نيويورك تايمز: غضب بالشرق الأوسط بسبب رد الفعل الأمريكي تجاه الأوضاع في غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الدعم القوي لإسرائيل أثار الاتهامات للولايات المتحدة بالنفاق وسط مخاوف وانتقادات عربية من حدوث مذبحة جماعية للفلسطينيين.

ووصفت الصحيفة في تقرير أوردته عبر موقعها الإليكتروني اليوم الأربعاء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل بأنها تتم في منطقة يتصاعد فيها الحزن والغضب ليس تجاه إسرائيل فحسب وإنما أيضا تجاه الولايات المتحدة ، القوة العالمية التي أعلنت دعمها الثابت لحليفها الرئيسي في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة إنه منذ الليلة الماضية انتشرت إدانات واسعة النطاق لإسرائيل في جميع أنحاء المنطقة بعد انفجار ضخم في مستشفى في قطاع غزة أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين الذين كانوا يبحثون عن العلاج واللجوء .. ونفت إسرائيل مسؤوليتها عن الانفجار، وألقت باللوم على حركة الجهاد الإسلامي في فشل إطلاق صاروخ.

ولكن حتى قبل ذلك، كان الكثير من الناس في جميع أنحاء المنطقة ينظرون إلى حرب إسرائيل مع حماس باعتبارها مذبحة مدعومة من الولايات المتحدة ضد الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة المحاصر.

وقطعت إسرائيل المياه والأدوية والكهرباء عن القطاع وواصلت استهداف غزة بغارات جوية مميتة، مما رفع عدد القتلى إلى 2800 شخص على الأقل قبل انفجار المستشفى.

ووفقا لنيويورك تايمز يرى العديد من العرب أن الحكومة الأمريكية ليست فقط غير مبالية بمعاناة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، بل إنها متواطئة فيه أيضا ، فقد أدت التعهدات الأمريكية بتقديم الدعم "الصارم" للبلاد والمساعدة الأمنية غير المقترنة بأي قيود - إلى تأجيج هذه المشاعر بينما تستعد إسرائيل لغزو بري لغزة.

ونسبت الصحيفة إلى نبيل فهمي وزيرالخارجية المصري الأسبق قوله :"هناك غضب هائل في العالم العربي، حتى من قبل أولئك الذين لا يدعمون حماس".. وقال عن القوى الغربية "إنهم يعطون إسرائيل الضوء الأخضر، ومع تزايد الدموية في هذا الأمر، فإن أيدي الغرب ملطخة بالدماء".

وأشارت إلى أن الغضب بلغ حده لدرجة أن عبارة "الموت لأمريكا" وجدت صدى متجددا في المنطقة، بما في ذلك خلال احتجاج يوم الجمعة في البحرين، الحليف الوثيق لأمريكا.

وقال العديد من الفلسطينيين وغيرهم من العرب في المقابلات إن الخطاب الصادر عن كبار المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين كان مهينا للإنسانية ومثيرا للحرب.

اقرأ أيضًا | حزب الجيل الديمقراطي يثمن الموقف التاريخي للدولة المصرية بشأن تهجير الفلسطينيين

وأثناء تجواله في جميع أنحاء المنطقة خلال الأسبوع الماضي، أشار وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى أن إدارة بايدن سيكون لديها قدر كبير من التسامح مع كل ما ينجم عن الرد العسكري الإسرائيلي على هجمات حماس.

من جانبها .. قالت ديانا بوتو، وهي مواطنة فلسطينية في إسرائيل عملت محامية في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، إنها لم يكن لديها "أي أوهام" بشأن دور الولايات المتحدة في الصراع، مع العلم أن أمريكا تدعم إسرائيل بقوة.. ومع ذلك، قالت إنها ذهلت من رد فعل إدارة بايدن.

بينما في الشرق الأوسط ، لا ينظر كثير من الناس إلى إسرائيل باعتبارها ضحية لهجوم غير مبرر كما وصفه بعض المسؤولين الأمريكيين ولكن باعتبارها محتلاً على الطراز الاستعماري تدعمه الولايات المتحدة ويقمع الفلسطينيين لعقود.

ومضت الصحيفة تقول إنه يبدو أن المسؤولين الأمريكيين خففوا من تصريحاتهم في الأيام الأخيرة .. مشددين على أن المدنيين الفلسطينيين لا ينبغي أن يعانوا بسبب حماس.

وأشارت (نيويورك تايمز) إلى أنه بعد وقت قصير من إقلاعه على متن طائرة الرئاسة متوجها إلى إسرائيل، أصدر بايدن بيانا حول الانفجار الذي وقع في المستشفى في غزة: "أشعر بالغضب والحزن العميق بسبب الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي في غزة، والحادثة الرهيبة التي وقعت في المستشفى والخسائر في الأرواح التي نتجت عن ذلك"، وقال إنه تحدث مع زعماء في المنطقة وأمر فريق الأمن القومي التابع له بالنظر في ما حدث.

وعلقت حفصة حلاوة، الباحثة غير المقيمة في جامعة هارفارد قائلة إنه مع ذلك، فإن الضرر الذي لحق بصورة أمريكا المتدهورة في الشرق الأوسط قد حدث.