نقيب الصحفيين الفلسطينيين لـ «الأخبار»: موقف الرئيس السيسي الحاسم أوقف مخطط ترحيل أهالي غزة

ناصر أبوبكر - نقيب الصحفيين الفلسطينيين
ناصر أبوبكر - نقيب الصحفيين الفلسطينيين

أشاد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبوبكر بكلمة الرئيس السيسي فى قمة القاهرة للسلام، وتأكيداته رفض ترحيل الفلسطينيين الذى اعتبره خطا أحمر، وأكد أبو بكر أن موقف مصر الحازم كان له ألف حساب فى إسرائيل ، وأنه أجهض مشروع ترحيل الفلسطينيين .

وأشار فى حوار مع «الأخبار» إلى أن مركز توثيق لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينية رصد استشهاد 18 صحفيا، وإصابة العشرات، فضلا عن تدمير 50 مؤسسة إعلامية، وتوقف 22 إذاعة عن العمل ، كما فقد عشرات الصحفيين منازلهم وعائلاتهم، وهناك 3 صحفيين مصيرهم مجهول.

وأوضح أن الأجواء التى يعمل فيها الصحفيون الفلسطينيون لا يمكن تخيلها منذ 16 يوما تحت  قصف الطائرات التى لا ترحم، حتى إن بعضهم لجأوا إلى مستشفيات وكنائس  باعتبارها آمنة لكنها تعرضت للقصف.

وتابع: أن أوضاع الصحفيين النفسية صعبة، لأنهم ينقلون صورا مرعبة وتهز الأبدان، حتى إن عددا منهم نقلوا خبر استشهاد أبنائهم وعائلاتهم وأمهاتهم، فى سابقة هى الأولى من نوعها.

رصدنا استشهاد 18 صحفيًا وتدمير 50 مؤسسة إعلامية وتوقف 22 إذاعة عن العمل 

نحن أصحاب حق.. معنوياتنا مرتفعة رغم المشهد المأساوى.. وسننتصر

كيف ترى الموقف المصرى فى دعم القضية الفلسطينية ؟
هذا موقف تاريخى لمصر وشعبها، وفلسطين تعتبر أن سندها الأساسي العمود الفقرى للأمة العربية هى مصر، وإذا كان موقف القاهرة قويا نكون نحن أقوياء، والموقف الذى عبر عنه الرئيس السيسى وكل مؤسسات وأركان الدولة المصرية والشعب المصرى الذى خرج إلى الشارع، يُعد دعما كبيرا للشعب الفلسطينى.

كما أن رفض مخطط التهجير بطريقة حاسمة حازمة من قبل الرئيس ومصر أوقف وأفشل مخطط الاحتلال بترحيل أهالي غزة من أرض وطنهم.

نحن نعول ونثق أن هذا الموقف سيستمر لتعزيز صمود ونضال شعبنا من أجل الحرية والاستقلال.

مصر تقود جهودا دبلوماسية كبيرة للدفاع عن القضية ..كيف ترى ذلك؟
هناك تنسيق هائل ومتواصل بين الرئيس السيسى والرئيس محمود عباس ، وكل مؤسسات دولة فلسطين مع مؤسسات الدولة المصرية على كل الصعد ،هذا الجهد منسق تماما مع القيادة الفلسطينية من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وقرارات مصر وكلمة الرئيس السيسى فى قمة القاهرة للسلام كانت حاسمة، برفض ترحيل الفلسطينيين وإبلاغه العالم ودولة الاحتلال بموقف مصر الحازم كان له ألف حساب فى دولة إسرائيل ، وأفشل مخطط ترحيل الفلسطينيين.

كيف ترى انحياز وسائل التواصل مثل الفيس بوك ..وتغطية وسائل الإعلام العالمية ؟
هناك عدد من المؤسسات الإعلامية وعدد من الصحفيين انحازوا لرواية التضليل الاحتلالية ، بعضهم عدل من روايته واعتذر عنها لكنه لم يعرض الحقيقة بعدها. زعمت «سى إن إن» أن هناك قتل أطفال وتقطيع رءوس أطفال إسرائيليين، ثم اعتذرت عن هذا الموضوع وقالت: تم تضليلنا، لكنها لم توضح بالمقابل أن الذين يتعرضون للقتل هم الأطفال الفلسطينيون.

إننا نريد طرح الحقيقة كل الحقيقة على العالم. نريد الموضوعية والنقل بشفافية وحيادية والالتزام بعايير أخلاقيات المهنة التى يدعى الجميع الالتزام بها ،عندما يتعلق الموضوع بفلسطين يصبح هناك انحياز، وهذا الانحياز يجب أن يتوقف، لكن نحن كوسائل إعلام وكصحفيين عرب وليس فقط كفلسطينيين ، يجب أن نتابع ونرسل لهذه المؤسسات أين أخطأت.

كيف ستواجهون حملات التضليل ؟
أنشأنا منصات تحقق وتعاقدنا مع مؤسسات للتحقق فى الوطن العربي وفلسطين من أجل مواكبة إرسال كل المواد المضللة لهم وإرسال الحقيقة بالمقابل لهم لكى يقولوا إن أحدا لم يزودنا بالحقيقة، نحن نتابع ونواصل العمل مع فريق كبير وكلنا ثقة في أن هذه الرواية بالتأكيد ستتعدل إلى الحقيقة لأن استمرار الانحياز هو استمرار انحياز للإجرام والقتل بحق الشعب الفلسطينى وهذا يجب أن يتوقف.

أخلاقيات الصحفيين ترفض القتل كمبدأ عام وبالتالى يجب رفض قتل الفلسطينيين والصحفيين الفلسطينيين وكل الشعب الفلسطينى من هذه الحرب والإبادة الجماعية التى يتعرض لها.

ماذا عن البيئة التى يعمل فيها الصحفيون الفلسطينيون وكيف يتم حمايتهم ؟
الأجواء التى يعملون فيها لا يمكن تخيلها منذ 16 يوما تحت قصف الطائرات التى لا ترحم هيلكوبتر ،أباتشى إف 16 ،إف 35 ، طائرات مسيّرة انتحارية ، بالإضافة إلى ذلك بارجات بحرية تقصف ومدافع من الحدود تقصف ،العمل تحت النار ، تحت الحرب، لجأوا إلى بعض المستشفيات باعتبارها آمنة قُصفت، لجأوا إلى الكنائس قُصفت.

الصحفيون الفلسطينيون لا يعملون من مكاتبهم من المستشفيات أو أى مكان آمن لكن تحت القصف ،لا يوجد إنترنت ولا كهرباء ولا غذاء، حالة من الرعب هم بشر يرون الجثث، وأوضاعهم النفسية صعبة ينقلون صورا مرعبة وتهز الأبدان، ينقلون عن شعبهم وأقربائهم ،هناك صحفيون نقلوا خبر استشهاد أبنائهم وعائلاتهم وأمهاتهم هذه سابقة هى الأولى من نوعها أن يكون الصحفى على الهواء ويأتيه خبر استشهاد عائلته أو يكون يصور ويكتشف أن من يصوره من عائلته؛ ابنه أو والدته أو أخته ، هذه لم تحدث إلا فى فلسطين.

كيف ترى محاولات تصفية القضية الفلسطينية ونقل الشعب الفلسطينى إلى سيناء ؟
هذا المشروع منذ قبل قيام دول الاحتلال وهم يحاولون تهجير الشعب الفلسطينى هجروا 750 ألفا عام 1948 ،اليوم سبعة ملايين ونصف المليون ، الشعب الفلسطينى كان مليونا ونصف المليون ، اليوم 15 مليونا ، بالتالى الشعب الفلسطينى سيبقى صامدا فى أرضه، لن تنفع معه كل محاولات التهجير والترحيل من أرضه ووطنه.

رغم كل هذا المشهد المأساوى معنويات الناس مرتفعة ، مؤمنون أنهم سينتصرون إذا لم يكن فى هذه الجولة فإن الجولات القادمة بالتأكيد ستكون ، هذا ما يعبر عنه الشعب الفلسطينى أننا أصحاب حق وسنبقى نناضل من أجل حريتنا واستقلالنا كباقى الشعوب وهذا حق إنسانى لكل الفلسطينيين لأن يكونوا أحرارا فى وطنهم ويقيمون دولتهم على أرض وطنهم.

كيف تقيم الموقف الدولى من العدوان؟
هناك بعض الدول مرعوبة من الولايات المتحدة الأمريكية القوة الظالمة الغاشمة التى تهدد الجميع إما أن تتخذوا هذا الموقف أو نقوم ضدكم بإجراءات ،لكن الشعوب بالتأكيد قادرة على أن تضغط على حكوماتها.

كل حملات التضليل التى تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلى تريد أن تبقى حكومات الدول الغربية وبعض الدول الأخرى مع الاحتلال بعيدة عن أى مواقف شعبية فى هذه الدول، مثلا بالأمس مسيرات عشرات الآلاف فى بروكسل ضد مواقف الاتحاد الأوروبى وبعض دول الاتحاد الأوروبى ودولة بلجيكا ،هذا مهم جدا لأن الدولة تأخد بعين الاعتبار مواقف شعبها ، لذلك دولة الاحتلال لا تريد للرأى العام أن يتأثر بحقيقة ما يجرى داخل فلسطين وتحاول التضليل للرأى العام لكى لا يضغط على حكومته لتتراجع عن مواقفها الداعمة للقتل والإجرام ولحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطينى.

اليوم الموقف الشعبى يتغير في أوروبا وفى الولايات المتحدة ، ففى دول عديدة بدأت الشوارع تصحو من الضربة الكبيرة التى وجهها الإعلام الإسرائيلى وأغرقهم بالتضليل بدأت الشعوب تصحو وترى الحقيقة وتعبر عن رفضها للإجرام بحق الشعب الفلسطينى، لذلك نرى خروج الملايين فى كل شوارع العالم وفى كل العواصم العالمية ،والعرب كلهم خرجوا فى كل الدول العربية ، الرأى العام سيحدث التغيير بالتأكيد لصالح الشعب الفلسطينى قريبا.

ماذا عن تغطية وسائل الإعلام العربية ؟
تغطية وسائل الإعلام العربية ممتازة ، نحن نتلقى اتصالات يوميا أنا وفريق العمل من مئات وسائل الإعلام العربية لا نلاحق على الرد، نحن أنشأنا مجموعة على الواتساب للصحفيين الفلسطينيين لتوثيق الجرائم وأدخلنا فيها الصحفيين العرب ومؤسسات صحفية عربية ونلاحظ الاهتمام والمتابعة ونشر الأخبار، بصراحة الموقف الإعلامى العربى والصحفيين العرب موقف نفتخر ونعتز به، خاصة فى مصر أكثر بلد عربى وسائل إعلامها تتواصل معنا هى مصر وهذا طبيعى هى أكبر دولة عربية وهى الأقرب إلى فلسطين .

ما أبرز ما رصدتموه من جرائم وانتهاكات ؟
لدينا مركز توثيق لجنة الحريات بنقابة الصحفيين تتابع أولاً بأول، تم رصد استشهاد 18 صحفيا، وإصابة العشرات ودمرت 50مؤسسة إعلامية وتوقفت 22 إذاعة عن العمل، وفقد عشرات الصحفيين منازلهم وعدد من الصحفيين فقدوا عائلاتهم، وهناك 3 صحفيين مصيرهم مجهول ولا نعرف ماذا حدث لهم حتى الآن.

ماهى الرسالة التى توجهها للمواطن العربى ؟
أن تستمر التحركات الشعبية فى كل مكان فى العواصم العربية، هذا مهم جدا لدعم صمود الشعب الفلسطينى والتفاف العرب حول القضية الفلسطينية بالتأكيد يحسب له مليون حساب فى إسرائيل، ويجب أن يبقى الشارع العربى دائما يوميا متواصلا فى كل فعالياته ضد هذا الإجرام وحرب الإبادة الجماعية وندعو كل وسائل الإعلام إلى مواصلة كثافة تغطيتها الإعلامية لما يتعرض له الشعب الفلسطينى.

ماذا عن موقف الاتحاد الدولى للصحفيين؟
موقفهم ممتاز نحن نشيد به يتواصلون معنا ،هم يقفون مع العدالة ونحن واثقون أنهم سيبقون واقفين مع العدالة.

هل نرى وفدا من الصحفيين العرب فى غزة ؟
اتفقنا على ذلك بأول فرصة ممكنة، نقابة الصحفيين المصريين هى من تنسق هذه الزيارة مع الدولة المصرية لأن فى ظروف الحرب يجب أن يكون هناك تنسيق، ليس زيارة عادية فى ظروف عادية، إنما ظروف حرب، ستكون زيارة مهمة لعدد كبير من الصحفيين العرب إلى قطاع غزة فور إتاحة الفرصة الممكنة نحن حريصون على حياة كل الصحفيين ليستمروا بدورهم وأداء رسالتهم.