صباح الجمعة 

أرمنيوس المنياوي يكتب: الوطن المفقود في بيت العرب

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

دائما يقولون الجواب يبان من عنوانه.. والعنوان صارخ ولايقبل مني تفسيرا أكثر من ذلك.. ولكن سوف أعرج قليلا على بعض النقاط أراها قريبا من عنوان المقالة لاعرف لماذا تذكرت السفير أحمد أبو الغيط عندما بدأت للتجهيز لتسطير كلمات تلك المقالة..

السفير ابو الغيط رجل دبلوماسي و سياسي من طراز فريد، و ينتمي إلى العائلة الدبلوماسية الكلاسيكية التي كانت ومازالت تنتزع القرار السياسي من فم الأسد دون ضجيج أو صخب.. شغل العديد من المواقع الدبلوماسية على مدار أربعون عاما أبرزها جلوسه على رأس الدبلوماسية المصرية  لفترة تجاوزت السبع سنوات بدءا من 2004 وحتى عام ،2011 والٱن يشغل الرجل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية أو بيت العرب إن جاز التعبير.

لكن قد يسألني البعض وأيه علاقة ما تكتبه بما يحدث من حرب مسعورة بين الكيان الصهيوني الغاصب وبين شعب يبحث عن دولته المفقودة وهي فلسطين.. بل دعني أجيبك أن أبو الغيط له علاقة قوية وراسخة.. أولا أبو الغيط  رجل عسكري قبل أن يكون دبلوماسيا فقد تخرج من كلية عسكرية ووالده لواء طيار على أحمد أبو الغيط كان أحد قادة القوات الجوية المصرية، وكان معاصرا لتلك القضية من المهد وحتى الٱن، أى أنه متربي في منزل يغلب عليه الطابع العسكري الفاهم لتلك القضية برمتها..

من الٱخر كده رجل ميري.. بكل تأكيد مازلت كقارئ تتساءل بينك وبين نفسك قائلا هات من الٱخر ماذا عساك أن تقول  وما علاقة كل ذلك بما يحدث من قتل ورزع وتدمير في الدولة الفلسطينية الٱن وأنت ترى العالم يقف مكتفيا بالتنديد والإستياء والقرف والذي منه، دون أن يضع حلا جذريا لهذه القضية الأبدية.. فقد دفعت فلسطين ومازالت ومعها مصر الكثير من أبنائهما فداءا لقضية غير معلوم حلها ولا وقت لنهايتها، وهو كلام ليس وليد اليوم ولكن تردده أجيالا وراء أجيالا دون بارقة أمل بدءًا من عام 1948 ذلك العام الذي تصدر فيه الكلام عن إقامة دولتين واحدة للإسرائيليين وأخرى للفلسطينيين، والأخيرة لم تر النور حتى الٱن رغم أنها صاحبة الأرض والتاريخ والحسب والنسب، ولكن لا قامت لهم دولة ولا عرفت لهم طريق لذلك.

بالتأكيد عزيزي القارئ مازالت تتساءل وتطلب مني الإنجاز فيما هو مقصود بكل ما أقوله، رغم أنني لم أخرج بعيدًا عن فحوى ومضمون القضية، ولكن كل كلامي يصب في هذا الإتجاه.

أما لماذا ذكرت السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الٱن؟ ولماذا وضعته في جملة مفيدة في تلك القضية والحرب الشائكة الدائرة الٱن في فرم كل ما هو فلسطيني دون التمييز مابين مسنيين أو أطفال.. ولما فقد مات ضمير العالم الإنساني.

نحن كعرب نبحث عن حلول هكذا يبدوا المشهد لنا لكن في حقيقة الأمر نحن نلف حول أنفسنا واسهل حاجة أننا كعرب بنلقي الكورة في الملعب المصري ونحمله كل شيئ وهذا قدره لأنه الكبير ولكن لو أن الوضع يسير بشكل طبيعي بين الدول العربية لكن أبو الغيط هو محور الحلول بل وعلى رأس قيادة الوصول للهدف العربي من أجل وضع حد للقضية الفلسطينية ولكن ماذا نفعل؟.. ونحن جميعا كعرب صرنا في طريق واحدا منذ أن أدركت أن لي وجودا وهو أننا لسنا متفقين بل في الغالي مختلفين في الرأى والرؤية.

كقارئ أدرك أن تستعجل ما أريد قوله قائلا.. ناهيك عن كل ذلك ..ماذا تريد أن تقول لنا.. أجيبك :  «نحن في حرب إبادة وليست حالة حرب عادية. أضف إلى ذلك حالة التربص القائمة الٱن وما يحاك ضد الدولة المصرية، الأمر الذي أستشعره سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومعه كل القارئيين جيدا للمشهد أو لمسرح الدهك الذي يتم في الفلسطينيين دون وازع أو دين».

والرئيس السيسي  يطلب تفويض من الشعب لكي يواجه ما يحاك بالدولة المصرية ووضع حلول جذرية لما يهدد كيان الدولة.

لدينا رئيس ليس غافلا عما يحاك لمصر ففي تلك الحرب الصورة والمشهد المصدر لنا ولبعض المغيبين هو حرب بين الفصيل الحمساوي والكيان الصهيوني والإثنان لايعنيهما من بعيد أو قريب كارثة الدماء التي تسال سواء كانت دماء فلسطينية أو مصرية.. دماء أطفال او شيوخ، فالإثنان يبحثان عن الوجود حتى لو على أشلاء الأبرياء ولكن في الخفاء تدور المعركة الحقيقية وهي الإيقاع بمصر تارة بالمناداة بفتح معبر رفح لمرور الفلسطنيين وهروبهم من جحيم نيران الطيران الإسرائيلي، ونحن نشعر بتلك الكارثة إلى أرض الفيروز وتارة المناداة بمرور المساعدات الإنسانية المتمثلة في الغذاء وخلافه ومصر بكل تأكيد لم ولن تكون ضد الوقوف مع الشعب الفلسطيني ولكن لايمكن أن تساهم في فقد نهائي لوطن مسلوب، بل يهمها الحفاظ على الدولة الفلسطينية من أدالإندثار.

والرئيس السيسي يعي ما قول لانه  رجل مخابرات ويدرك تماما  كل هذه الحيل ومن ثم لم يكن رده في منتهي البساطة عندكم صحراء النقب وهي بالمناسبة أرض فلسطينية، ومن وجهة نظري المتواضعة ودون تفويض نحن نثق في حكمة رئيسنا مما يتخذه من قرارات فهو اقدر على تقدير حجم ما يحاك بالوطن وأدرى منا  بما يدور على الساحة فهو رجل حرب وصار متمرسا سياسيا بالإضافة إلى أنه قارئا جيدا للمسرح بجناحيه ..جناح الحرب وجناح السلام ومن ثم فأنني أؤكد أن غالبية المصريين الوطنيين يثقون في قرارات الرئيس في هذا الشأن.

بكل تأكيد كقارئ مصرانك هيطق مني.. وأنا مقدر لك ذلك فقد فتحت لك عسكرية ابو الغيط.. ولم أستكمل لك ما هي حكاية السفير أحمد أبو الغيط.. حاضر يا سيدي.. فأنا معك بكل تأكيد قلبي يتمزق مثلك عندما أشاهد روعة ودماء اطفال تسال دمائهم لثمن هم لا يدركونه، والأمر لا يمكن أن يقف عند منع أزهاق أرواح ابرياء فقط بل كل ذنبهم أنهم ولدوا في وطن مفقود ولأنهاء تلك المذلة التي طالت هي عودة الوطن المسلوب بقوة غاشم ومتصلف بمساعدة دول ماتت ضمائر من يتولى أمرها.

على أية حال حكاية السفير أحمد أبو الغيط أنه أصدر كتابا عام 2021 تحت عنوان " شاهد على الحرب والسلام " هذا الكتاب يستحق القراءة بشكل مدقق ولاسيما من المتخصصين والمعنيين بتلك القضية والذين قد تضعهم الأقدار في تصدر مشهد الحل لو كان هناك ثمة حلول  تطرح في المستقبل القريب وإن كان يساورني الشك في ذلك لما قراته في سطور هذا الكتاب والذي لم أنته من قراءته بعد.

الحقيقة خلال قراءتي لهذا الكتاب الوثائقي هو كم الصهينة والمماطلة والمراوغة المزروعة في الجانب الإسرائيلي والذي تظهر جليا  عندما تجلس معهم على مائدة مفاوضات بهدف الوصول لأى حل بخصوص أى قضية معهم ولاسيما القضية الفلسطينية.. نحن أمام طرف لا يؤمن بالحوار المباشر وتساعده قوى سياسية عالمية عديدة عرف الكيان الصهيوني  كيف يصدر لهم مشهد الضحية وتلك الدول تميل لتصديق روايات الكيان الصهيوني، أمام مشهد عربي شديد التفكك يركز فقط في إلقاء القضية في الملعب  المصري دون أن يكون لديهم النية في مد يد المساعدة بشكل معه تحل تلك القضية.

فلسطين بلد مفقودة بفعل بعض شتات أبنائها وبين عدو غاشم يذبح ويطمس هوية وطن فقد وجوده منذ أكثر من سبعين عاما ولم تجدى معه تنديدات عربية لا جدوي منها لا يمكن أن  تعيد وطنا مسلوبا، ولن تكفكف دموعا شابهت الدماء أغرقتها دماء فلسطينية بريئة.

وطنا مفقودا يجعلني محسورا متسائلا ليس فقط قائلا : وين العرب..وين ..وين  الملايين ولكن وين البيت العربي ياعرب ..أجلسوا معا .. أجلسوا حول أحمد أبو الغيط الذين وضعتموه أمينا لكم . جربوا تتفقوا مرة لعل يكون الحل في الإتفاق.


 ٱخر السطور 


* شهدت المنيا صباح أمس المؤتمر العلمي الأول والذي عقدته الهيئة العامة للتأمين الصحي تحت رعاية الدكتور محمد ضاحي رئيس الهيئة وحضره الدكتور محمد محمود نائب محافظ المنيا والدكتورة  فاتن عماره مدير ادارة التدريب والعلاقات الثقافية بالهيئة العامة للتامين الصحى والدكتور محمد على رسلان مدير فرع الهيئة بالمنيا والدكتور محمد حسانين وكيل وزارة الصحة بالمنيا والدكتور  طارق خلف فتح الباب نقيب اطباء المنيا.

يهدف المؤتمر إلى تطوير منظومة الصحة في المنيا عامة والتأمين الصحي بشكل خاص من خلال تعزيز الخدمة الطبية بمستشفيات فرع المنيا عن طريق التدريب والتطوير العلمي للكوادر الطبية وتقديم كل ماهو جديد في التخصصات الطبية الدقيقة بما يثري ويثقل خبرات أطباء التأمين الصحي بالمنيا  مما ينعكس علي مستوي جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضي بالمحافظة.

وأيضا تعزيز الخدمة الطبية بمستشفيات فرع المنيا عن طريق التدريب والتطوير العلمي للكوادر الطبية والذي يعتبر المؤتمرات العلمية جزءًا رئيسياً من خطة التدريب بالفرع.