«ي​ا غـَزّتي .. يا عِـزّتي» قصيدة للشاعر أحمد محمود الحجازي

الشاعر أحمد محمود الحجازي
الشاعر أحمد محمود الحجازي

ماذا تبقـــي في البِـِـلَي ربـــــاهُ؟   

خطـــــبي عظيمٌ ، كيف تكــفي الآهُ؟         

 

يا نكبتي و فجــيعتي ، يا حرقتي  

في غــــزتي .. ألمي .. أكــــــــاد أراهُ 

 

في غزة الغراء ألف مصـــــيبةٍ 

كـَرِه القصيد لوصفها مســــــــعاهُ

 

من أين يبدأ شــــاعرٌ خُطـُــواتِه 

والموقف المشــهود قد أعماه ..!؟  

 

ســاد الظلام علي الربـــوع كأنه

ســــيلٌ أتـــــي غـَـرِق الـــذي يلقاه 

 

منعوا الغـذاء من المعابر كلــها

ومَن الذي منه الغذاءُ ؟! ــ اللــــــهُ 

 

هل حاصـروها كي يُـذَل رجالها؟   

فالكـــل موصــــــــــول بمن يرعـاه 

 

يدعون في سـَـحَـر الليالي ربهم   

ومن ابتغي مِـــــــــــــن ربِّهِ نجـَّـاه

 

مسرى النبي محمدٍ هو عـــــزنا     

والروح والولــــدُ الحبيبُ فـِـــــــدَاه 

 

يا غزة الغــــــــــراء أنـت ديارنا   

إنْ تصبري فالفجـــــــــر لاح سناه

 

نار اليهود برأسها ، وبصـدرها ،  

وبحقلها ، والكلُّ أســـــــــــكت فاه

 

انظر لأشلاءٍ بها فرشــت كــــــــــ

ـأوراق الخــــريف تســاقطت أدناه                   

 

انظـر دمًا متدفقًـــــــــــا فكأنــما  

تجري علي أرض اليبــاس ميـــاهُ 

 

حمراءُ يكتب لونها عن عارنــــا    

في كل يــــــــــــوم لا يخفُّ أسـاه 

 

الطفل يصرخ:والدي.. يا والدي     

لم يـــدر أن الموت هَـــــــدَّ أباه

 

حتى إذا يئس الصـــــغير ببحثه   

خــــــــارت علي تلك الدمــاء قـُواه 

 

لولا العقيدة في كوامنه نَـمَــــتْ:  

" النصر لي إنْ عشتُ ليس سواه " 

 

في عينه أَلـَقٌ أخـــــــــافَ عدوَّه  

فكأنمــــــــــا تـــــرمي لظـًى عيناهُ

 

انظر إليه إذا يَجِدُّ بســــــــــــيره   

نحو الجنود القابعين تــــــــــراه

 

يـنكبُّ يجمع في الحجارة يبتغـي     

قتل العـــــــــــــــدو بـنِـبْـلــِــــه وحصـــــــاه        

 

ما إن توجّه للجنـــــــود عشــيةً  

حتى رأيتُ المـوت بعدُ   أتـــــــــاه

 

يا قاتلين صـــــغيرنا من جبنـكم   

هذا الممات بعــــــــــــزةٍ  نهـــــواهُ

 

لكن أبَــيْـنا الذل يسحقـنا كمــــا    

سحق الكثـــــــير بدون داع ٍ تاهوا

 

جعلوا المحافل ردهم في حربهم     

والصوت يخـفُتُ في الحروب صداه

 

يا همة العرب الضعيفـــــة إنـما     

عــار إذا بلغ الخنــــــــوع مـــــداه  

 

لا شيء يردعهم سوي سيل الصـــــ

ــــــواريخ الذي صهر اليهودَ  لظـاه

 

سِدْرُوتُ   لم ينعم يهوديٌّ  بــها  

هـــذا قلـــــــيلٌ قدمَـتـْـــــــــه يـداه

 

قالوا السلام وهل ســـلامٌ مثلما   

وصفوا لنا هو أن تــَــذِل جبـــــاهُ ..؟!

 

يا غزتي يا عزتي لا انحنـــــي     

حتى ينـــــــــــــــال القلبُ كلَّ مناه