نوبة صحيان

جراح غزة 

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

تحول العدوان على غزة إلى محرقة حقيقية لأهلها، ومهما طالت هذه الحرب ستنتهي.. ثم يبدأ الناس فى تضميد جراحهم عن فقد الأحبة، ثم يقررون إعادة الإعمار فى قطاعهم المُدمر كما لم يحدث فى حرب أخرى إلا عندما غزا المغول الهمج بغداد بقيادة هولاكو سنة 1258، إلى أن تم دحرهم فى عين جالوت بفلسطين، على يد الجيش المصرى بقيادة سيف الدين قطز، والظاهر بيبرس عام 1260م.

إن مجرد إعادة المبانى والبنية الأساسية لأصلها فى قطاع غزة ستتكلف عشرات المليارات من الدولارات.. وتل أبيب و«قوادها» هم المسئولون عن هذا الدمار، بسبب الاستخدام المفرط للقوة، بصورة لا مبرر لها إلا الانتقام، ومحاولة إخفاء الخزى أمام الرأى العام الإسرائيلى والعالمى لعدم توقعهم للهجوم، وتأخرهم فى التعامل معه، وفشلهم فى اكتشاف مرابض الصواريخ حتى الآن!!.

وفوق ذلك.. كذب «قواد» إسرائيل الذين يشكلون حكومة الطوارئ الحالية، أو حكومة إدارة الحرب.. وخرج رئيس الوزراء نتنياهو يتهم المقاومة بأنهم اغتصبوا الإسرائيليات أثناء اجتياح المستوطنات.. فهل يمكن لعاقل أن تنطلى عليه هذه الخرافات التى لا يصدقها طفل؟!.

فإذا افترضنا أن المقاومين أشرار لهذه الدرجة.. كيف يمكن لرجل من المفترض أن جيش الدفاع الإسرائيلى كله يطارده أن يجد وقتا ليغتصب امرأة إسرائيلية؟!. 

للأسف كلام «هرتلة»، وللأسف يجد آذان صاغية من الغرب، إلا من بعض العقلاء.. فمن المؤكد أن «قواد» إسرائيل مازالوا يعيشون الصدمة، ولم يستفيقوا منها حتى اليوم، ولا يجدون الأعذار الكافية لتبرير ما حدث!!

فقد مرت 7 أيام قاسية من الحزن والرعب والترقب عاشها المستوطنون على أرض ليست لهم، وما زال أمامهم أوقات أخرى مثلها.. أيام وليال تذكرهم بمعاناتهم فى أكتوبر 1973.