بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: الحرب السيبرانية

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

حدث ما توقعته، وما تنبأت به في مقالات سابقة، حينما كتبت عن الحروب الخفية وأسلحة الدمار الشامل الجديدة، والأسلحة الفتاكة التي لم تعرفها البشرية من قبل، والتي لم تُستخدم إلا مؤخرا ، وظهرت ومارستها بعض البلدان على غرار سلاح "الكيمتريل" الذي يعمل على توظيف وتسخير بعض الظواهر الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والعواصف والرياح والأعاصير .. الخ .

أو عن طريق الحرب السيبرانية ، وهى حرب افتراضية أسلحتها رقمية، والجنود يجلسون أمام الكمبيوتر لاختراق شبكات الإنترنت الأجنبية دون أن يلاحظها أحد وتتلاعب بالبنى التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء أو الاتصالات .

 وقد ظهر ذلك واضحا وجليا أمام أعين الجميع من خلال العملية التي قام بها رجال المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الجاري، حيث تمكنوا من اختراق  كل مستعمرات ومستوطنات غلاف غزة، واختراق الجدار الذي أقامته إسرائيل في سنوات وصرفت عليه المليارات ، ودعمته بكافة أنواع الأسلحة التقليدية أو غير التقليدية، وهو ما تسمى بالأسلحة الإلكترونية الحديثة القائمة على أحدث نظم للتنصت والرصد والمتابعة،  لكشف أي تحرك على أي مستوى على مسافة 30 كم، وقد استطاع رجال المقاومة بالعلم والدراسة أن يشلوا هذا النظام ويبطلوه، حتى فوجئ الإسرائيليون بأن الفلسطينيين فوق رؤوسهم في جزء من الثانية، وهى مفاجأة أذهلتهم وشلت قدراتهم وتفكيرهم .

وأعتقد أن هذا الإنجاز الكبير سوف يُدرس في الأكاديميات العسكرية على مدى السنوات القادمة، لأنه أولا يعد حدثا عسكريا وعلميا فذا وخطيرا ، وثانيا إنه يعتبر أول حرب سيبرانية في التاريخ الحديث، تم شنها بأيدٍ عربية، وهذا ما سوف يذكره التاريخ ويكتبه بأحرف من النور .

 وهذه الحرب السيبرانية ، جعلت إسرائيل في حالة هلع وذعر حقيقي ، وأصابت أمريكا بجنون ، لأنها هي التي أقامت هذا النظام الحديدي، وكانت مطمئنة تماما إنه يحمى إسرائيل من أي أخطار أيا كانت، ولكنها فوجئت بأن هناك الجديد في العلم والتكنولوجيا، وهناك الجديد في أساليب الحرب السيبرانية، وأن النظام الذي تم الإنفاق والصرف عليه مليارات من الدولارات قد انتهى إلى لا شيء وإلى خبر كان، وهو الأمر الخفي الذي قد لا يعلمه الكثيرون أنه هو الذي دفع الإدارة الأمريكية، بإرسال حاملة الطائرات الأمريكية بسرعة خارقة لتقف أمام السواحل الإسرائيلية بعد أقل من 24  ساعة من وقوع الأحداث التي بدأت  يوم 7 أكتوبر 2023 ..

 لماذا ؟

لأن حاملة الطائرات الأمريكية تحمل داخلها أحدث أجهزة للحماية والرقابة والرصد والتنصت والمتابعة و مرتبطة بقمر صناعي سليم ويعمل على مسافة ومساحة 100 كم أي أكثر من ٣ أضعاف النظام الذي كان يحمي الحدود الإسرائيلية.

فالنظام الأمريكي الجديد الموجود في حاملة الطائرات الأمريكية يرصد دبة النملة على مساحة ومسافة 100 كم، وهو الأمر الذي يبين أهمية الحرب السيبرانية التي تجري الآن باعتبارها الحرب الأولى من نوعها في تاريخ البشرية، تمت مرحلتها الأولى بنجاح في 7 أكتوبر الماضي، وتتم الآن المرحلة الثانية من خلال تواجد حاملة الطائرات الأمريكية وهي مستمرة، وقد ندخل إلى مرحلة ثالثة ورابعة، وهذا أمر وارد وبشدة .

فنحن إزاء لحظات يُصنع فيها التاريخ، ونشهد فيها أول مواجهة من نوعها قد تتطور، وهذا هو الأرجح خلال الأيام القليلة القادمة، إلى حرب إقليمية كبرى، لو استمرت الأمور على الوتيرة الحالية، وهذه الحرب الإقليمية الكبرى قد تأخذنا نحو حرب عالمية ثالثة، وفي هذه الحالة، قد تدخل البشرية نفقا مظلما غير مسبوق.

أيا كان الأمر، نحن نعيش لحظة تاريخية ، نشهد فيها ميلاد جديد لنوعية جديدة تماما من الحروب، والتي لم تعرفها البشرية من قبل ، وهى الحروب الإلكترونية أو الحروب السيبرانية، والتي سوف تكون هي سمة الحروب في القرن الواحد والعشرين .

 

 إنها لحظات نادرة بالفعل، ربما نكون من الأجيال المحظوظة التي تعيش هذه اللحظات ، ليس بحكم إنها معركة فريدة من نوعها، أو أنها معركة أولى من نوعها فقط ، وإنما أيضا لأننا نشهد ملحمة وطنية مصرية عربية، تقاتل دفاعا عن الوطن والعِرض وتتمسك بأرضنا وسيادتنا الوطنية وترفض التفريط في حبة رمل واحدة .

تحيا مصر .. وعاش الجيش المصرى

وإنا لمنتصرون بإذن الله.

[email protected]