القاهرة تستضيف وسطاء ومبعوثى السلام فى أفريقيا

مبعوثو أفريقيا لتعزيز السلام خلال بدء أعمال الخلوة
مبعوثو أفريقيا لتعزيز السلام خلال بدء أعمال الخلوة

افتتحت اليوم أعمال الدورة الرابعة عشرة للخلوة رفيعة المستوى للمبعوثين والممثلين الخاصين فى أفريقيا حول تعزيز السلم والأمن والاستقرار فى القارة، والتى تستضيفها القاهرة على مدار يومين، وذلك بالتعاون بين وزارة الخارجية ومفوضية الاتحاد الأفريقى ومركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.

أكد السفير حمدى لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، أن استضافة هذه الخلوة ينبع من حرص مصر الدائم على دعم جهود صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار فى أفريقيا، وامتداداً لإسهاماتها فى تطوير سياسات ومفاهيم ومقاربات القارة فى الاستجابة للتهديدات التى تواجهها.

عرض السفير «حمدى لوزا» رؤية مصر للتعاطى مع التحديات التى تجابهها أفريقيا، منوهاً بالحاجة لإعادة صياغة مقاربة القارة من منظور شامل ومتكامل يعالج جذور النزاعات ويضمن تواصل الاستجابة لكافة مراحل النزاع.

مع إعطاء الأولوية دائماً للدبلوماسية الوقائية ومنع نشوب النزاعات، والعمل على إيجاد حلول مستدامة لتحديات تمويل أنشطة السلم والأمن والتنمية فى القارة، وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين أفريقيا والفاعلين الدوليين وخاصة بين الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة، وإصلاح منظومة العمل متعددة الأطراف بما فى ذلك الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية لجعلها أكثر عدالة وتأثيراً، لمعالجة الظلم التاريخى الذى لطالما عانت منه أفريقيا، ومن بينها لضمان تمثيل أكبر وأكثر فاعلية للقارة فى مجلس الأمن الدولى وفقاً للموقف الأفريقى المشترك المستند إلى توافق أزولوينى وإعلان سرت.

من جانبه، أعرب «موسى فقيه»، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، عن بالغ الشكر والتقدير للحكومة المصرية على حسن التنظيم وكرم الضيافة، وتناول التحديات المعقدة والعديدة التى تشهدها أفريقيا التى باتت للأسف تحد من قدرة القارة على بلوغ الأهداف التى رسمتها فى أجندة ٢٠٦٠ ومبادرة إسكات البنادق، مُبدياً تخوفه من أن يؤدى ذلك إلى إضاعة مكتسبات السلام والتنمية.

وشدد على الحاجة لوضع حلول جذرية لمشكلات القارة، وتفعيل مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، وضمان مقعد للقارة على الطاولة لرسم مستقبلها فى ظل هذا النظام العالمى المتغير. اختتم بتأكيد أهمية منظومة العمل متعددة الأطراف من أجل تنشيط جهود الدبلوماسية الوقائية، مؤكداً ثقته فى إسهام مخرجات هذه الخلوة من آجل بلوغ هذا الهدف.

وصرح السفير أشرف سويلم، مُساعد وزير الخارجية مدير إدارة المنظمات والتجمعات الأفريقية، أن خلوة هذا العام تأتى فى توقيت حرج تمر فيه القارة الأفريقية بتحديات جسيمة متشابكة ومعقدة ومتعددة الأبعاد، وفى ظل أجواء جيوسياسية واقتصادية عالمية يسودها الانقسام والاستقطاب، بشكل بات يضع آليات السلم والأمن الدولية والإقليمية فى تحد حقيقى واختبار صعب، ويتطلب العمل على تطوير وإعادة صياغة مقاربة القارة فى التعامل مع حالة السلم والأمن والتنمية فى أفريقيا من منظور شامل، يعتمد على فهم مُعمق لتطور طبيعة ومُحركات الصراعات فى القارة والعوامل المؤثرة فيها والمؤدية لاستدامتها.