قلم على ورق

الجونة.. يتضامن مع فلسطين

محمد قناوى
محمد قناوى

القرار الذى اتخذته إدارة مهرجان الجونة السينمائى الدولى بتأجيل موعد انطلاق الدورة السادسة قبلها بـ 72 ساعة فقط، حيث كان مقرراً افتتاح هذا الدورة أمس الجمعة تضامنا مع ما يحدث فى فلسطين المحتلة والاضطرابات التى تحدث فى غزة والعدوان الإسرائيلى عليها، لا شك أنه يتماشى مع أهداف وشعار المهرجان الذى رفعه منذ انطلاق دورته الأولي» سينما من أجل الإنسانية» والتى خصص لها جائزة كبيرة تصل إلى 20 ألف دولار لأفضل فيلم يعبر عن شعار المهرجان، وفى نفس الوقت يؤكد على تضامن المصريين سواء مثقفين أو سينمائيين ورجال أعمال ومواطنين عاديين مع القضية الفلسطينية، رغم أن قرار التأجيل فى هذا التوقيت الحرج سيكلف خزينة المهرجان ملايين الجنيهات، ولكن فى خضم هذه الأحداث المؤسفة تتجلى أهمية الإنسانية والتعاطف بين الشعوب، سينعكس شعار المهرجان الرئيسى «سينما من أجل الإنسانية»  على انشطته القادمة، فنجد المهرجان هذا العام سيعرض الفيلم الوثائقى الأمريكي «ارتفاع عميق» والذى يستكشف النمط المدمر للبشر فى استخراج الموارد لأجل الربح، أما الفيلم الروائى «الجدار» من بلجيكا فيتناول حارسة متفانية فى قوات حرس الحدود تفقد السيطرة وتقتل أحد المهاجرين المسالمين عن طريق الخطأ ، فى حين نجد الفيلم الوثائقى الهندى «همسات النار والماء» يوثق استنزاف الموارد والمناظر الطبيعية التى شكلتها النار والماء فى منطقة لاستخراج الفحم فى شرق الهند، أما الفيلم السوداني «وداعًا جوليا» فيجسد معنى الإنسانية  من خلال مغنية معتزلة تعيش فى شمال السودان، تعانى من الشعور بالذنب بعد تسترها على جريمة قتل، لذا تحاول إصلاح الموقف عبر إيواء جوليا أرملة القتيل الجنوبي، وابنهما دانييل فى منزلها، ويتناول الفيلم الوثائقى الفرنسى «سبعة أشتية فى طهران» قصة الإيرانية ريحانة الجباري، التى اعُدمت بعد اتهامها بقتل مغتصبها وأصبحت رمزاً للمقاومة، ويقدم الفيلم الفرنسي»على قارب أَدامان» نموذجاً للإنسانية داخل دار رعاية لكبار السن تطل على نهر السين فى قلب العاصمة الفرنسية وهو الفيلم الذى حصل على جائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين، ويروى الفيلم الوثائقى البرازيلى «كرورا» قصّة شعب الكراهو، وأفراده من السكّان الأصليين للبرازيل، الذين عانوا من الاضطهاد المتواصل، أما الفيلم الفرنسى «ليلة مظلمة» فيتناول الهجرة غير الشرعية للعديد من المهاجرين الأفارقة الفارين من الحياة الصعبة فى بلادهم نحو أوروبا، وتتجسد السينما من أجل الإنسانية أيضاً فى قسم الاختيار الرسمى «خارج المسابقة» فى الفيلم الصربي «بلاد ضائعة» والتى يتناول التظاهرات التى اطاحت بسلوبودان ميلوسيفيتش، والفيلم الفرنسي «شباب» أو ريبع فيدور حول العمل الشاق للخياطين والخياطات داخل مصانع الملابس فى الصين.