الاحتلال يواصل وحشيته ويكثف غاراته

أهالي غزة يدفنون شهداءهم في مقابر جماعية.. وطابور من الجثامين ينتظر

رضيعة من بين شهداء القصف على جباليا
رضيعة من بين شهداء القصف على جباليا

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، لليوم الـ ١٧ على التوالى، عدوانه الوحشى على قطاع غزة بوتيرة لا هوادة فيها ليرتفع عدد شهداء الغارات، بحسب وزارة الصحة، إلى 4741 شهيداً و15898 مصاباً.. وذكرت الوزارة فى بيان صحفى أن نسبة الشهداء من الأطفال والسيدات والمسنين وصلت إلى نحو 70%، وبلغ عدد الشهداء من الأطفال من الحصيلة الإجمالية فى قطاع غزة والضفة الغربية 1903 أطفال، فيما وصل عدد الشهيدات إلى 1024 سيدة، وعدد الشهداء من المسنين إلى 187.

وكثف طيران الاحتلال غاراته على أنحاء القطاع خلال ساعات الليل، وأعلنت حركة حماس، أمس استشهاد أكثر من 60 شخصا خلال غارات جوية إسرائيلية ليلا على غزة. وفى جباليا، قال الدفاع المدنى إن فرقه انتشلت 30 شهيدا معظمهم أطفال ونساء من تحت المبانى المقصوفة فى المخيم إضافة الى عشرات الجرحى.

وقصفت طائرات الاحتلال عدداً من المنازل على رءوس ساكنيها فى محيط منطقة الترنس ومسجد الألباني وسط مخيم جباليا شمال القطاع مما أدى لوقوع العدد الكبير من الشهداء والجرحى. وتواصل القصف فى بيت لاهيا شمال غزة وفى النصيرات والبريج بالمحافظة الوسطى وخان يونس.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلى أنه هاجم فى الليلة الأخيرة، أكثر من 320 هدفا فى كل أنحاء قطاع غزة، زاعما أن الأهداف المدنية التى دمرها كانت «أنفاقا وعشرات مقرات العمليات والمجمعات العسكرية ونقاط المراقبة التى تستخدمها حماس».

كما أعلن الاحتلال عزمه تكثيف ضرباته ضد غزة استعدادا للمرحلة المقبلة من هجومه على القطاع، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى الجنرال دانييل هاجاري: «علينا أن ندخل المرحلة التالية من الحرب فى أفضل ظروف ممكنة وسنكثف الضربات ونقلل حجم الخطر».

يأتى ذلك، وسط دعوات متكررة يطلقها الجيش الإسرائيلى لسكان شمال غزة للتوجه جنوبا، رغم أن القوات الإسرائيلية تشن غارات ضارية جنوب القطاع أيضا.

فى غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة أن جميع مستشفيات غزة تلقت تحذيرات من إسرائيل.

وقال المتحدث أشرف القدرة: «جميع مستشفيات قطاع غزة تلقت تحذيرات من الاحتلال، وهناك مخاوف من ارتكاب الاحتلال مجزرة أكبر من مستشفى المعمدانى». وأعلنت الوزارة فى وقت سابق، أن ما لا يقل عن 10 مستشفيات خرجت من الخدمة بسبب القصف الإسرائيلى ونقص الوقود.

وأفادت بأن إجمالى المؤسسات الطبية بمختلف أنواعها التى توقفت عن الخدمة نتيجة لتعرضها للقصف الإسرائيلى بلغ 29 مؤسسة. والأسبوع الماضى، استهدفت طائرات الجيش الإسرائيلى مستشفى «المعمدانى» فى وسط مدينة غزة، مخلفة 500 قتيل على الأقل وعشرات الجرحى فى مجزرة جديدة.. وكشفت تقارير محلية أن أهالى غزة يلجأون لدفن شهدائهم فى مقابر جماعية لكثرة أعدادهم بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أسبوعين. وبحسب أحد المتطوعين فى تكفين ودفن الموتى يدفن المتطوعون أكثر من ١٢٠ شهيدا يوميا، فيما يوجد بالمستشفيات عشرات من جثامين الشهداء الأخرى التى تنتظر دورها فى الدفن.

ومن جانب آخر، كشفت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل لاجئى فلسطين «الأونروا» تمارا الرفاعى، عن قرار الوكالة بتعليق خدماتها التعليمية والصحية فى الضفة، وفى قطاع غزة، وقالت: «نحن فى نزاع مسلح، وفى الحرب لا نستطيع إبقاء المدارس والخدمات الصحية بنفس الطريقة التى نعمل بها، بالإضافة إلى أن معظم مدارس الوكالة مجهزة لتتحول إلى ملاجئ».

وفى رام الله بالضفة الغربية، قال رئيس الوزراء محمد أشتية، إن سعينا للحرية والاستقلال وإقامة دولتنا لن يتوقف وصمودنا على أرضنا لن تخلخله جرائم المستعمرين.. وأضاف رئيس الوزراء فى كلمته بمستهل جلسة الحكومة فى مدينة رام الله أمس، أن شبح الموت يهدد آلاف الأطفال والمرضى فى المستشفيات التى شارف الوقود فيها على الانتهاء مع استمرار قطع التيار الكهربائى والماء والدواء والطعام عن أهلنا هناك، لليوم السابع عشر، فى ظل المجازر التى يتعرض لها أهلنا فى قطاع غزة على أيدى ماكينة القتل والإجرام الإسرائيلية.. وأشار إلى أن ما يتردد على لسان قادة دولة الاحتلال من تحضير لاجتياح برى، يعنى الاستمرار فى ارتكاب جرائم جديدة وفظائع وتهجير قسرى وقتل من أجل القتل والانتقام.