كلام على الهواء

الله أكبر

أحمد شلبى
أحمد شلبى

حرب أكتوبر ٧٣ ليست حرباً عادية وإنما عبقرية ورغم أن العدو الصهيونى مازال يحتل أراضى فى سوريا وفى فلسطين ويفرض شروطه وغطرسته عليهم لذلك ستظل شعلة النصر تنير للشعوب كيفية تحرير أرضها سواء بالمقاومة أو بالمفاوضات. مازال صوت جنودنا على الجبهة بـ «الله أكبر» يدوى فى آذاننا رغم مرور ٥٠ عاما على النصر فيعود بنا إلى الأمجاد وكسر الغرور الإسرائيلى المتحصن بالترسانة العسكرية المتفوقة فالسلام أيا كان نوعه لا يضمن الأمان إلا لمن ظلم وليس للظالمين المتكبرين تحت غطاء عالمى يدعمهم بأحدث وأعقد الأسلحة.


رغم ما رأته إسرائيل أمام أعينها من هزيمة ساحقة عام ٧٣ وكسر كبريائها ودمار أسلحتها الحديثة أمام أسلحة أقل تطوراً مما عندها إلا أن الإرادة تفوقت عليها والإيمان فى قلوب جنودنا وشعبنا حقق نصراً مؤزرا مازال صداه علامة فارقة وتتم دراسته فى المعاهد العسكرية العالمية حتى الآن.
الله أكبر فوق كيد المعتدى ومهما كان كيد العدو وطموحاته أن يعيد رسم خريطة الدول وسلب أرضها وتقسيمها تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد فإن ذلك سيواجه فشلاً آخر ولن تنجح مآربه مهما عظمت قوته باستدعاء العالم واستعدائه علينا.


لم تتعلم إسرائيل من علقة أكتوبر ٧٣ التى أذلت غطرستها ولم تنفعها الجدر والحصون والترسانة ذات الأسلحة المتطورة والدعم المباشر أثناء الحرب لحفظ ماء وجهها من الهزيمة الساحقة بجنود يحملون أسلحة بسيطة ولكن بإيمان يزلزل الأرض من تحتها والله أكبر ترهب العدو وتزيد جنودنا إيمانا بأن النصر من عند الله.. وابتلاء المؤمن خير.
إسرائيل تجرب مرة ثانية أن تستأسد على شعب أعزل من السلاح وتقوم بعملية إبادة كاملة وتطلب أن يتم ترحيل سكان غزة حتى تصفيها وبهذا تنتهى من صداع غزة كما قال شيمون بيريز سابقاً: نفسى أصحو ولا أجد غزة.


حلم بيريز سوف ينقلب إلى كابوس على إسرائيل ورغم الأيادى الممتدة للسلام مع إسرائيل وحل القضية الفلسطينية حتى يشعر الجميع بالأمان إلا أن دعاة الحرب والمتشددين لا يريدون ذلك والضحية الشعوب من الطرفين وبدلا من أن تقوم إسرائيل بتأليف حكومة تنشد السلام شكلت حكومة حرب.. وستقابل شعبا وجنوداً كما قالوا الله أكبر سيقولون حسبنا الله ونعم الوكيل.