أضرار ضرب الأطفال وتأثيره على الحالة النفسية والجسدية.. طبيب يوضح 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعتمد الكثير من الآباء طريقة الضرب والتعنيف مع أطفالهم كنوع من التربية الشديدة لجعله شخص أكثر تربية واحتراما في المستقبل، ولا يعلمون مدى خطورة ما يفعلونه عليهم في المستقبل من الناحية النفسية والجسدية والعصبية أيضا، فقط يطبقون ما تربوا عليه في قديم الأزل من آباء يجهلون آليات التربية الإيجابية والحفاظ على نفسية الطفل من أقل رد فعل على تصرفاتهم . 

من جانبه، أوضح الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية لـ"بوابة أخبار اليوم" أن من أنماط التنشئة الاجتماعية، ضرب الأطفال أو العنف تجاه الأولاد أو الضرب التأديبي، وهو اعتقاد من الأب أن هكذا هي التربية الصحيحة لأولاده، ولهذا أطباء الصحة النفسية توصلوا لإحصائيات تشير بأن ٩٠٪ من الآباء يضربون أولادهم بمعدل ٣ مرات أسبوعيا حتى سن 5 سنوات و٦٠ ٪ يضربون أولادهم بالصفع على الوجه أو اليدين أو مؤخرة الجسم و٢٠ ٪ يقوموا بحمل الطفل من أطرافه ورفعه بعنف و١٥٪ يستخدمون العصا لتأديب الطفل و١٠٪ منهم يقومون بقذف شيء ما تجاه الطفل وهذا يجعل الطفل يكتسب سلوك عدواني وعنده عدم ضبط للنفس وعصيان وعدم تواصل حضاري مع الآخرين.

وأضاف استشاري الصحة النفسية أنه بالتالي يمكن أن يمارس الطفل العنف تجاه الآخرين لأن الضرب التأديبي عملية صعبة ولاسيما إذا كان متكررا مع الأولاد يزيد من قوة الطفل في حل المشكلات من خلال العنف وتكون أول شيء يتقدم في سلوكه هو سلوك العنف العدواني ويجعله شخصية لديها جنوح وشخصية عدوانية تجاه المجتمع وهذه أحد أشكال العنف غير المرضي. 

وأوضح استشار الصحة النفسية أن الضرب التأديبي للأطفال ليس هو الحل الأمثل لتعديل السلوك أو جعل الطفل يكتسب مفاهيم وسلوكيات جديدة أو يعدل عن بعض السلوكيات غير المرغوبة اطلاقا، على العكس يدفع الطفل إلى أن يرتكب الخطأ سرا وليس جهرا، ومن الأفضل تعليم الطفل ضبط النفس وارتكاب السلوكيات الجديدة وتعلم الخطأ بتفهم بعض الأمور ويكون قدوة له وليس بالضرب لأن هذه الطريقة تعلم الطفل سلوك العصيان وتدني احترام الذات والشعور بالكآبة بالإضافة إلى اصابته بأذى غير متوقع. 

وأسرد بعض الأمراض التي يمكن أن تصيب الطفل نتيجة  الضرب التأديبي مثل ثقب في طبلة الأذن وارتجاج في الدماغ والعمى في بعض الأحيان ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة وحتى الضرب على اليدين يؤدي إلى التهاب المفاصل والاضرار بالأوعية الدموية الدقيقة الصغيرة. كما أن الضرب التأديبي هو عملية تربوية تدريبة منظمة لتعليم الطفل العنف لأن أول مفهوم يكتسبه هو أن القوي يمارس قوته على الضعيف من خلال تعامل الأم والأب معه بعد ضربه ويولد شخصية عدائية للمجتمع وشخص عنيد ولديه انسحاب اجتماعي ويصاب بالقلق والتوتر والاكتئاب. 

كما يؤدي الضرب إلى ظهور عيوب النطق والكلام يسمى بالخرس الاختياري بالإضافة إلى اصابته بالتبول اللا إرادي وكوابيس واحلام مزعجة وانخفاض في مفهومه نحو ذاته ويجعله غير مبدع كما أنه يصبح لديه تبلد حسي وفقدان ثقة بالنفس. 

وأشار هندي إلى أن ضرب الأطفال على مؤخرته يعتبر من أشكال العنف الجنسي ويجعل لديه ربط بين اللذة والألم مما يؤدي إلى الشذوذ في المستقبل وعند الكبر يصبح أل عنيف مع أولاده باعتبار أن هذا هو النموذج الذي تربى عليه، وفي المستقبل عند الكبر ويرى آباءه مسنين يبدأ هو بالتعامل بعنف تجاههم تصل إلى الضرب، ولهذا ننصح الآباء دائما بإعانة الأطفال على بركم فلا تجعلوه عرضة للخوف والإحباط والقهر والتبعية وعدم القدرة على اتخاذ القرار والشعور بالحزن والأسى. 

اقرأ أيضًا| هل هناك علاجات طبيعية لـ«جلد الوزه»؟

كما يؤدي الضرب التأديبي إلى اضطرابات النوم والشعور بالذنب والجلطات والالم النفسي لهذا نؤكد دائما على عدم اتباع هذه الطريقة في التربية وابعاد الأطفال عن مشاهد العنف والصاق الأطفال بأشخاص يحبونهم ويتعاملون معهم بحنان وعطف ويشعرونهم بالاطمئنان والمحبة لأن هذا الشعور عندما يصل الطفل يجعله يثق في نفسه ويخرج أفضل ما لديه في تعاملاته مع المجتمع. 

وأكد استشاري الصحة النفسية على ممارسة الطفل للنشاطات مثل الرسم الاسقاطي لكي يعبر عن المشاعر السلبية بداخله ويسقطها في صورة رسم فيزيح القلق من داخله، والخروج الدائم للمتنزهات بالأطفال للتنفيس عن المشاعر السلبية المكبوتة التي تخرج مع طاقة اللعب والجري، ولابد من اختلاط الطفل بالأقران القريبين من عمره لكي يعتاد على الاختلاط. 

وقال هندي أنه لابد من منع الطفل في هذا العمر من الشاشات الالكترونية وألعاب الفيديو جيم ويجعله يمارس نشاط استزراعي في المنزل بحيث تعطيه الشعور بالأمل والأريحية عند النظر إليها لاشعاره بقيمته وذاته وتحمله المسئولية في التعامل مع الأمور الحياتية.