مصر وفلسطين..قضية واحدة

75 عامًا من الدعم اللا محدود لفلسطين قضية مصر الكبرى

الملك فاروق - السادات - حسني مبارك - جمال عبد الناصر
الملك فاروق - السادات - حسني مبارك - جمال عبد الناصر

تقرير: أحمد حمدى - أحمد معوض - محمد مصطفى
 

منذ 1948 أولى صانع القرار المصرى والقيادة السياسية اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية، وعبر 75 عاما عملت الدولة المصرية على دعم الحقوق العادلة لأبناء الشعب الفلسطينى القيادة السياسية منذ 1967 دعمنا إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، وتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية لتشكيل موقف وطنى موحد. ومنذ 11 نوفمبر 2002 ترعى مصر الحوار الفلسطينى - الفلسطينى وتتم استضافته فى القاهرة فى جولات متكررة بهدف مساعدة هذه الفصائل على تحقيق الوفاق الفلسطينى.

ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبحت القضية الفلسطينية بؤرة اهتمام القيادة السياسية، وأكد الرئيس فى مناسبات عدة استمرار مصر فى جهودها الدؤوبة تجاه القضية الفلسطينية، لكونها من ثوابت السياسة المصرية، مشدداً على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية وابزرها المبادرة المصرية فى عام 2021 بدعم غزة بـ 500 مليون دولار.

 الملك فاروق وحرب 1948 
فى 28 مايو 1946 اجتمع ملوك ورؤساء وممثلو 7 دول عربية في» أنشاص «للتباحث فى قضية فلسطين ومواجهة هجرة اليهود للأراضى الفلسطينية وفقًا لميثاق جامعة الدول العربية والذى ينص على وجوب الدفاع عن الدول العربية فى حال وقوع اعتداء عليها، وقرر المجتمعون التمسك بالاستقلال لفلسطين التى كانت قضيتها هى القضية المحورية فى جميع المؤتمرات. كما أعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصرى فى حرب 1948، حيث أدرك أن الرأى العام المصرى والعربى لدية رغبة فى الاسهام فى عملية إنقاذ فلسطين ولمواجهة خصومة السياسيين فى ذلك الحين وهما حزب مصر الفتاة وجماعة الاخوان المسلمين.

 عبدالناصر واللاءات الثلاث 
وضع جمال عبدالناصر القضية الفلسطينية فى مقدمة اهتماماته، لذا كانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذى رفع فيه شعار «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع إسرائيل، والذى سُمى بمؤتمر «اللاءات الثلاث»، كما كان لمصر بقيادة عبدالناصر دور كبير فى توحيد الصف الفلسطينى من خلال اقتراح إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، كما ساندت مصر فى القمة العربية الثانية التى عقدت فى الإسكندرية يوم الخامس من سبتمبر 1964 قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني، وفى عام 1969، أشرف عبد الناصر على توقيع اتفاقية «القاهرة» تدعيماً للثورة الفلسطينية، واستمر دفاعه عن القضية الى أن توفى عام 1970.

 السادات وشعار النصر والسلام 
كانت نظرة الرئيس الراحل أنور السادات ثاقبة فى تقدير العلاقات العربية مع اسرائيل لذا اطلق عليه بطل الحرب والسلام بين المثقفين المصريين، حيث خاضت مصر حرب أكتوبر بقيادته والتى توجت بالنصر فرفع شعار «النصر والسلام»، ولا يمكن أن نتجاهل مطالبات السادات بحقوق الشعب الفلسطينى خلال خطابة الشهير فى الكنيست الاسرائيلى مطالبا بالعودة الى حدود ماقبل 1967، خلال مؤتمر القمة العربىة السابع الذى عقد 29نوفمبر 1973 فى الجزائر حيث أقر المؤتمر شرطين للسلام مع إسرائيل هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضى العربية المحتلة وفى مقدمتها القدس، وفى أكتوبر عام 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (3375) بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك فى جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر وقتها نتيجة اعلان مصر والدول العربية اكتوبر 1974 مناصرة حق الشعب الفلسطينى فى إقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية؛ وكان آخر جهود السادات هو ما بادر به بدعوة الفلسطينيين والاسرائيليين للاعتراف المتبادل.

 مبارك والأرض مقابل السلام 
خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك التى امتدت تقريبا 30 عامًا شهدت القضية الفلسطينية تطورات كثيرة وحادة، ونتيجة ذلك تطورت مواقف وأدوار مصر لتحقيق الاستقرار فى هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية، وكانت البداية مع سحب السفير المصرى من إسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982، وفى عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الاسرائيلي، وفى سبتمبر عام 1993 شارك الرئيس الأسبق مبارك فى توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين فى الحكم الذاتي، وفى 2003 أيدت مصر وثيقة «جنيف» بين الاسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع فى المنطقة. 

وفى عام 2010 عندما تجدد القصف الاسرائيلى على قطاع غزة رفضت القيادة المصرية فتح معبر رفح، مؤكدة أنه لن يسمح بتحقيق المصالحة على حساب البلاد.

 منصور واتفاقية للمصالحة 
يجب الاشارة الى أن الرئيس السابق عدلى منصور حقق إنجازا خاصا بالقضية الفلسطينية، حيث نجحت مصر فى عهده فى إقناع حركتى «فتح وحماس» بالتوقيع على اتفاقية المصالحة التى طالما سعى إليها وأكد عليها فى لقاءاته وحواراته خلال عشرة أشهر على استمرار الموقف المصرى فى دعم القضية.

 الحـــــوار الفلسطيني الفلسطيني 
ترعى مصر الحوار الفلسطينى- الفلسطينى وتتم استضافته فى القاهرة فى جولات متكررة منذ 11 نوفمبر 2002 بهدف مساعدة هذه الفصائل على تحقيق الوفاق الفلسطيني، وقد استهدف مصر تحقيق الاهداف التالية خلال رعايتها هذه الحوارات :
ضرورة وضع برنامج سياسى موحد بين كل الفصائل.
عدم قيام أى فصيل من الفصائل أو السلطة الفلسطينية بالخروج عن البرنامج السياسى الموحد أو الانفراد باتخاذ القرار. 
تدعيم السلطة الفلسطينية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. 
حرصت مصر على إبلاغ الفصائل الفلسطينية منذ بداية الحوار بأنها لا تشكل بديلاً عن السلطة الفلسطينية، وأن عليها جميعاً التفكير فى المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وتوحيد رؤيتها مما يدفع الأطراف الدولية إلى معاودة الاهتمام بعملية السلام فى الشرق الأوسط بعد أن أصبحت هذه الأطراف على اقتناع بأن ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية قد أضر بالقضية الفلسطينية. 

 أبرز محطات المساندة السياسية المصرية للقضية الفلسطينية 
1964 شاركت مصر فى القمة العربية الثانية بالاسكندرية، والتى رحبت بقيام منظمة التحرير الفلسطينية واعتمدت قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحـرير الفلسطينى.

1973 بمؤتمر القمة السادس بالجزائر، ساعدت مصر بقوة جهود منظمة التحرير حتى حصلت على اعتراف من الدول العربية باعتبارها الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى. 

1974 مؤتمر القمة السابع بالرباط، اتفقت مصر والدول العربية على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

1975 بناءً على اقتراح مصرى أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3375 (الدورة 30) بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك فى كافة المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط.

1976 تقدمت مصر بطلب رسمى إلى وزيرى خارجية الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى لدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك فى المؤتمر عند استئناف نشاطه.

1988 نتيجة لجهود مكثفة شاركت مصر فيها، صدر أول قرار أمريكى بفتح الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينيـة لمرحلة جديدة من جهود السلام.

1998 منح منظمة التحرير الفلسطينية بعض الصلاحيات التى تتيح لوفدها العمل بحرية كاملة دون مزايا الترشيح للوظائف والتصويت وهى المزايا المقصورة على الدول.