عاجل جدا

خيركم من تعلّم وعلّم

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

مبادرة فريدة نظمتها مستشفى 57357، لتبادل الخبرات بين الباحثين.. الجديد والفريد فى هذه المبادرة، أن تبادل الخبرات لم يكن -كما اعتدنا- بين الشباب والكبار، بل بين الشباب والشباب، بين شباب «بيحلم»، وشباب بدأ تحقيق حلمه شباب يبحث عن فرصة، وشباب وضعوا أقدامهم على اول الطريق، وبدأوا رحلة الإنجاز شباب لديهم الموهبة، وينقصهم التشجيع وجرأة المخاطرة . المبادرة أو المنتدى جمع بين الشباب من الطلاب والخريجين، وبين شباب الباحثين الذين سبقوهم فى العمل والنجاح فى كل مجالات البحث العلمى، سواء داخل مصر أوخارجها، وحضره أكثر من 200 طالب وخريج، وشارك فيه من المتحدثين 25 باحث يعملون داخل مصر وخارجها، ليتحدثوا من واقع تجاربهم .
الشباب الصغار فتحوا قلوبهم، وأطلقوا أسئلتهم بلا حرج، تحدثوا عن أحلام العمل، وشغف السفر للخارج، وطموحات النجاح، وتحدثوا بلا تردد عن تجارب الفشل التى واجهتهم، وحيرتهم فى تحديد نقطة البداية، و اختيار «الكاريير» أو مجال العمل. وكشفوا قلقهم على المستقبل، وصعوبة التحديات، وقلة الفرص، وتساءلوا عن مقومات النجاح، واستمعوا لتجارب شباب الباحثين الناجحين، وقصصهم الملهمة، والتحديات التى واجهتهم، والحلول التى اعتمدوا عليها فى رحلتهم العلمية. وكان من اجمل ما قاله د.شريف ابو النجا فى استقباله لشباب المنتدى، إننا فى 57357 لا نستأثر بالعلم لأنفسنا بل نحرص على نقله للآخرين، فخيركم من تعلم العلم وعلمه- كما قال رسولنا الكريم -، وهذه هى رسالتنا، نصحهم أيضا بتحديد الهدف والمخاطرة من أجل تحقيقه، وتغيير التفكير النمطى، ليس بالهرب خارج الصندوق، بل بتهيئة الصندوق ليناسب طموحاتنا، وهذا ما فعلته 57357 حينما كانت رائدة فى تطبيق أفكار جديدة داخل مستشفى مثل البحث العلمى، وغيره . أما الباحث الشاب د.محمد هلول، منسق المؤتمر، والذى يدرس الدكتوراه حاليا بجامعة نيوفيرسي بأمريكا، فتحدث مع الشباب بلغتهم، عن الأخطاء التى وقع فيها فى بداية حياته قبل عمله بمستشفى 57357، ثم سفره لأمريكا، حدثهم عن أهمية تحديد الأهداف، «عملى فى البحث العلمى بمستشفى 57357 وأمريكا، علمنى إنى لازم قبل أى خطوة أعرف بعملها ليه، و هدفى منها ايه؟ علمنى أهمية التفكير العلمى، فى كل حاجة فى حياتى حتى فى الكلام، « يعنى لازم أدرس أى موضوع بكل جوانبه قبل الحديث فيه، علشان أعرف امتى أتكلم، ولما أتكلم هقول ايه؟»
وتناول المتحدثون أيضا 3 مخاطر تهدد الشباب، وهى الكسل و الإحباط والسوشيال ميديا، كأخطر أعداء تستنزف الوقت، وتدمر الطموح، وان أكبر خطأ يقع فيه الشباب أنه ينتظر من يأخذ بيده، ويوجهه، ويقدم له الفرصة،وهذا الانتظار يهدر الوقت، فالشاب يجب أن يبحث عن الفرص بنفسه، ويشتغل على نفسه، ليستكمل ما ينقصه، حتى يصبح مؤهلا للفوز بالفرصة».. جلسات المنتدى ناقشت كل المشكلات، وخصصت جلسات لتعريف الشباب الصغار بفرص العمل وفرص الدراسة داخل وخارج مصر، وكيفية البحث عن المنح الدراسية والتقدم لها، وكيفية التأهل للسفر،كل ذلك من واقع تجارب المتحدثين الخاصة، فكان تأثير الجلسات رائعا ومؤثرا على الطلاب وحديثى التخرج.. حتى الجانب العملى كان متاحا فى المنتدى، من خلال ورش عمل قدمتها بعض الشركات المتخصصة لتدريب الشباب على التقدم للوظائف والمنح، وكيفية اختيار مجال العمل، وكتابة السيرة الذاتية،واجتياز المقابلات الشخصية، وجلسات أخرى عن أهمية تعلم اللغات، وكيفية إعداد أنفسهم لامتحانات اللغات المؤهلة للسفر والمنح.. وكانت مفاجأة المبادرة تقديم 20 منحة من مؤسسة المانية مصرية لحضور برنامج تدريبى لتأهيل الطلاب الراغبين فى السفر للخارج.. وحتى تستمر المبادرة، ويمتد التواصل، ختم المنتدى أعماله بتشكيل مجموعة تواصل من كل المشاركين لاستمرار التواصل فى نقل التجارب والارشاد والتوجيه.. فكرة المنتدى رائعة تستحق التحية لإدارة التعليم المستمر والتطوير بمستشفى 57357، برئاسة د.منال زمزم،وفريق الشباب الذى يعمل معها ويجتهد فى تنظيم هذه المؤتمرات القائمة على فكرة دعم التواصل ونقل الخبرة، وتشجيع الشباب وفتح الأفاق أمامهم لتمكينهم من الفوز بفرص الدراسة والعمل داخل وخارج مصر.