضوحا والأسرع تحركا والأقوى قرارا بشأن القضية الفلسطينية، لم ولن نرضخ على حساب عروبتنا.. رفضنا فكرة التهجير التى كانوا يحلمون بها منذ زمن بعيد، وكان القول الفصل بأن حدودنا وأرضنا خط أحمر، لن نسمح بتجاوزه أو حل مشكلة على حسابنا.. فَهٍم العالم كله من خلالنا أبعاد القضية وأغراض العدو الصهيونى، تحركنا فى الاتجاه الدولى الصحيح، وفى نفس الوقت تحرك الشعب فى كل ميادين المحروسة ليتضامن مع الشقيقة فلسطين ويرفض عدوانا غاشما لا يفرق بين نساء وأطفال، بين مدنيين عزل ومرضى فى مستشفيات، حركه الوازع الدينى والقومية العربية، فكان هتافا صادقا، وصل إلى أعماق المسجد الأقصى.. أما اليوم يا صديقى فالإشارة تغنى عن العبارة والتلميح يغنى عن التصريح، رسائل من قلب الجيش الثالث الميدانى إلى العالم وشعب مصر الأبى، مفادها: لا تجعل أوهام القوة تدفعك أن تأخذ قرارا غير مدروس، لتقول بعدها القرار جاء وقت الغضب، أو لحظة حماسة.. ولا نامت أعين الجبناء.