حوار| وزير فلسطيني: أكثر من 500 ألف من شعبنا صار مشردًا.. والاحتلال يرتكب مجازر بغزة والضفة

مؤيد شعبان
مؤيد شعبان

- الوزير مؤيد شعبان: المجتمع الدولي وأمريكا يتحملان مسؤولية الانفجار الذي أحدثه الشعب الفلسطيني

- هناك حرب حقيقية على الأرض في الضفة الغربية للسيطرة الإسرائيلية على أجزاء منها

- حكومة الاحتلال أعطت 20 ألف سلاح للمستوطنين لقتال الفلسطينيين في الضفة والقدس وغلاف غزة

 

لا يزال الاحتلال الإسرائيلي بطائراته التي تعلو في السماء يُرسل بدوسة قدم أو يد صواريخها التي تفجر الأبنية وتُزهق الأرواح، ويعلو صوت انفجاراتها فوق أصوات الصراخ، فيخطف ممن هم في ربيع عمرهم ويُيتم الأطفال ويُثكل النساء ويقطع الآمال في أرض لم يكن لأجداد جنوده أي حبة رمل مستحقة فيها.

في قطاع غزة، لا يُعرف لليل مكانًا فأضواء الانفجارات تنير ظلمة المكان لكن بعد أن تشخص الأبصار من هول مشاهد الانفجارات، بعد أن توحش الاحتلال بعد أن أصابته المقاومة الفلسطينية في كبريائه وأطلقت عملية "طوفان الأقصى"، التي تحولت إلى إعصارٍ يجابه صناع الوهم في دولة الاحتلال وينسف الأكاذيب عن جيش لا يُقهر وتتصدع له منظومة أمنية رسبت في الاختبار بحد الكمال.

هنا فلسطين، التي يجابه شعبها في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس عدوانًا إسرائيليًا بأشكاله المختلفة، تبلغ ذروته في قطاع غزة، الذي ارتقى فيه حتى الآن 2215 شهيدًا إلى جانب 55 شهيدًا آخر في أنحاء الضفة الغربية كانوا على خط النار مع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، ولا يزالون يُقاتلون فيُقتلونَ أو يغلبون.

وفي خضم الأحداث المشتعلة في الأرض المحتلة، أجرينا حوارًا عبر تطبيق الرسائل «واتساب» مع الوزير الفلسطيني مؤيد شعبان، رئيس هيئة الجدار والاستيطان في الحكومة الفلسطينية، ليُطلعلنا على حقيقة الأمر في الأراضي الفلسطينية التي تقع على خط المواجهة مع الاحتلال.

 

- في البداية.. كيف ترى مشهد ما يحدث من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة؟

مشهد صعب وصعب للغاية من حرب الإبادة التي تقوم بها هذه الحكومة اليمينية بدعم من الإدارة الأمريكية، يجابهون شعب أعزل، ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ بطريقة لم تمر عبر التاريخ.

وضع لا يُطاق.. أكثر من 500 ألف من الشعب الفلسطيني صار مشردًا وأكثر من 2200 شهيد ولدينا أكثر من 8000 جريح.. وضع لا يمكن أن يُحتمل في ظل هذه الأوضاع في قطاع غزة.

- ماذا عن الأحداث في الضفة الغربية؟

بالإضافة إلى ما يحدث في غزة، ما يقوم به المستوطنون وجيش الاحتلال في الضفة الغربية، وكم هائل من الشهداء وبالأمس 12 شهيدًا برصاص جيش الاحتلال وإطلاق النار من المستوطنين بشكل مباشر بشكل مباشر، والتهجم على المجتمعات البدوية بشكل مباشر، وهناك سيطرة حقيقة في الضفة الغربية على المنطقة المسماة منطقة "ج".

- هل المستوطنون يقومون باعتداءاتهم في الضفة الغربية وهم مسلحون بشكل كامل من جيش الاحتلال؟

نعم.. هم يقومون بهجماتهم وهم مسلحون، وهم بالأساس مسلحون، بالإضافة إلى قرار حكومة الاحتلال قبل يومين بشراء 20 ألف قطعة سلاح، وتسليح المستوطنين في القدس والضفة الغربية ومنطقة غلاف غزة، وبالأمس تم إطلاق النار بشكل مباشر في مسافر يطا في قرية التواني، شرق محافظة الخليل، فهم مسلحون بالكامل.

نضف إلى ذلك المجزرة التي ارتكبوها يوم الأربعاء الماضي في قرية كسرى جنوب نابلس برصاص المستوطنين، وثاني يوم حينما تم تشييع جثامين الشهداء تم إطلاق النار.

لدينا أكثر من 18 شهيدًا حتى يوم أمس برصاص المستوطنين بشكل مباشر، ويقومون بإطلاق النار على التجمعات البدوية الصغيرة وإرغامهم على التهجير، وإلا سيُحرقون.. هذا ما يجري على الأرض وهي حرب حقيقية في الضفة الغربية للسيطرة على الأرض قدر الإمكان، مستغلين تسليط الضوء على ما يحدث في غزة.. فالعربدة والهدم هنا في الضفة الغربية والقدس.

كيف تسببت مشاريع الاستطيان الإسرائيلي في تأجيج الوضع.. وهل ترى أن هذه الأحداث وقصف المقاومة للمستوطنات بشكل مباشر ستلجم الاحتلال عن الكف عن مشاريعه الاستيطانية؟

طالما نادت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس وأنذر كل المجتمع الدولي بأن الأمور ستنفجر وأن الشعب الفلسطيني سيفرغ صبره، ولكن ما حدث وسيحدث هو نتيجة حقيقية لكل هذا الاستيطان، ولكل هذا القتل لأبناءنا في المخيمات والمدن.

هذا الحصار الظالم على المواطنين في غزة، حصار دام 12 عامًا حتى هذه اللحظة، وشعب كامل محاصر أكثر من 2.5 مليون محاصر في قطاع غزة، بالإضافة لما يحدث في الضفة الغربية من المستوطنين الذين تدعمهم حكومة نتيناهو بفرض السيطرة على الأرض، وطرد المواطنين من المناطق المصنفة مناطق (ج)، والانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون في المسجد الأقصى وافتحامه يوميًا، وإثبات التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، والاعتداء على المرابطات في المسجد الأقصى، والاعتداء على أهلنا في القدس، عمليات اقتلاع أشجاز الزيتون والإخطارات بوقف البناء المستمرة، ومنع المسلمين من إقامة الصلاة وإقامة الأذان بالحرم الإبراهيمي والسيطرة على مسافر يطا جنوب فلسطين

واضح أن كل هذه الأمور وكمية الدم التي أُرقيت من هؤلاء الإسرائيليين تجاه شعبنا أو بالقتل اليومي الذي كان في الضفة الغربية، هو الذي مهد لكل هذا الانفجار الضخم الذي حدث سواء كان في غزة أو الضفة الغربية.

- من تراه يتحمل مسؤولية ما حدث من انفجار فلسطيني وتداعيات ذلك بعدوان إسرائيلي شامل على غزة؟

مع كل ذلك، لا تزال الحكومة الإسرائيلية تمارس نفس الممارسات ضد الفلسطينيين حتى تنفجر الأمور أكثر وأكثر، ومن يتحمل مسؤولية هذا الانفجار هو المجتمع الدولي في المقام الأول والإدارة الأمريكية التي لم تلزم حكومة هذا الاحتلال بتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة وعاصمتها القدس ونيل حريته، بالإضافة لحكومة هذا الاحتلال التي أطلقت العنان لمستوطنيها ليقتلوا ويذبحوا ويطردوا المواطنين من أرضهم.

إذًا هل هذه الأحداث ستجعل إسرائيل تفكر بعد ذلك ألف مرة قبل إطلاق المشاريع الاستيطانية وإطلاق يد المستوطنين وجنود جيش الاحتلال للعبث بالفلسطينيين والمسجد الأقصى؟

حتى هذه اللحظة الإسرائيليون لا يزالون يقصفون في غزة ويطلقون العنان للمستوطنين في الضفة الغربية، فإذا لم يجدوا مجتمعًا دوليًا  صارمًا وعقابًا حقيقيًا لهذه الحكومة، أما أن تفكر إسرائيل أن توقف الاستيطان وانتهاكاتها أنا أعتقد أن هذا الحديث سابق لأوانه حتى تضح الرؤية بعد انتهاء هذا العدوان على الأقل.

- ما هي رسالة الفلسطينيين من هذه الأحداث التي يمكن إيصالها لتل أبيب وللمجتمع الدولي؟ 

الرسالة أن شعبنا لا يزال صامدًا ولا يزال يقاوم في غزة والضفة الغربية والقدس ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء شاؤوا أو أبوا، وفي النهاية ستُقام الدولة الفلسطينية وسينال الشعب الفلسطيني حريته.