ما يحدث فى غزة هى جريمة حرب ومجزرة بشرية كأحط ما تكون المجازر، فلم يسبق فى تاريخ البشرية منذ جانكيزخان وصولا إلى هتلر أن تم تعريض حياة هذا الكم من البشر بالموت. يحدث هذا بينما العالم الحر أو من يسمون أنفسهم هكذا أصحاب نظريات حقوق الإنسان والرفق بالحيوان لا يكتفون بالمشاهدة وإنما يساهمون مساهمة فعالة فى هذه المذبحة، أمريكا ترسل حاملات الطائرات وماكرون يقدم الدعم!
لقد استخدمت أمريكا حق الفيتو للاعتراض على القرار الروسى لوقف الحرب فى غزة، مما يعنى أنهم جميعا متعاطفون مع إسرائيل بأفعالها الوحشية التى فاقت كل تصور وتمنع الماء والطعام عن الأطفال وتمنع الدواء عن الجرحى وتقطع الخبز والوقود عن البشر وتحاول أن تدارى خيبتها وهزيمتها أمام بضع مئات من مقاتلى حماس الذين أذهلوا العالم بتكتيكاتهم العسكرية وتدريبهم المتقن. وكل خطيئة هؤلاء الشباب إنهم يطالبون بحقوقهم من معتد أثيم!
إذا كانت الخطة هى خنق الشعب الفلسطينى فى غزة ودفعه إلى الانفجار وعبور الحدود المصرية بحثا عن نسمة الحياة فقد خاب سعيهم، لأن مصر جادة حاسمة وحازمة فى الوقوف أمام هذا المخطط الذى نعلمه ونعلم أبعاده والمسمى بصفة القرن!
أرض فلسطين ليست للبيع وأرض مصر مقدسة وليست للتجارة أما ما صرح به بعض المسئولين فى أمريكا وأوروبا من انهم سيتحملون تكلفة بناء بنية تحتية لاستيعاب الفلسطينيين فى سيناء. فهذا كلام تافه لا يجوز أن نرد عليه.. وما دام هذا الكرم وهذه الأريحية لدى الدول الغربية فلماذا لم يستوعبوا اليهود فى بلادهم ودفعوهم إلى بلادنا، هل نحن من اضطهد اليهود وأقامنا لهم المذابح فى أوروبا؟!
لن نقبل هذا الخداع وأن محاولة فرض الأمر الواقع على الشعب المصرى هو إجرام غير مسبوق، وبهذه المناسبة نهيب بالمحكمة الدولية لجرائم الحرب والتى سارعت إلى توجيه الاتهام إلى الرئيس بوتين عند غزوه أوكرانيا أن تتحرك وتنظر بعين العدل للجرائم اليومية التى ترتكبها الحكومة الإسرائيلية. إلا إذا كانت هذه المحكمة تكيل بمكالين مثلها مثل الحضارة الأمريكية والأوروبية!
أرض فلسطين للفلسطينيين.. وأرض مصر مقدسة لا تفريط فيها وعلى الباغى تدور الدوائر.
