فى الشارع المصرى

لعل «الأمريكان» يفقهون

مجدى حجازى
مجدى حجازى

نشرت بوابة «اليوم السابع» الالكترونية، أول أمس، خبرًا بعنوان: «وزير الخارجية يوجه رسالة شديدة اللهجة لــ«بلينكن» فور وصوله إلى إسرائيل»، جاء فيه:

«ردًا على سؤال «اليوم السابع» فى المؤتمر الصحفى الذى جمع بين وزير خارجية مصر ووزير خارجية ليتوانيا حول زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة إلى إسرائيل والأردن، أن سامح شكرى وزير الخارجية أكد ضرورة أن تكون زيارة بلينكن وزير الخارجية الأمريكى إلى المنطقة لتخفيف التوتر وهو ما تسعى إليه الدول، خاصة التى لديها عضوية فى مجلس الأمن الدولى، مشددًا على ضرورة أن تعمل واشنطن على تخفيض التصعيد واستعادة الاستقرار إلى المنطقة وليس تعزيز مزيد الأعمال العسكرية التى تؤدى إلى ما نشهده من سقوط ضحايا مدنيين بشكل لا يتسق مع اعتبارات القانون الدولى والإنسانى ومبادئ حقوق الإنسان..

ودعا سامح شكرى إلى ضرورة وقف أى تجاوزات فى المنطقة، وأهمية أن يعمل وزير الخارجية الأمريكى على ذلك، مجددًا الإدانة التامة لاستهداف المدنيين تحت أى ظرف وأى مبرر لتعريض المدنيين للقتل أو المحاصرة أو للتجويع أو التهجير، موضحًا أن حقوق الإنسان للفلسطينيين ليست أقل من حقوق إنسان أى فرد آخر، ويجب التعامل مع هذه الحقوق بنفس القدر وبدون ازدواجية، وأن هناك حدودا لأى عمل عسكرى يستهدف أى كيان دون أن يكون بمثل هذا التدمير والآثار واستهداف النساء والأطفال وكبار السن..

وأوضح شكرى معربًا تطلعه أن تكون زيارة «بلينكن» لاحتواء التصعيد والأزمة واستعادة الاستقرار فى المنطقة التى تعانى على مدى سنوات طويلة من عدم الاستقرار وتواجد قوات أجنبية على الأراضى العربية فى إطار تدخلات خارجية فى المنطقة وفقدان فى الأمل وانسداد الأفق السياسى للشعب الفلسطينى بعد نصف قرن..

ولفت وزير الخارجية إلى أن مبدأ حل الدولتين غير محقق ولم يتحقق حتى الآن، مشيرًا إلى أهمية تفعيل حل الدولتين بشكل كبير ويجب مواجهة إخفاق حدث لنصف قرن وضرورة معرفة أن الوضع الحالى لا يتسق مع مبادئ حقوق الإنسان..

وأوضح شكرى، أن مصر مستمرة فى فتح معبر رفح البرى للوفاء بالتزامات القطاع الإنسانية الملحة وسيكون هناك تحرك ثنائى فى شكل مجموعات لتخفيف حدة الصراع وحماية المدنيين والمطالبة بحماية المؤسسات الأممية والانخراط مع الدول الفاعلة للوصول لإنهاء هذا الصراع فى ظل سقوط ضحايا مدنيين فى غزة، موضحًا أن مصر تتواصل مع كافة الأطراف بشكل مستمر لمعالجة الأوضاع الحالية فى المنطقة.»..

«انتهى الخبر». 
واتساقًا مع ما سبق فإن رسالة وزير الخارجية المصرى موجهة لـ «الأمريكان» سواء القيادة السياسية الأمريكية وكذلك الرأى العام الأمريكى متمثلًا فى عموم الشعب الأمريكى الذى تضلله منظومة الإعلام الصهيوأمريكية، التى تنحاز - مع سبق الإصرار - لغطرسة حكومة الاحتلال، وغرورها بترساناتها العسكرية والمؤيدة بدعم أمريكى غير محدود!..

حيث لقنتها العسكرية المصرية درسًا قاسيًا منذ خمسين عامًا خلال حرب السادس من أكتوبر المجيد عام 1973.. وما أن فتئ كيان الاحتلال أن يسعى جاهدًا - فى محاولة بائسة - لمحو تاريخ هزيمته فى 1973، حتى فاجأته المقاومة الفلسطينية بـ «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر الجارى، كرد فعل على تمادى وإصرار حكومات الاحتلال المتعاقبة - على اختلافها - من استفزاز الفلسطينيين وانتهاك حرماتهم، وكذلك تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودعم هوس المتطرفين الصهاينة وحمايتهم وتمكينهم من الإمعان فيما يتجاوزون، بمخالفة ممجوجة لحقوق الإنسان التى يتشدقون بها، دون أدنى احترام للقوانين والمواثيق الدولية، إضافة إلى استمراء تدمير البنية التحتية وسبل الحياة للفلسطينيين، وكذلك مواصلة قتل المدنيين باستهداف النساء والأطفال وكبار السن! 

ألم يحن الوقت أن يجتمع المجتمع الدولى على دعم استقرار المنطقة؟!، الذى لن يتأتى إلا بإزكاء تفعيل حل الدولتين، إنهاءً للصراع، مؤزرًا باتساق حقيقى مع مبادئ حقوق الإنسان دون تفرقة أو ازدواجية، وليتهم يتحملون مسئولياتهم الإنسانية.. ولعل «الأمريكان» يفقهون، أن حقوق الشعوب فى استعادة أوطانهم المسلوبة لن تموت. 

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.