بدت كغيمة سوداء تصل الأرض بالسماء، أطبقت على أنفاس المدينة، صوت متلجلج يصيح، أنذرتكم لم تتعظوا.
فتحت الأبواب فقد اكتظ المشفى بالنزلاء، لم يعد فيها مكان لقدم، خرج النزلاء مطرودين للشوارع حفاة عراة، لا أهل ينتظرون.
حاول التمسك بالباب، لمن أخرج العالم كله بالخارج أصاب عقله الخلل.
من ثلاثين عاما. أودع المشفى، تجرأ وطالب بحقه، تم التخلص منه، أدخل ليعاقب شعرا بين النزلاء بالأمان.
كهل حافي القدمين، تشوي حرارة الأسفلت الساخن قدمه، يرتدي جلبابا قصيرا لا يستر جسده يتعثر في الطريق:
أفيقوا، ردوا المظالم.
أصابه حجر، قذفه العقلاء، شج رأسه وسال دمه، تجمعوا حوله يلعقون دمه قبل أن يفترسوه اختبأ بين الكلاب الضالة.
صاح:
يا عباد الله كرسوا لا تدنسوا، أخلصوا وقدسوا، تطهروا، أدوا الطقوس بخشوع، لا تضع شمعة على المذبح أو على شباك ولي، اشتري بحقها خبز، وتصدق به على الجوعى.
يا عباد الله الوباء لن يترك أخضر ولا يابس، لن يزيحه الدعاء إلا لو اقترن بالعمل.
ترصدوه بسيارة مسرعة، سقط مدرجًا في دمائه، التفت الكلاب حوله تحرسه من الذئاب.
السحابة ترخي سدولها، تنفسوا الوباء.
