أحوالنا

زينب إسماعيل تكتب: مدينة النور هزمتها «بقة»

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

الكتابة العربية عن باريس لم تتوقف حتى يومنا هذا،  باريس كانت وما زالت نافذة يطل من خلالها العرب على العالم، ليتزودوا من ثقافتها المتنوعة وجمالها.

في سيرة رفاعة الطهطاوي الذي سافر الي فرنسا ضمن بعثة عددها أربعين طالبًا أرسلها محمد علي خارج مصر لأول مرة في 13 أبريل 1826 لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، وكان عمره حينها 24 عامًا، وهناك في باريس اهتم «الطهطاوي» بتدوين كل ما يراه ويسمعه أثناء الرحلة التي استمرت خمس سنوات، ليعود بعد ذلك إلى مصر ويصدر مؤلفه الشهير «تخليص الإبريز في تلخيص باريس». ومن يومها لم تتوقف الكتابة العربية عن باريس توفيق الحكيم تكونت ملامح شخصيته الأدبية والفنية في باريس أثناء دراسته، وهو ما انعكس على بعض أعماله الأدبية، وهذا يتضح في رواية «عصفور من الشرق» التي تعد انعكاسا حقيقيًا لحال المجتمع الفرنسي الفقير،  زكي مبارك  عاش في باريس قرابة خمس سنوات، نال خلالها الدكتوراة في الآداب من «جامعة السوربون» عام 1937، وعندما عاد إلى القاهرة كتب «ذكريات باريس» الذي يحتوي على ذكرياته ومذكراته عن باريس، ووضع بأسلوبه الرشيق والمميز تصويرا لحال "مدينة النور" أو باريس وما فيها من صراع بين الهوى والعقل والهدى والضلال.

أيضا بيرم التونسي قال مقولته الشهيرة: «الأولى مصر قالوا تونسي ونفوني، والثانية تونس فيها الأهل جحدوني، والثالثة باريس وفيها الكل نكروني». وذلك عندما ذهب «التونسي» إلى باريس منفيًا من مصر بعد تجاوزه جميع الخطوط الحمراء في إحدى قصائده عن الأسرة الحاكمة مصرفي ذلك الوقت.

اليوم مع الأسف وبعد اجتياح حشرة "البق" أماكن كثيرة في العاصمة الفرنسية باريس، تم  رصد هذه الحشرة - الماصة للدماء - في مترو باريس والقطارات والمدارس والفنادق والمنازل حتي مطار شارل ديجول ، وبعد ظهور هذه "البقة "الشريرة زادت هموم باريس هما جديدا التي إن جاز لي القول أنها "البقة" التي هزمت مدينة النور التي تدافع عن الباطل ولا تستحي تأييد قتل الاطفال والنساء في فلسطين بإطفاء أنوار برج ايفل تضامنا مع اسرائيل إنها ليست مدينة النور بل مدينة الظلم  والظلام !!