أزمة في الجيش البريطاني بعد انتحار مجندة شابة

الضحية  جيسيلي لويزي
الضحية جيسيلي لويزي

  لم تنته بريطانيا من أزمة تمرد الشرطة في عاصمتها حتى واجهت مأزقًا آخر او فضيحة جديدة اعتلت عناوينها وصورها فتاة جميلة لم تكمل عامها العشرين، انتحرت وتخلصت من حياتها بعد فترة قليلة من التحاقها بسلاح المدفعية بالجيش البريطاني؛ أما السبب وراء ذلك هو تعرضها للمضايقات والتحرش من ضابط مسئول اثناء خدمتها العسكرية وانتهى الأمر بصمتها وعدم قدرتها على الإبلاغ عنه حتى لا يتم اتهامها بافتعال المشكلات

كشفت وسائل إعلام بريطانية تفاصيل حادث انتحار المجندة جيسيلي لويزي بيك وعمرها 19 عاما بعد تعرضها للمضايقة والتحرش من جانب ضابط في الجيش البريطاني أثناء خدمتها العسكرية، وذكرت الصحف أن المجندة انتحرت بعد «فترة مكثفة من السلوك غير المرغوب فيه» من قبل قائدها، الذي يمثل للتحقيقات العسكرية ويواجه امرًا بالتسريح من الجيش وإنهاء خدمته.

قضية سرية

تستمر التحقيقات في سرية تامة ضمن ملفات القوات البريطانية التي عملت على إخفاء هوية الضابط المتهم بالتحرش؛ حيث تم تعديل نسخة من التقرير الرسمي لنشرها للعامة بعد حجب العديد من التفاصيل الأساسية، كسرت والدة الضحية بعض من تلك السرية لتخرج الى الاضواء وتروي معاناة ومأساة ابنتها؛ لتؤكد أن ابنتها تجنبت مسألة إبلاغ السلطات العسكرية بأمر المضايقات المستمرة التي تتعرض لها، حتى لا توصم بكونها صانعة مشكلات، واكدت الام أن ابنتها ارسلت مجموعة من الرسائل إلى رئيسها المتهم بممارسة المضايقات المستمرة ضدها لتكشف عن مدى الترويع الذي تعرضت له، وتسبب الامر في تدهور حالتها النفسية ومحاولاتها اليائسة لتغيير تعامله معها، واكدت الام أن ابنتها كشفت عن تلك الرسائل لعائلتها قبل 4 أيام فقط من إقدامها على الانتحار، وتضمن التقرير الذي تم نشره بعض من الرسائل النصية التي أرسلتها الضحية إلى الضابط المتهم لتكشف محاولاتها منعه من مضايقتها.

أكدت الام ليجان ماكريدي عن شعورها بالصدمة تجاه معاناة ابنتها لأنها اعتقدت أن ابنتها في مكان آمن للغاية وفقط كل التحدي يتمثل في التزام ابنتها وإحضارها وتوصيلها الى العمل، انضمت جيسيلي إلى الجيش في عام 2019 وعمرها 16 عاما فقط، وبدأت تدريبات التجنيد في كلية عسكرية قبل الانضمام إلى سلاح المدفعية الملكية، خرجت                    الضحية‭ ‬مع‭ ‬عائلتها

الامور عن السيطرة مؤخرًا لتتكرر محاولات الام بإقناع ابنتها الابلاغ عن قائدها في الايام الاخيرة لحياتها، لم تمتلك الام سوى تقديم النصح والطمأنينة والدعم دون أن تعلم أن حالة ابنتها تتدهور لتقرر إنهاء حياتها بشكل مفاجئ، وانتقدت ليجان طريقة الجيش للتعامل مع قضية ابنتها قائلة: «يجب أن يتم الاستماع إلى من يعانون من مشكلات، يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة، هؤلاء الضحايا يريدون فقط أن يتم الاستماع إليهم، ولسوء الحظ لا يحدث ذلك» وقالت الام في النهاية: اشعر بالاسف لاختيار ابنتي تلك الوظيفة وندمت لموافقتي على طلبها للانضمام إلى الجيش في سن السادسة عشرة. 

آلاف الرسائل

كشفت التقارير ان الضابط المتهم ارسل لجيسيلي أكثر من 3500 رسالة واتساب وبريد صوتي في شهر واحد للتقرب منها وردت عليه في رسالة وصفته بكونه متملك ومختل عقليا، وطلبت إبعادها من بعض المهمات لأنها لم تعد قادرة على التعامل مع سلوكه تجاهها، وتسبب الامر في إصابتها بنوبة ذعر شديدة تحولت إلى مشاعر انتحارية  وتوصل التقرير إلى أن سلوك الضابط ومضايقاته المستمرة كانت «من شبه المؤكد» العامل الاساسي لانتحارها، كما خلص التقرير إلى أن: «العلامات التحذيرية المتعلقة بالصحة العقلية لجيسيلي كانت موجودة بوضوح في الأسابيع التي سبقت وفاتها، ولكن تم تجاهلها، على الأرجح بسبب عدم كفاية الوعي بمسائل الصحة العقلية في هذا المجتمع».

عدم التسامح

الواقعة لم تكن الاولى من نوعها؛ حيث يجري التحقيق في وفاة الطالبة الضابطة أوليفيا بيركس، 21 عامًا، التي انتحرت في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية المرموقة بسبب اساءة أحد المدربين لها اثناء خدمتها؛ حيث تعرضت للمضايقات المستمرة منه، وتم فصله بعد ذلك من الجيش، ويندر الاعتراف في الجيش بالجانب المظلم من التعامل مع المجندات إلا أن مجلس النواب تناول من قبل تلك الازمة عبر عرض تقرير حول التجارب اليومية للنساء في الجيش، ووضعت القوات المسلحة العام الماضي قواعد جديدة تهدف إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التحرش والمضايقات التي تتعرض لها المجندات وتنتهي عادة بتسريح أو فصل أي شخص يتبين أنه تصرف بشكل غير لائق على الفور ضمن لوائح «عدم التسامح» الجديدة التي تم نشرها عبر الجيش والبحرية وسلاح الجو الملكي البريطاني.

 

اقرأ أيضا : واقعة صدمت العالم.. ابتزاز بنات بلدة إسبانية باستخدام الذكاء الأصطناعي


 

;