على وعدى معك يا عم جمال

ياسر مكى
ياسر مكى

كان عم جمال قنديل أول من استقبلنى فى قسم التصحيح والمراجعة اللغوية بالأخبار فأخذنى لـ «عم نجيب» وقال له: «ياسر خريج لغة عربية أزهر وعاوزينه معانا» فشجعنى على أن أجتهد وأحاول التمرين بالقسم حتى أتفوق وأنجح وظل يساندنى حتى التحقت بالقسم فكان بمثابة الأب والأخ الأكبر لى وكثيراً ما نصحنى حتى فى أمور حياتى الشخصية فكان ينصحنى من قلبه.

 وفى أيامه الأخيرة وبينما كنا جالسين فى المصلى فى الدور الخامس وكان عم جمال مستريحاً على ظهره فإذا به ينهض ويقول لى: اوعى لما أموت متجيش يا ابنى وتستندل فقلت له مبتسماً بعد الشر عنك، بس لو قدر الله نفذ والله لأجيلك ولن أتأخر.

ومنذ أيام استيقظت على تليفون يبلغنى بوفاة عم جمال فارتديت ملابسى وذهبت إليه من بنها إلى بلده بابل كفر حمام منوفية كى أودعه كما وعدته فإلى رحمة الله يا صاحب القلب الطيب.