«غنائم» نتنياهو من عملية «السيوف الحديدية»

نتانياهومع بايدن
نتانياهومع بايدن

فرضت علامات استفهام كبيرة نفسها على سرعة وتيرة الاشتباك بين حماس وإسرائيل، والمبالغة فى تصعيد الأخيرة بعد تراخٍ أو قصور مشكوك فيه، سهَّل دخول عناصر حماس مستوطنات غلاف قطاع غزة، واقتحام إحدى القواعد العسكرية، والعودة إلى القطاع بطابور من الأسرى، رغم تحذير دوائر استخباراتية إسرائيل قبل 3 أيام من الحدث المرتقب!


وتؤشر التطورات غير المتوقعة إلى سقوط حماس فى شراك فخٍ، ربما كشفه تداول مقطع فيديو لمجندة إسرائيلية على موقع «تيك توك»، أكدت فيه استحالة سماح عناصر المراقبة فى «وحدة غزة» الإسرائيلية باقتراب «حمامة أو حتى صرصور» - وليس مسلحين وجرافات - من السياج الحدودى، لاسيما فى ظل الأوامر المشددة بإطلاق النار فورًا عند اقتراب أى جسم من خط التماس.

المجندة التى خدمت لمدة عامين ضمن عناصر المراقبة فى «وحدة غزة»، فاتتها الإشارة فى مقطع الفيديو إلى أنه لولا الحدث المريب، لما استطاعت إسرائيل خلق ذرائع الانتقام المبالغ فيه، وإطلاق 6 آلاف قنبلة على القطاع خلال الـ48 ساعة الأولى من العدوان؛ وهى الكمية التى تضاهى عدد القنابل التى ألقاها الجيش الأمريكى على المدن الأفغانية خلال عام كامل، ونفس العدد المستخدم فى معارك واشنطن ضد «داعش» خلال 5 سنوات، حسب صحيفة «واشنطن بوست».

ولا يُستثنى مما يمكن وصفه بـ«غنائم» العدوان المعروف إسرائيليًا بـ«السيوف الحديدية» على غزة، تمرير قرار تسليح المستوطنين فى غلاف القطاع، والتخلص من عبء اتفاقات نتنياهو الائتلافية دون حل الحكومة، وابتعاد أكبر عن مقصلة المحاكمة بعد ثبوت إدانته فى الفساد والرشوة، وتجميد احتجاجات ما يُعرف بـ«الإصلاحات القضائية»، وفى النهاية تجييش المجتمع الدولى حول فكرة «محاربة إرهاب حماس» بنفس سيناريو تعامل واشنطن مع أحداث 11 سبتمبر 2001. 

لتضخيم الحملة، قرر نتانياهو وفى سابقة هى الأولى من نوعها منذ العدوان على لبنان عام 1982، إصدار ما يُعرف بـ«المرسوم 8»، الرامى إلى استدعاء الإسرائيليين المحسوبين على قوة الاحتياط. وبتمويل كيانات اقتصادية أمريكية، سيَّرت شركة «إيل عال» رحلات جوية مجانية يوم السبت الماضى - خلافًا للتعاليم اليهودية - لجمع قوات الاحتياط من مختلف دول العالم.

رغم كل ذلك، لا تنطلى أفاعيل نتانياهو على جانب من دوائر الداخل الإسرائيلى، وجاء فى مقدمتها الكاتب المخضرم بن كسبيت، الذى وجه رسالة إلى نتانياهو عبر موقع «والَّا»، جاء نصها كالتالى: «سيدى رئيس الوزراء. قلت عبارتين فى خطابك الأخير، الأولى: كنا نعرف دائمًا ما هى حماس. والثانية: الآن العالم بأسره بات يعرف الحركة نفسها. حقًا سيد نتانياهو؟ إذا كنت تعرف ما هى حماس، فلماذا لم تف بوعدك عام 2009، ولم تصدر أمرًا بإسقاط حكمها؟ ولماذا قضيت 15 عامًا فى تمويل الحركة، وإحالتها إلى شريك، ورافعة استراتيجية؟ كان أمامك فرص لا حصر لها، لكنك كنت ومازلت تبحث عن طريق للهروب بغض النظر عن حماس».