نجيب سرور.. رائد الشعر الذي توفي في مستشفى الأمراض العقلية

 نجيب سرور
نجيب سرور

تحل اليوم الثلاثاء 24 أكتوبر ذكرى وفاة الشاعر نجيب سرور الذي يعد من أشهر شعراء مصر في فترة السبعينيات من القرن الماضي.

ولد نجيب سرور في أول يونيو عام 1932 في قرية أخطاب التابعة لأجا دقهلية، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية الحقوق التي تركها قبل التخرج بقليل ليلتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1956. 

وكانت حياة البؤس والحرمان واضطهاد بقايا الإقطاعية للفلاحين البسطاء التي شهدها نجيب سرور في سنوات طفولته وصباه قد تركت بذورًا ثورية في نفسه حتى إنه سجل هذه الذكريات في قصيدته «الحذاء» عام 1956 مستلهما مشهدًا تعرض فيه أبوه أمامه وهو طفل للمهانة والضرب من عمدة القرية الذي سماه الإله.

اشتهر نجيب سرور بحبه للأدب والفلسفة وشغفه بالقراءة وكتابته للشعر بالعربية الفصحى ورغبته الدائمة بمخاطبة الناس عبر المسرح وكان التمثيل فى نظره أداة التعبير الأكثر وصولاً للناس.

أصدر نجيب سرور طوال حياته عدة دواوين شعرية نذكر منها: "لزوم ما لا يلزم" التى كتبها في المجر وصدرت عام 1975، وديوان "الأميات"، و"بروتوكولات حكماء ريش"، و"رباعيات نجيب سرور"، وديوانا "الطوفان" و"فارس آخر زمن"، كتب نجيب سرور ما بين 1969 و1974 قصائد هجائية فى قالب الرباعيات، فصدرت له مجموعة " الأميات".

وفى عام 1978م صدرت له "بروتوكولات حكماء ريش" وهي عبارة عن أشعار ومشاهد مسرحية و"رباعيات نجيب سرور" التي كان قد كتبها بين عامى 1974 و1975م، واستمر إنتاج نجيب سرور حتى وفاته فقد كتب ديوان "الطوفان الكبير" وديوان " فارس آخر زمن "عام 1978 لكنهما لم ينشرا حتى صدرت أعماله الكاملة لأول مرة عام 1997.

وتعد الأغنية الشعبية هي الركيزة لأعمال سرور المسرحية، ولا سيّما ثلاثيته: "ياسين وبهية" عام 1964، و"آه يا ليل يا قمر" عام 1966م، و"قولوا لعين الشمس" عام 1972، واستطاع سرور أن يحقق التلاؤم بين الأصل الشعبى للأغنية وبين قضايا العصر.

كما كتب نجيب سرور مسرحية "يا بهية وخبرينى" عام 1967 بإخراج كرم مطاوع ثم "آلو يا مصر" وهى مسرحية نثرية، كتبت فى القاهرة عام 1968 و"ميرامار" وهى دراما نثرية مقتبسة عن رواية نجيب محفوظ المعروفة من إخراجه عام 1968. استمر تألق نجم نجيب سرور مع هذه الأعمال التى نشرت معظمها كتبًا فى طفرة الصعود فى السبعينات.

وكانت نهاية الشاعر نجيب سرور حزينة حيث توفي عام 78 عن 47 عاما داخل مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية بعد معاناة كثيرة في الحياة والسياسة لكتابته قصيدة "أميات"، وكان قد كتب في إحدى قصائده يقول: "أنا عارف إني هموت في عمر الورد"، ولم يكن يتوقع أن الموت سيكون في مستشفى الأمراض العقلية.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم