ظلال

د. حسن أبو طالب يكتب .. الزيت الأحمر.. من ماليزيا إلى مصر

د. حسن أبو طالب
د. حسن أبو طالب

استطاعت ماليزيا، جنوبي شرق آسيا، أن تقطف ثمار نجاح مذهل في مجال زراعة النخيل وإنتاج زيوتها. وبفضل هذه الصناعة الزراعية الرائدة، ازداد اقتصاد ماليزيا تنوعًا واستدامة، وأصبحت ماليزيا واحدة من اللاعبين الرئيسيين على الساحة العالمية في مجال إنتاج زيوت النخيل.

بذلت ماليزيا جهدًا كبيرًا لضمان استدامة استخراج زيوت النخيل، حيث تم تطوير تقنيات زراعة النخيل لتحسين الإنتاجية والاستدامة البيئية. وقد قامت الدولة بفرض معايير صارمة في مجال حفظ البيئة واستخدام الموارد المائية بكفاءة.

بات زيت النخيل، المعروف أيضًا بالزيت الأحمر، جزءًا لا غنى عنه في العديد من منتجات الاستهلاك والصناعة. حيث يستخدم في تحضير الأطعمة، وفي صناعة منتجات التجميل والعناية بالبشرة، وحتى في إنتاج الوقود الحيوي. ويوفر هذا القطاع فرص عمل للعديد من المزارعين والعاملين في مصانع استخراج الزيوت، كما يسهم في زيادة الصادرات وجلب الإيرادات إلى البلاد.

ثمة تشابه كبير بين ماليزيا ومصر، حيث تشترك مصر مع ماليزيا في مناخ دافئ ومعتدل، مما يعتبر ملائمًا لزراعة النخيل. ولدى مصر باع طويل في الزراعة، يمكن أن تستفيد منه في زراعة النخيل، واستدامتها مع حفظ الموارد الطبيعية. هذه العوامل المشتركة يمكن أن تجعل نجاح استخراج زيت النخيل ممكنًا في مصر إذا تم استغلالها بشكل جيد، مع التشجيع على استخدام تقنيات زراعية مستدامة في زراعة النخيل وإنتاج الزيوت في مصر.

نحن أمام فرصة سانحة لأن تقوم "المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية -  ابدأ " بتبادل المعرفة والخبرات مع ماليزيا، وبدعم الاستثمارات في هذ الشأن وتقديم الدعم للمزارعين والشركات لتطوير صناعة زيت النخيل، ثم تيسير التعاون مع الشركات الماليزية والعالمية لتسويق منتجاتها وزيوتها النخيلية على الصعيدين المحلي والعالمي.


تعتبر زراعة النخيل، وإنتاج زيوت النخيل مصدرًا هامًا لخلق فرص عمل. فمن خلال التوسع في هذا القطاع، يمكن لمصر توفير فرص عمل جديدة للمزارعين والعمال، مما يقلل من معدلات البطالة ويعزز الاستقرار الاقتصادي. ننتظر من "المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية -  ابدأ " إمعان النظر في التجربة الماليزية لتطوير صناعة زيت النخيل، وتحقيق تنمية اقتصادية واستدامة بيئية.